ترجيح اتخاذ «الائتلاف السوري» قرارا بالمشاركة في «جنيف 2»

تحت ضغط «العواقب» الغربية

مقاتلون من «الجيش السوري الحر» في إحدى مناطق الغوطة الشرقية بضواحي دمشق (رويترز)
TT

عقد «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» اجتماع هيئته العامة في مدينة إسطنبول التركية أمس، لحسم قراره بشأن إمكانية المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» المقرر عقده في 22 من الشهر الحالي.

ونقلت وكالة «رويترز» عن عضو «الائتلاف» المعارض أنس العبدة قوله، إن: «الائتلاف قد يقر في اجتماعات هيئته العامة بالمشاركة في (جنيف 2) بموافقة أغلبية بسيطة من الحاضرين بدلا من ضرورة موافقة ثلثي الأعضاء البالغ عددهم 120 عضوا». كما نقلت الوكالة عن دبلوماسي غربي ترجيحه أن يصوت الائتلاف بالموافقة على المشاركة في مفاوضات السلام لحل النزاع السوري، مشيرا إلى أن «الولايات المتحدة وبريطانيا وداعمين غربيين آخرين أبلغوا الائتلاف بأن التصويت بـلا ستكون له عواقب ليست موضع ترحاب»، موضحا أنه لم يجر استخدام لغة التهديد، لكننا أوضحنا أن القرار المتعلق بجنيف مهم وأنه سيكون من الصعب وضع استراتيجية عسكرية وسياسية إذا لم يذهبوا».

وقال عضو «الائتلاف» المعارض، فايز سارة لـ«الشرق الأوسط» إن «نصاب الجلسة الأولى كان مكتملا، لكن قسما من المنسحبين عبروا عن رغبتهم بالعودة إلى صفوف الائتلاف لأنهم يشعرون بحسب ما نقلوا إلينا بأنهم قد ضللوا». وأوضح سارة أن «لجنة من بعض أعضاء الائتلاف أوكل إليهم التفاوض مع هؤلاء». وفي حين رفض سارة تسمية الأعضاء الراغبين بالعودة إلى الائتلاف، أكد أن «أمين عام الائتلاف السابق مصطفى الصباغ ورئيس الوزراء المنشق رياض حجاب ليسا من بينهم». وكان نحو 44 عضوا قد أعلنوا انسحابهم من «الائتلاف الوطني المعارض» احتجاجا على مسألة «جنيف 2» خلال اجتماعات الهيئة العامة في 8 من الشهر الحالي.

ومن جهة ثانية، قال منذر أقبيق مستشار رئيس الائتلاف أحمد الجربا، إن «اتخاذ قرار بالمشاركة أو عدم المشاركة في هذا المؤتمر ليس سهلا». وأضاف أن «الحق والعدالة والخير والشر واضحة تماما في الملف السوري والقيام بتسويات سيكون مؤلما». ويرفض قسم من أعضاء «الائتلاف» بدءا بمكونه الرئيس المجلس الوطني السوري، الجلوس إلى الطاولة ذاتها مع ممثلي النظام السوري. واشترط المجلس في نوفمبر (تشرين الثاني) من أجل المشاركة في «جنيف 2» أن يكون التفاوض على انتقال السلطة بكل مكوناتها وأجهزتها ومؤسساتها ثم رحيل (الرئيس السوري بشار) الأسد، مطالبا في الوقت نفسه بوقف إطلاق النار. في المقابل، تعهد النظام السوري بحضور «جنيف 2» إلا أنه استنكر تركيز خطاب الدعوة على تشكيل كيان انتقالي، عادا أن «الأولوية هي الاستمرار في محاربة الإرهاب»، في إشارة إلى قتال الحكومة مع مسلحين متشددين من المعارضة. كما كرر النظام السوري أنه لن يذهب إلى جنيف «لتسليم السلطة إلى أحد.. ولن نقبل عقد صفقات مع أحد»، مؤكدا أنه لن يعود بشار الأسد ليقود المرحلة الانتقالية.