خادم الحرمين يوجه بإقامة يوم للتضامن مع الأطفال السوريين يحتضنه مركز الملك فهد الثقافي

استجابة للحالة الإنسانية والظروف المأساوية التي يعيشها أطفال سوريا

TT

وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بإقامة يوم للتضامن مع الأطفال السوريين يقام على المستوى الوطني يجري خلاله تغطية حاجة الآلاف من الأطفال السوريين الذي يعيشون في ظروف مأساوية صعبة لسد احتياجاتهم والإسهام مع المجتمع الدولي الإنساني في الحد من تدهور الحالة المعيشية للأطفال السوريين النازحين داخل سوريا واللاجئين في دول الجوار. وتأتي توجيهات الملك عبد الله بن عبد العزيز، استجابة للحالة الإنسانية وما يعانيه الأشقاء في سوريا من أوضاع مأساوية قاسية وبخاصة آلاف الأطفال الذين فقدوا سبل الحياة الكريمة.

وتنفيذا لهذه لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، وجه الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز المشرف العام على الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا باستكمال الإجراءات لتنظيم يوم للتضامن مع الأطفال السوريين، يوم الثلاثاء 25 فبراير (شباط) الحالي في مركز الملك فهد الثقافي بمدينة الرياض عند السابعة مساء بمشاركة رسمية وشعبية من أعلى المستويات دُعي لها الأمراء والوزراء والسفراء وكبار مسؤولي الدولة وممثلو المنظمات الدولية ورجال وسيدات الأعمال وكبريات الشركات والبنوك والمصانع والمحسنون في هذا البلد المعطاء.

وقال الدكتور ساعد العرابي الحارثي مستشار وزير الداخلية رئيس الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا، لوكالة الأنباء السعودية «إن هذه الوقفة التضامنية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، تأتي تواصلا لجهوده الداعمة للشعب السوري على المستويات كافة لتقديم مختلف أشكال الدعم والمساعدات الإغاثية والإنسانية للأشقاء في سوريا، واستمرارا للعمل الإنساني الذي تقدمه الحملة وإتاحة المجال للمواطنين في هذا البلد المعطاء للتضامن مع هذه الأزمة الإنسانية لأطفال سوريا».

وأوضح أن الحملة باشرت تنفيذ هذه التوجيهات، وشرعت بالتواصل والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة من المؤسسات والشركات التجارية والمصارف المالية ورجال الأعمال والمؤسسات الخيرية والمنظمات الدولية في دعوتهم للمشاركة في هذا الواجب الإنساني ورصد المأساة وإيضاحها وإيجاد وسائل التضامن المادي والعيني والمعنوي واستخدم وسائل الاتصال الحديثة للتسهيل على المواطنين للتعبير عن مشاعرهم ومشاركة أشقائهم في سوريا في هذه المأساة الإنسانية.

وأفاد أن الحملة فتحت المجال لتقديم التبرعات العينية والنقدية عبر حسابها لدى البنك الأهلي التجاري رقم: SA 231 00000 201 88888 000100 وعبر مستودعاتها في كل من الرياض وجدة والدمام والقصيم والحدود الشمالية، كما أتاحت الحملة خدمة التبرع عبر الرسائل النصية على الرقم الموحد لشركات الاتصالات 5565.

وأضاف بأن حملة نصرة الأشقاء في سوريا بادرت منذ بداية الأزمة بمد يد العون والمساعدة للسوريين اللاجئين في كل من الأردن ولبنان وتركيا، حيث افتتحت مكاتب إقليمية في هذه الدول لإيصال المساعدات التي قدمها الشعب السعودي لتخفيف معاناة إخوانهم وأشقائهم السوريين، حيث سارعت الحملة بتقديم الخدمات الغذائية والإيوائية والصحية والإغاثية للنازحين السوريين داخل سوريا واللاجئين السوريين في دول الجوار، وسيرت الجسور الإغاثية البرية والجوية لمباشرة توزيعها بشكل مباشر، وعقدت الحملة الكثير من الشراكات في العمل الإنساني مع عدد من المنظمات الدولية والإقليمية إسهاما من الحملة في التخفيف من معاناة مئات الآلاف من الأسر السورية المُتضررة.

