199 قتيلا عشية «جنيف 2» وإعادة فتح مطار حلب

دمشق تنفي التعذيب في سجونها

مقاتلون من الجبهة الإسلامية لدى تجمعهم بأسلحتهم إثر هجوم شنته ضدهم قوات تابعة للنظام السوري في قرية العزيزية بحلب أمس (رويترز)
TT

نفت دمشق، أمس، الاتهامات الموجهة إليها بارتكاب عمليات قتل وتعذيب على نطاق واسع بحق 11 ألف معتقل في سجونها، واصفة إياه على لسان وزارة العدل بأنه «مسيس»، وأن الصور المرفقة به «مزيفة»، في حين وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 199 شخصا عشية انطلاق محادثات مؤتمر «جنيف2» في مدينة مونترو السويسرية. وأعلن أن خسائر المقاتلين من الطرفين وصلت إلى 114 شخصا، بينما قُتل 44 مدنيا في حلب وآخرون في باقي المحافظات.

وفيما حذرت فعاليات معارضة في ريف دمشق من كارثة إنسانية تقع في الغوطة الشرقية بريف دمشق على ضوء الحصار المفروض عليها، أعادت السلطات السورية، أمس، تشغيل مطار حلب الدولي بعد عام على إقفاله، رغم استمرار القصف والاشتباكات في ثاني أكبر المدن السورية. وهبطت أول طائرة مدنية في مطار حلب الدولي، بعد إقفال دام عاما كاملا، بسبب تعرضه لقصف المعارضين، ووقوع اشتباكات في محيطه.

وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) بأن أول طائرة ركاب حطت في مطار حلب الدولي بعد أن أمن الجيش السوري محيطه. وأوضح التلفزيون الرسمي أن هذه الطائرة الآتية من دمشق كانت تنقل وفدا من الصحافيين السوريين. وأشارت «سانا» إلى أن إصلاحات أجريت في المطار الذي هاجمته مجموعات «إرهابية مسلحة». ويأتي ذلك غداة استعادة القوات الحكومية السيطرة على قرية الشيخ لطفي غرب المطار، وهي آخر معقل للمسلحين في محيط المطار الذي شهد حملة عسكرية واسعة نفذتها القوات النظامية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي حيث استعادت مقر اللواء 80 المكلف أمن مطار حلب، والذي وقع تحت سيطرة المقاتلين المعارضين منذ فبراير (شباط) 2013.

ميدانيا، أفاد ناشطون باستهداف القوات الحكومية المتمركزة في مطار النيرب العسكري الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب بقذائف المدفعية، كما استمرّت الاشتباكات في محيط اللواء 80 على مقربة من مطار حلب الدولي. وأفاد المرصد السوري بوقوع اشتباكات عنيفة في محيط قرية عزيزة، بينما سقط صاروخ يعتقد أنه من نوع أرض - أرض، على منطقة في حي المعصرانية.

في غضون ذلك، أكّدت فعاليات اجتماعية في الغوطة الشرقية بريف دمشق أنّ هناك نحو مليون نسمة تعيش حالة حصار في الغوطة أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن حيث يبلغ عدد الأطفال دون الست سنوات نحو 150 ألفا، منهم 48 ألفا بحاجة ماسة لحليب الأطفال ومستلزمات دوائية وصحية.

وقالت، في بيان موقع باسم «المكتب الإغاثي الموحد في ريف دمشق» و«المكتب الطبي الثوري الموحد» و«مجمّع التربية والتعليم في الغوطة»، بأنّ السكان المحاصرين، يعانون من فقرٍ شديد: «حيث يلجأون إلى استخدام علف الحيوانات (لسد رمقهم) ما أدى لانتشار الكثير من الأوبئة والأمراض»، محذرين من أن «الغوطة الشرقية باتت على حافة أكبر كارثة إنسانية في القرن الواحد والعشرين»، مطالبين المنظمات الدولية بـ«التحرك الفوري» لتمرير قوافل الإغاثة الغذائية والطيبة إلى داخل الغوطة «لإنقاذ ما يمكن إنقاذه».

وفي ريف دمشق، أفاد المرصد بقصف القوات النظامية مناطق واسعة بريف دمشق بينها صيدنايا ورنكوس ومحيط بلدة تلفيتا وعدرا، فضلا عن وقوع اشتباكات على أطراف مدينة الزبداني. وفي ريف حمص، قال ناشطون إن مقاتلات الجيش النظامي قصفت بلدتي الزارة أدّت إلى سقوط نحو 10 قتلى وعشرات الجرحى، وذلك في ظلّ حصار تعانيه البلدتان منذ أشهر.

وفي سياق منفصل، وصفت وزارة العدل السورية، أمس، تقريرا يتهم النظام بارتكاب عمليات قتل وتعذيب على نطاق واسع بأنه «مسيس»، نافية «جملة وتفصيلا» التقرير، وعدته «مسيسا يفتقر إلى الموضوعية والمهنية».

ويأتي ذلك بعد نشر تقرير أعده ثلاثة مدعين عامين دوليين سابقين على أساس شهادة منشق بحوزته 55 ألف صورة لـ11 ألف معتقل في سجون النظام السوري، ويتحدث عن «تعذيب ممنهج على نطاق واسع». وقالت وزارة العدل السورية: «إن كل من يعمل في مجال التحقيق الجنائي يمكنه أن يكتشف أن هذه الصور مزيفة لعدم ارتباطها بمعتقلين أو موقوفين في السجون السورية»، معتبرة أن التقرير «عبارة عن تجميع لصور أشخاص غير محددي الهوية»، بينهم مقاتلون معارضون وآخرون نظاميون قضوا على يد المعارضة.

وزعمت وزارة العدل: «إن السجون السورية تخضع لرقابة دقيقة من الجهات القضائية المختصة والنيابة العامة والتفتيش القضائي الدوري»، لافتة إلى زيارة الصليب الأحمر لتلك السجون خلال الأزمة الراهنة، وعدت أن نشر التقرير «يهدف إلى تقويض الجهود الرامية إلى إحلال السلام في سوريا وإنهاء الإرهاب الدولي فيها».