تماس كهربائي يتسبب بحريق في أكبر وأقدم أسواق بغداد

الباعة يشكون من إهمال «الشورجة» وعدم توفير مستلزمات السلامة

صورة أرشيفية لحريق سابق في سوق الشورجة («الشرق الأوسط»)
TT

لمرات عدة، يحاول عمال وكسبة عراقيون إخماد حرائق كبيرة وخطيرة تنشب عادة بصورة مفاجئة في أسواقهم ومحالهم، وتتسبب بخسائر مادية وبشرية فادحة والسبب يتكرر كل مرة هو التماس الكهربائي الذي وصف بـ(القاتل رقم واحد) في معظم تلك الحرائق، وآخرها ما حصل ليلة أول من أمس في سوق الشورجة أحد أكبر وأقدم الأسواق التجارية في العاصمة العراقية بغداد، واستطاعت فرق الدفاع المدني إخماده بصعوبة بسبب ضيق الطرقات المؤدية لمكان الحادث.

وتشهد العاصمة بغداد عدة حرائق في أسواقها الشعبية المهمة مثل الشورجة وسوق بغداد الجديدة، فضلا عن مبان للوزارات والدوائر الحساسة، عادة ما تستهلك الأموال والجهود الكبيرة لأجل إخمادها إضافة إلى هدر اقتصاد البلاد، فيما يقف المواطن العراقي عاجزا أمام حجم مخاطرها، وتعزو فرق الدفاع المدني غالبيتها إلى حدوث تماس كهربائي.

العميد سعد معن، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية العراقية، أكد في تصريحات صحافية أن الحريق لم يسفر عن خسائر بشرية ونجم عن تخزين البضائع بطريقة غير صحيحة، مضيفا أنه تمت السيطرة عليه من خلال استخدام خمس عشرة فرقة إطفاء.

بدوره قال الحاج عدنان الصويلح، 54 عاما، صاحب محلات غذائية في السوق التي تعرض للحرق: «إن النار التهمت بضاعة لتجار كثر وتسببت بخسائر وأضرار مادية كبيرة، وقد تكررت تلك الحرائق التي عادة ما تحصل في الليل بسبب غياب أبسط شروط السلامة المهنية وتكدس البضائع وضيق المكان وسوء تنظيم توزيع المنظومة الكهربائية للمحال المتلاصقة مع بعضها».

وأضاف قائلا: «طلبنا مرارا إنقاذنا من مخاطر الحرائق والتماس الكهربائي، وأهمية تعيين حراس ليليين مجهزين بالعدد الكافية لمنع انتشار الحرائق لكن لا أحد يستجيب من الجهات المعنية في أمانة بغداد أو وزارة الكهرباء، أو غرفة تجارة بغداد. مشير إلى أن «السوق قديمة وبحاجة إلى حملة صيانة وتأهيل منظومتها الكهربائية وفق القياسات الصحيحة ومنع المتجاوزين وإزالة أكوام القمامة، التي تتراكم كل يوم وتكون وقودا سريع الاشتعال في حالة حدوث الحرائق».

البائع ضمد نجم، أحد العمال في أسواق الشورجة شكا من إهمال السوق على الرغم من كونها معلما تجاريا وسياحيا عريقا في البلاد، إضافة إلى عدم إخضاعها لرقابة نوعية لضمان أرواح العاملين فيه والمتبضعين الذين يزورونه من كل مكان بأعداد كبيرة كل يوم.

أمانة بغداد دافعت عن نفسها من اتهامات بالتقصير في رفع النفايات وبالتالي اتساع رقعه الحرائق وصعوبة السيطرة عليها بالقول إن معظم تلك الحرائق تحدث بسبب عدم الالتزام بتوفير وسائل السلامة والأمان، كما أن الأمانة تواظب على رفع نفايات السوق يوميا وتبلغ الكميات المرفوعة نحو سبعة آلاف طن، مضيفة: «إن تراكم النفايات يعود إلى عدم الالتزام بتوقيتات رميها، كما أن المواطن غير متعاون في هذه الناحية».