ومنذ انطلاقها في مطلع شهر رمضان الماضي، نفذت الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا أكثر من 86 برنامجا إغاثيا ومشروعا إنسانيا في مواقع تجمعات اللاجئين السوريين في كل من الأردن ولبنان وتركيا بتكلفة إجمالية تجاوزت أكثر من 565 مليون ريال، شملت البرامج الإغاثية والغذائية والإيوائية والرعاية الصحية في مخيمات اللاجئين السوريين بالأردن وتركيا ولبنان، أسهمت في تخفيف جزء من معاناة الأشقاء السوريين في ظل هذه المحنة الإنسانية غير المسبوقة على مر التاريخ والتي تتفاقم يوما بعد يوم.

من جهة أخرى، عدّ السفير علي سعيد عواض عسيري سفير السعودية لدى لبنان، توجيه خادم الحرمين الشريفين بإقامة يوم للتضامن مع الأطفال السوريين الأبرياء، تعبيرا عن شعور بلاده بمسؤولياتها الأخوية تجاه الأشقاء، وأكد أن السعودية تنظر إلى ما يتعرض له الشعب السوري وبخاصة الأطفال الأبرياء «ليس من منظور سياسي فقط وإنما من منظور إنساني أيضا».

وأشار عسيري إلى أن الصمت عما يجري «لا ينسجم وغايات الأديان السماوية ويتعارض مع شرعية حقوق الإنسان والمواثيق الدولية والعربية»، مؤكدا ضرورة استمرار احتضان قضية الأطفال السوريين الأبرياء الذين يدفعون أثمان حرب ويعانون ظروفا قاسية لا ذنب لهم فيها، في حين أن من حقهم الطبيعي أن ينعموا بالعيش الكريم مثل غيرهم.

من جانبه، نوه الشيخ محمد علي الجوزو، مفتي جبل لبنان، بتوجيه الملك عبد الله بن عبد العزيز، بتحديد يوم للتضامن مع أطفال سوريا في شتى مناحي نزوحهم ولجوئهم إلى البلدان المجاورة. وقال الجوزو لوكالة الأنباء السعودية إن «الدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في رعاية أطفال سوريا ليشهد لها أنها تعالج المآسي التي يتعرض لها الشعب السوري بشكل عام وأطفال سوريا بشكل خاص».

وأضاف: «نحن هنا في لبنان رأينا كيف تكفلت المؤسسات السعودية الرسمية والخيرية بالقيام بالمسؤوليات كاملة على نفقتها الخاصة وعلى الصعد كافة، وهو أمر تنفرد به المملكة التي دأبت على الوقوف إلى جانب كل شعب عربي وإسلامي يتعرض للمحن والحروب الهمجية القاسية من دون تفرقة، وقد شهد لبنان تاريخيا كيف امتدت يد المملكة العربية السعودية الخيرية إلى جنوب لبنان بعد الحرب التي شنتها إسرائيل عام 2006 وأعادت بناء قرى الجنوب جميعا».

وقال مثمنا هذا التوجيه «جزى الله خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة كل خير على ما قاموا ويقومون به من أعمال إنسانية عظيمة، عودتنا المملكة دائما على القيام بها، وحفظ الله المملكة من أعدائها والحاقدين عليها والمتآمرين على دورها الأخلاقي والإنساني، وحماها من جميع الأشرار في العالم».

بدوره، ثمن مفتي عكار الشيخ زيد محمد بكار زكريا، عاليا، توجيه خادم الحرمين الشريفين، وأوضح لوكالة الأنباء السعودية أن «أزمة النازحين السوريين قد بلغت حدا غير مسبوق في شدة المعاناة وحجمها وقد أظهرت هذه الأزمة الوجه الحقيقي للعالم الذي تخلى عن نصرة هذا الشعب المظلوم المقهور، وكان من أكثر الفئات تضررا بهذه الأزمة النساء والأطفال، ومع ذلك فقد كانت المملكة العربية السعودية مملكة الخير والإنسانية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود من الدول السبّاقة إلى نصرة الشعب السوري، حيث سارع أيّده الله إلى إطلاق الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء السوريين في لبنان والأردن وتركيا التي أسهمت في تأمين المأوى والماء والغذاء والدواء لهؤلاء النازحين والتخفيف من معاناتهم».

وأضاف: «يأتي هذا التضامن في سياق اهتمام المملكة العربية السعودية بأزمة سوريا وخاصة النازحين السوريين، وهذا ليس بجديد على المملكة صاحبة الدور الكبير في تبني قضايا الأمة الإسلامية والعربية والوقوف مع المظلومين والمحرومين في أرجاء العالم».