الرياض تؤكد موقفها الثابت حيال القضية الفلسطينية

شددت على تمسكها بالسلام العادل والشامل وفق إطار مبادرة السلام العربية

الأمير عبد العزيز بن عبد الله لدى ترؤسه وفد السعودية في الجلسة الوزارية لاجتماع لجنة القدس بمراكش أمس (واس)
TT

أكدت السعودية موقفها الدائم تجاه القضية الفلسطينية وجوهرها قضية القدس التي تتعرض من الاحتلال الإسرائيلي إلى التهويد وتغيير معالمها العربية والإسلامية والاعتداء على قدسيتها.

وألقى الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائب وزير الخارجية السعودي الذي رأس الوفد السعودي، كلمة السعودية خلال الجلسة الوزارية لاجتماع لجنة القدس أمس، جاء فيها: «نؤكد استمرار موقفنا الراسخ مع أبناء الشعب الفلسطيني من أجل إعادة حقوقه المشروعة بما فيها حق العودة للاجئين وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وفقا للحدود المعترف بها لعام 1967. كما نؤكد تمسكنا بالسلام العادل والشامل في الشرق الأوسط وفق إطار مبادرة السلام العربية، وبنفس الوقت ندين سياسات الحكومة الإسرائيلية وممارساتها غير القانونية، بما في ذلك العدوان الإسرائيلي المستمر، والاحتلال والعقاب الجماعي الذي يعمق الاحتلال ومعاناة أبناء الشعب الفلسطيني، وهي ممارسات تمثل انتهاكات صارخة للقانون الدولي وتتعارض مع محاولات إحياء عملية السلام».

وأضاف الأمير عبد العزيز بن عبد الله أن «الترحيل القسري للسكان الفلسطينيين من بيوتهم وقراهم وتغيير المعالم التاريخية والحضارية وبناء المستوطنات في الأراضي المحتلة وبناء الجدار العنصري لعزلها عن محيطها الفلسطيني ومنع المصلين المسيحيين والمسلمين من الذهاب إلى أماكن عبادتهم والهادفة إلى تهويد المدينة المقدسة لن يزيدنا إلا إصرارا على تمسكنا بالقدس عاصمة لدولة فلسطين، ونرفض أي محاولة إسرائيلية للانتقاص من السيادة الفلسطينية على القدس الشريف، وبأي شكل من الأشكال فإن ما تقوم به السلطات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة من استفزاز لمشاعر المسلمين في العالم، والتصعيد الخطير لسياساتها التي تهدف إلى تهويد وتقسيم المسجد الأقصى المبارك، والسماح لليهود بالصلاة داخل أسواره وفي ساحاته، هذه الأعمال الشائنة تنذر بتفجير الوضع في المنطقة، وإشعال صراع ديني تتحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عنه».

وأوضح نائب وزير الخارجية السعودي أن جميع القرارات الإسلامية أكدت على أن قضية القدس تشكل جوهر قضية فلسطين التي هي جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، وأن السلام الشامل والعادل لن يتحقق إلا بعودة مدينة القدس الشريف إلى السيادة الفلسطينية باعتبارها عاصمة دولة فلسطين، وقال: «إننا اليوم أمام منعطف تاريخي كبير أمام ما يجري في مدينة القدس الشريف، وإننا من هذا المنبر ندعو المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته لاتخاذ التدابير اللازمة والفعالة لحمل إسرائيل على التقيد بقرارات الأمم المتحدة لمنعها من إجراء أي تغيير جغرافي أو سكاني في مدينة القدس الشريف وإلزامها يوقف، وإزالة جدار الظلم والفصل العنصري الذي تقوم ببنائه حول مدينة القدس، ورفع الحصار عنها، والتوقف عن هدم المنازل ومصادرة الهويات من المواطنين الفلسطينيين وتفريغ مدينة القدس الشريف من مواطنيها الفلسطينيين». وأضاف الأمير عبد العزيز بن عبد الله: «إننا في المملكة العربية السعودية ومن منطلقاتنا الثابتة، وواجبنا في هذا الاجتماع التصدي وبحزم لما تتعرض له القدس في الآونة الأخيرة من انتهاكات من قوات الاحتلال الإسرائيلي، هذا الوقع يتطلب منا جميعا دعما متواصلا للمؤسسات المدنية الفلسطينية لتمكينها من تأدية مهامها في إنجاز المشاريع التنموية والمحافظة على الطابع العربي والإسلامي والحضاري لهذه المدينة المقدسة ولتعزيز صمود أهلها في مواجهة التحديات الإسرائيلية المستمرة لتهويد مدينة القدس».

وأشاد الأمير عبد العزيز بن عبد الله في ختام كلمته بجهود الملك محمد السادس ملك المغرب بوصفه رئيسا لهذه اللجنة التي تبذلها اللجنة لحماية المقدسات الإسلامية في القدس الشريف والوقوف في وجه الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أنهم على يقين من بلورة خطة موضوعية لحماية هذه المدينة المقدسة.

وكان الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز وصل إلى مراكش الليلة الماضية لترؤس وفد السعودية في هذه اللجنة، وكان في استقباله الدكتور محمد البشر سفير السعودية لدى المغرب، وأعضاء السفارة، وعدد من المسؤولين من وزارة الخارجية المغربية.