«داعش» تستجمع قواها وتتقدم في حلب بعد سيطرتها على الباب

إعدامات بالجملة في الرقة.. ومقتل 50 من عناصر النظام بكمين في ريف دمشق

TT

سيطر عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، أمس، بشكل شبه كامل على مدينة الباب في ريف حلب الشمالي، بعد معارك عنيفة ضد تشكيلات المعارضة العسكرية فيها، بموازاة تأكيد ناشطين إعدام التنظيم المرتبط بـ«القاعدة» عشرات المقاتلين المعارضين، بعد وقوعهم في كمين بالرقة، إحدى مراكز ثقل المقاتلين الجهاديين.

ونقلت «رويترز» عن ناشط من الرقة قوله إن «المقاتلين الذين أعدموا رميا بالرصاص ينتمون إلى (جبهة النصرة) وحركة (أحرار الشام)، وهم من الذين أسروا من قبل (داعش) في بلدة تل أبيض على الحدود مع تركيا».

وأوضح الناشط أن «نحو 70 جثة، معظمهم أطلق الرصاص على رؤوسهم نقلوا إلى مستشفى الرقة العام».

وفي حين رجحت مصادر في المعارضة أن «يكون من بين الذين أعدموا أبو سعد الحضرمي، قائد جبهة النصرة في محافظة الرقة، الذي أسر قبل أشهر»، أفاد المرصد السوري بأن «عشرات المقاتلين من حركة أحرار الشام وقعوا في كمين نصبته لهم عناصر من (داعش) في منطقة الكنطري الواقعة على بعد نحو 80 كيلومترا شمال مدينة الرقة، وذلك خلال توجههم من محافظة الرقة إلى محافظة الحسكة».

وأفاد بحصول معركة بين الطرفين، تمكن خلالها مقاتلو «داعش» من أسر مقاتلي أحرار الشام، ثم أقدموا على قتل وإعدام 46 منهم.

وفي موازاة استمرار المعارك، أمس، بين الجهاديين وكتائب مقاتلة في مدينة الرقة التي تعد معقلا للجهاديين في شمال سوريا، أقدم عناصر في «الدولة» على قتل 14 مقاتلا من تشكيلات أخرى بالطريقة نفسها، في منطقة البادية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتزامن ذلك مع اشتباكات عنيفة شمال الرقة، بين كتائب المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية تركزت في شارع المعز. كما أقدم انتحاري من تنظيم داعش على تفجير نفسه بشاحنة مفخخة قرب أحد المساجد، جنوب شرقي الرقة، بحسب «المرصد السوري».

وكانت الدولة الإسلامية في الرقة عدّت في بيان أن المعارك ضدها تهدف إلى «القضاء» عليها قبل مؤتمر «جنيف 2» لحل الأزمة السورية، الذي من المقرر أن يبدأ أعماله في الثاني والعشرين من الشهر الحالي في مدينة مونترو السويسرية.

وفي حلب، تمكّن تنظيم «داعش» من السيطرة، أمس، على مدينة الباب في الريف الشمالي للمدينة. وأفاد المرصد السوري بأن مقاتلي «داعش» سيطروا «بشكل كامل» على مدينة الباب وبلدة بزاعة المجاورة لها شمال شرقي حلب، مشيرا إلى اعتقال «داعش» لـ«عشرات الأشخاص، بينهم العديد من المقاتلين في المدينة».

وذكر أن نداءات تبث من مكبرات الصوت في المساجد تدعو سكان المدينة إلى «تسليم أسلحتهم إلى الدولة الإسلامية، لأنها جاءت لتطبيق شرع الله».

وكان مقاتلو الدولة الإسلامية اقتحموا، أول من أمس، المدينة الخارجة عن سيطرة النظام السوري منذ أكثر من عام، وتعرضت وبلدة تادف المجاورة لها، التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية، لقصف من الطيران الحربي السوري، أدى إلى مقتل 21 شخصا على الأقل.

وإلى أقصى الشمال الشرقي لحلب، قرب من الحدود التركية، حقق مقاتلو «الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين» و«جبهة ثوار سوريا» تقدما على حساب «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في مدينة جرابلس، حيث اندلعت اشتباكات بين مقاتلي «الدولة الإسلامية». وأفاد ناشطون بسيطرة «مقاتلي كتائب المعارضة على مبنى البريد ومحاصرتهم مبنيي السجن والمركز الثقافي في جرابلس».

واندلعت المعارك في جرابلس إثر انتهاء مهلة حددتها كتائب المعارضة للجهاديين للانسحاب منها من دون قتال.

في موازاة ذلك، أعلنت كتيبة «أمهات المؤمنين»، إحدى الكتائب الإسلامية المعارضة بريف دمشق، أمس، أنها قتلت نحو 50 عنصرا من القوات النظامية، وفق بيان نشرته وكالة الأنباء الألمانية، أمس. وجاء في البيان أن «أكثر من 50 شبيحا وعنصرا قتلوا في كمين محكم لعصابات (الرئيس السوري بشار) الأسد بالقرب من بلدة شبعا، الواقعة على طريق مطار دمشق الدولي، ويعتقد أن بينهم عناصر من ميليشيات حزب الله وميليشيات أبو الفضل العباس»، من دون إضافة أي تفاصيل أخرى.

وكانت كتيبة «أمهات المؤمنين» تبنّت تفجير خط الغاز الذي يغذي إحدى محطات توليد الكهرباء، بحجة أن المنطقة كانت مركزا لمقاتلي النظام وميليشياته قبل نحو عشرة أيام.