رحيل اليسارية الإسرائيلية شولاميت ألوني عن 85 سنة

عرفت بمواقفها المثيرة للجدل وتأييدها للسلام مع الفلسطينيين

شولاميت ألوني مع إسحق رابين في لقطة عام 1993 حين كانت وزيرة التعليم في حكومته (أ.ب)
TT

توفيت أمس، عن 85 سنة، الوزيرة الإسرائيلية شولاميت ألوني، عضوة الكنيست (البرلمان)، ورئيسة حركة «ميرتس» سابقا، التي عرفت بنشاطها في مجال حقوق المواطن.

شغلت ألوني منصب وزيرة المعارف في حكومة إسحق رابين الثانية، كما شغلت منصب وزيرة الاتصالات، ووزيرة العلوم. واحتفظت بعضويتها في الكنيست لمدة ثلاثين عاما.

وكانت ألوني المولودة في تل أبيب، قد بدأت حياتها السياسية، صهيونية ناشطة في حركة الشبيبة «هشومير هتسعير». وانضمت إلى صفوف «البلماح»، وهي القوات الضاربة لمنظمة الهاغاناه الصهيونية التي شكلت في فلسطين عام 1941. وفي عام 1965 انتخبت ألوني للكنيست السادس ضمن قائمة «مباي». وفي انتخابات الكنيست الثامن، استقالت من حزب «العمل»، وشكلت حركة «راتس» التي حصلت على ثلاثة مقاعد. وشغلت منصب وزيرة بلا حقيبة في حكومة رابين الأولى، ثم استقالت في عام 1974 بعد انضمام كتلة «المفدال» (الحزب الديني القومي)، إلى الائتلاف الحكومي.

وفي انتخابات عام 1985، حصلت «راتس» على خمسة مقاعد بعد انضمام أعضاء حركة «السلام الآن»، ران كوهين، ولاحقا يوسي سريد، ومردخاي فيرشوفسكي. وفي عام 1991 توحدت «راتس» مع حركة «شينوي» (التغيير) و«مبام»، في حركة واحدة أطلق عليها «ميرتس». وفي انتخابات عام 1992 حصلت قائمة «ميرتس» على 12 مقعدا، وعينت ألوني زعيمتها، في حينه، وزيرة للمعارف في حكومة رابين.

في عام 1996، انتخب يوسي سريد رئيسا لـ«ميرتس»، واستقالت ألوني من النشاط الحزبي. وفي عام 2000 حصلت على «جائزة إسرائيل» لدورها الاجتماعي.

عرفت ألوني بلسانها اللاذع ومواقفها المثيرة للجدل في قضايا اجتماعية عدة. وألفت ألوني ستة كتب، بينها كتاب التعليم في المواطنة «المواطن ودولته» و«حقوق الطفل في القوانين الإسرائيلية»، و«النساء كبشر» و«التسوية - من دولة قانون إلى دولة شريعة».

وكانت ألوني من أبرز زعامات اليسار في إسرائيل التي ناصرت الفلسطينيين. وقد كتبت في أعقاب اندلاع هبة القدس والأقصى، في أكتوبر (تشرين الأول) 2000، مقالا انتقدت فيه بشدة الرأي العام الإسرائيلي وموقفه تجاه الفلسطينيين في البلاد. وقالت «إنها مفاجأة حقا. سنوات طويلة ونحن نذلهم، وننهبهم، ونصادر حقوقهم، ونصادر أراضيهم بقوة القوانين غير الديمقراطية، ونمنعهم من بناء بيوت لأبنائهم وبناتهم، ونهدم ما يبنونه. هم موجودون وغير موجودين. والآن وعندما ينتفضون نرى فيهم ناكري الجميل ويشكلون تهديدا لنا.. يا للعار».

عرفت ألوني أيضا، بتأييدها للسلام مع الفلسطينيين ودعمها مطلبهم في إقامة دولة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967.