انتحاري يفجر حافلة جنوب بغداد موقعا أكثر من 200 قتيل وجريح

الهجوم وقع وسط طابور سيارات أمام نقطة تفتيش في الحلة

عناصر أمن وإطفائيون في موقع انفجار حافلة مفخخة في الحلة جنوب بغداد أمس (رويترز)
TT

سقط أكثر من مائتي عراقي بين قتيل وجريح جراء تفجير انتحاري، عند نقطة تفتيش على الأطراف الشمالية لمدينة الحلة، مركز محافظة بابل، إلى الجنوب من بغداد. وقال ضابط برتبة ملازم أول في الشرطة إن الانتحاري فجر حافلة صغيرة لدى وصوله إلى نقطة التفتيش عند المدخل الشمالي للحلة (95 كلم جنوب بغداد) من جهة بغداد بين عشرات السيارات التي كانت تنتظر عبور النقطة. وذكر أن «بعض الضحايا احترقوا داخل سياراتهم»، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.

بدورها، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أمنية أن الهجوم أسفر عن مقتل 45 شخصا وإصابة 157 آخرين بجروح.

وأكدت مصادر طبية في أربعة مستشفيات في محافظة بابل حصيلة ضحايا هذا الهجوم، الذي أدى أيضا إلى تدمير أكثر من 60 سيارة من تلك التي كانت تسير في ثلاثة صفوف متوازية عند نقطة التفتيش الواقعة على طريق رئيس يربط بغداد بعدد من المحافظات الجنوبية. وأعلنت قناة «العراقية» الحكومية في خبر عاجل أن اثنين من العاملين لديها قُتلا في هذا التفجير، هما مثنى عبد الحسين وخالد عبد ثامر. وذكر مصدر مسؤول في القناة لوكالة الصحافة الفرنسية أن عبد الحسين وثامر «يعملان في منصب مساعد مصور، وكانا في مهمة إعلامية». وقال عبد الحسين سجاد الذي كان في موقع التفجير لحظة وقوعه: «شاهدت عددا من الجثث المحترقة تماما في موقع الانفجار، وفر آخرون من المكان والنار تشتعل في ملابسهم، بعد وقوع الهجوم».

وروى سلام علي الذي أصيب بجروح في صدره ويده متحدثا من مستشفى الحلة: «شاهدت كتلة كبيرة من النار تغطي نقطة التفتيش والسيارات المتوقفة». وتابع: «كثير من الضحايا لم يتمكنوا من الخروج من سياراتهم التي أغلقت أبوابها لشدة الانفجار».

بدوره، قال كريم حنون (30 سنة) إن الانتحاري «هرب من الطريق الرئيس المؤدي إلى موقع التفتيش، وتوجه إلى تجمع قوات الأمن قبل أن يفجر نفسه».

وتشهد مناطق متفرقة في عموم العراق، منذ مطلع عام 2013، تصاعدا في أعمال عنف هو الأسوأ الذي تشهده البلاد منذ موجة العنف الطائفي بين عامي 2006 و2008، التي أوقعت آلاف القتلى. وقتل أكثر من 130 شخصا خلال الأيام الماضية، وأكثر من 1850 شخصا منذ بداية 2014 في أعمال العنف اليومية في العراق، وفقا لحصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية، استنادا إلى مصادر أمنية وعسكرية وطبية.

من ناحية ثانية، قتل ثلاثة من عناصر الأمن، بينهم ضابط برتبة عقيد في الشرطة في هجمات متفرقة؛ ففي الموصل (350 كلم شمال بغداد)، اغتال مسلحون مجهولون سالم حسن مرعي، وهو عقيد في استخبارات الشرطة قرب منزله في حي الوحدة شرق المدينة، وفقا لمصادر أمنية وطبية. وقتل شرطي وأصيب ثلاثة من رفاقه بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في منطقة التاجي، إلى الشمال من بغداد. وفي قضاء طوزخورماتو (175 كلم شمال بغداد) قال قائمقام القضاء شلال عبدول إن «هجوما مسلحا استهدف حافلة تقل موظفين في شركة نفط الشمال أدى إلى مقتل أحد عناصر حماية المنشآت النفطية، وإصابة عشرة آخرين».