ميركل متحفظة تجاه عضوية كاملة وسريعة لتركيا في الاتحاد الأوروبي

إردوغان في برلين: أنتم تحتاجون إلينا أيضا

رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قبيل مؤتمر صحافي مشترك عقداه في برلين أمس (أ.ب)
TT

استمرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على موقفها المتحفظ تجاه منح عضوية كاملة وسريعة لتركيا داخل الاتحاد الأوروبي، وذلك رغم مطالبة أنقرة ميركل بتقديم المزيد من الدعم لها في هذا الشأن.

وفي أعقاب لقائها مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان في برلين أمس، قالت ميركل إن الحكومة الألمانية تنظر إلى مفاوضات الانضمام مع تركيا باعتبارها عملية مفتوحة النتائج.

وأعربت ميركل عن تأييد بلادها لتكثيف التباحث حول الفصل الخاص بالسياسة الإقليمية. كما قالت إن من المتصور أيضا إمكانية فتح الفصل الخاص بالقضاء، حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).

وكان إردوغان روج في وقت سابق من أجل الحصول على دعم ألمانيا لتوسيع نطاق مفاوضات الانضمام مع بلاده المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ 1999. وتجدر الإشارة إلى أن حزب ميركل المسيحي الديمقراطي يبدي منذ فترة طويلة تشككه حيال منح تركيا عضوية كاملة في التكتل.

يذكر أن الاتحاد الأوروبي انتقد النقل التعسفي من قبل الحكومة التركية لعدد كبير من رجال الشرطة والقضاء على خلفية تحقيقهم في قضايا فساد ضد دوائر مقربة من الحكومة التركية، كما اتهم الاتحاد الأوروبي أنقرة بالسعي إلى تقييد حرية الصحافة وتسهيل الرقابة على الإنترنت.

وفي مؤتمر صحافي عقده في مقر المؤسسة الألمانية للسياسة الخارجية، وهي مؤسسة دراسات في برلين، قال إردوغان: «ننتظر من ألمانيا أن تدعمنا على الطريق الذي يؤدي إلى الاتحاد الأوروبي وحول عملية الانضمام. نأمل في أن تكون تحركاتها أقوى من السابق». وأضاف إردوغان: «من واجب تركيا بالتأكيد في إطار عملية الانضمام أن تتابع إصلاحاتها بطريقة دائمة»، لكنه ذكر بأن الدور المميز لألمانيا متصل بقوة السكان من أصل تركي الذين يعيشون فيها. وأضاف: «مع الجيل الثاني والجيل الثالث والجيل الرابع، أصبح المواطنون من أصل تركي مكونا مهما للمجتمع الألماني. هذه فرصة يتعين الاستفادة منها»، حسب ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وتستضيف ألمانيا أكبر جالية من أصول تركية خارج تركيا، ويبلغ عدد أفرادها ثلاثة ملايين شخص.

وشدد إردوغان على الدور الذي يمكن أن تضطلع به تركيا لتدارك الأزمات الإقليمية أو إيجاد حلول لها. وقال إن «العلاقات التاريخية والثقافية لتركيا في شمال أفريقيا على سبيل المثال تشكل فرصة من أجل عملية السلام» في الشرق الأوسط. وأضاف أن تركيا يمكن ان تضطلع أيضا بدور في دول البلقان أو لدى البلدان المسلمة في غرب أفريقيا.

وتابع أن تركيا ليست وحدها التي تحتاج إلى الاتحاد الأوروبي، بل أيضا الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى تركيا. وذكر إردوغان أن الاقتصاد التركي نما باستمرار خلال الأعوام الماضية، كما تضاعف الدخل القومي ومعدلات التصدير وتراجعت البطالة. وأضاف إردوغان أن تعداد السكان في بلاده يبلغ نحو 77 مليون نسمة، مؤكدا أنه ليس من الممكن تشكيل القرن الـ21 دون تركيا.