الداخلية المصرية لـ «الشرق الأوسط»: توقيف «خلية إرهابية إخوانية» قبل تنفيذها عملية ضخمة

السفير عبد العاطي أكد أن الحديث عن الاستخدام المفرط للقوة «يجافي الواقع»

وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم يتفقد موقع انفجار سيارة مفخخة بمبنى للشرطة في مدينة المنصورة المصرية أسفر عن مقتل 14 شخصا (ديسمبر الماضي) صورة أرشيفية (أ.ف.ب)
TT

قالت وزارة الداخلية المصرية أمس إنها تمكنت من توقيف «خلية إرهابية» تابعة لجماعة الإخوان المسلمين في محافظة الدقهلية (شمال القاهرة). وكشف المتحدث الرسمي باسم الوزارة، اللواء هاني عبد اللطيف، لـ«الشرق الأوسط» عن أن تلك الخلية كانت تستعد لتنفيذ عملية نوعية ضخمة في محافظة مجاورة للدقهلية، لافتا إلى أن الوزارة ستكشف خلال الأيام المقبلة عن خلايا أخرى شبيهة.

يأتي هذا في وقت أعربت فيه 27 دولة بينها الدنمارك عن قلقها إزاء القيود المفروضة على حرية التعبير السلمي عن الرأي، والاستخدام غير المتناسب للقوة المميتة من قبل قوات الأمن المصرية ضد المتظاهرين. ووضع البيان على صفحة وزارة الخارجية الدنماركية، ومن بين الدول الموقعة عليه الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، وألمانيا، وتركيا، واليابان. وقال دبلوماسي ياباني في القاهرة لـ«الشرق الأوسط» أمس إن البيان الذي وقعت عليه اليابان «متوازن.. ولا يدين القاهرة»، مشيرا إلى أنه تضمن الإشادة بالمسار الديمقراطي الحالي، لكنه نبه في الوقت نفسه إلى القضايا الملحة التي تخص حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن دولا أوروبية هي التي لعبت دورا بارزا في إصدار البيان.

ومن جانبه أكد السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم الخارجية المصرية، لـ«الشرق الأوسط» أمس أنه على الرغم من نقاط إيجابية أشار لها بيان الدول الـ27 إلا أنه تضمن أيضا معلومات غير دقيقة وجافى الواقع بالحديث عن استخدام مفرط للقوة تجاه المتظاهرين.

وترفض جماعة الإخوان الاعتراف بالإجراءات السياسية التي أعقبت عزل الرئيس السابق محمد مرسي منتصف العام الماضي. وقضت محكمة مصرية، قبل أسبوعين، باعتبار جماعة الإخوان «تنظيما إرهابيا»، بعد نحو شهرين من قرار مماثل للحكومة المؤقتة.

وانفجرت في القاهرة أمس عبوة بدائية الصنع شرق القاهرة، دون وقوع إصابات، كما عثرت السلطات على عبوة أخرى مماثلة وفككتها. وقال اللواء عبد اللطيف إن أعضاء جماعة الإخوان يحاولون عبر هذه التكتيكات إثارة الذعر في البلاد، من أجل الترويج خارجيا لتصور مفاده أن مصر بلد غير آمن وأن الأوضاع به غير مستقرة.

وأضاف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «أجهزة المعلومات داخل الوزارة (الداخلية) تعمل حاليا بكفاءة عالية، وتمكنا خلال الفترة الماضية من توقيف عدد من الخلايا ولدينا تسجيلات بالصوت والصورة تفيد انتماءهم لجماعة الإخوان»، لافتا إلى أن السلطات الأمنية ستكشف عن خلايا أخرى شبيهة خلال الأيام المقبلة.

وأشار عبد اللطيف إلى أن قوات الأمن نجحت في توقيف خلية في محافظة الدقهلية خلال تخطيطها لتنفيذ عملية تفجير ضخم بإحدى المحافظات المجاورة للدقهلية، موضحا أن الخلايا التي ضبطت حتى الآن هي خلايا عنقودية لا ترتبط ببعضها البعض تنظيميا لكنها تعمل جميعها وفق مخطط واحد.

ومنذ عزل مرسي نفذت جماعات إسلامية متشددة عمليات إرهابية ضد عناصر الجيش والشرطة في شبه جزيرة سيناء ومدن مصرية أخرى، لكن برزت خلال الشهور القليلة الماضية مجموعات صغيرة تبنت عمليات استهداف أفراد ومركبات للشرطة على امتداد البلاد.

وقال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية أمس خلال لقاء بضباط وأفراد الشرطة في محافظة المنوفية (وسط الدلتا) إن الوزارة تعاقدت على شراء 50 ألف سلاح جديد ومتنوع من الخارج لتسليح جميع أفراد الشرطة.

وشدد الوزير الذي تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة العام الماضي على يد جماعة إسلامية متشددة، على ضرورة بذل أقصى جهد لمواجهة العناصر الإرهابية والتصدي الحاسم للإرهاب، وأعمال التخريب.

وتأثر الاقتصاد المصري بشدة جراء حالة عدم الاستقرار السياسي التي تعاني منها القاهرة منذ ثلاثة أعوام، لكن التوترات السياسية والأمنية التي أعقبت عزل مرسي عمقت الأزمة.

وألقي القبض على عدد كبير من قادة جماعة الإخوان وأحيلوا إلى القضاء في قضايا جنائية، أبرزهم مرشد الإخوان الدكتور محمد بديع والرئيس السابق مرسي، ونائبا المرشد خيرت الشاطر ورشاد البيومي، ومعظم أعضاء مكتب إرشاد الجماعة (أعلى سلطة تنفيذية داخل التنظيم).

وتنظم جماعة الإخوان منذ شهور مظاهرات شبه يومية تتحول غالبا لمواجهات بين قوات الأمن والمحتجين. وأصدرت السلطات المصرية نهاية العام الماضي قانونا لتنظيم التظاهر واجه انتقادات محلية ودولية.