مقتل 200 شخص في هجمات شنها مسلحون في نيجيريا

اشتباكات قبلية في منطقة الحزام الأوسط المتوترة

قروي ببلدة مينوك في نيجيريا حيث تشهد المنطقة اضطرابات بين السكان (أ.ف.ب)
TT

قتل نحو 200 شخص على أيدي مسلحين في ثلاث قرى بوسط نيجيريا، حسبما أفادت الصحف المحلية على مواقعها الإلكترونية أمس. وأكد متحدث باسم الشرطة وقوع الهجمات، لكنه لم يذكر عدد الضحايا. ويستند عدد 200 ضحية على تقديرات لعدد الضحايا في كل قرية. ووصل منفذو الهجوم الذين يعتقد أنهم رعاة من قبيلة الفولاني، بأعداد كبيرة وهم يحملون بنادق وسكاكين وسواطير إلى قرى أوجوار سانكواي وجاتا وشينشي في ولاية كادونا أول من أمس. ونقلت صحيفة «سي كيه إن نيجيريا» عن نوهو موسيس وهو من سكان قرية شينشي قوله: «أحرق منفذو الهجوم جميع المنازل وأطلقوا النار على كل من حاول الهرب». وقال موسيس إن من بين الضحايا زوجة قس وأطفاله. وقال زعيم عرفي طلب عدم ذكر اسمه خشية التعرض للهجوم إن رجالا ونساء وأطفالا وشيوخا قتلوا ببنادق وسواطير، بينما أحرق آخرون حتى الموت في منازلهم.

وقال لصحيفة «صحارى ريبورترز» لقد أخذوا العشرات من أبنائنا من جميع القرى معهم إلى الغابات. وتعهد مختار رملان يرو حاكم ولاية كادونا بتقديم الجناة للعدالة وأمر بإجراء تحقيق شامل، وفقا لما ذكرته صحيفة «ناشيونال ميرور». وتم إرسال عناصر من الشرطة إلى القرى الثلاث لتهدئة الموقف. يذكر أن جنوب كادونا وهو مجتمع ذو أغلبية مسيحية، شهد هجمات متكررة من قبل رعاة ينتمون لقبيلة الفولاني منذ اندلاع العنف في المنطقة في أعقاب الانتخابات العامة التي جرت في عام 2011.

وجاء هجوم أول من أمس بعد أقل من 24 ساعة من وقوع هجوم مماثل في ولاية بينو التي قام أفراد يشتبه في انتمائهم لقبيلة الفولاني بسلب ونهب عدة قرى بها كما قتلوا أكثر من 30 شخصا. كان أكثر من مائة شخص لقوا حتفهم على أيدي رعاة من قبيلة الفولاني في لاية كاتسينا الأسبوع الماضي وتعرضت المجتمعات في جنوب كادونا إلى سلسلة من الهجمات خلال العامين الماضيين، حيث تتحول النزاعات حول الماشية أو الدين في كثير من الأحيان إلى أعمال عنف. وأكدت الشرطة الهجمات التي شنها رعاة ماشية من قبيلة الفولاني في نحو الساعة 11 مساء يوم الجمعة على قرى اوجوار سانكواي واونجوان جاتا وتشنشي بولاية كادونا لكنها لم تذكر عدد القتلى. وقتل مئات الأشخاص في العام الماضي في اشتباكات بين قبيلة الفولاني المسلمة التي يعمل أفرادها في رعي الماشية وسكان مناطق مسيحية مثل بيروم في منطقة الحزام الأوسط المتوترة التي يلتقي عندها الجنوب ذو الأغلبية المسيحية مع الشمال المسلم. وقال بيوس ننا، 64 عاما، من قرية اونجوان جاتا عندما رجعت من السوق كانت طلقات الرصاص تتطاير في أنحاء القرية. وأضاف أنه نجا من الموت بالفرار إلى الأدغال. ومضى يقول رأيت ثلاثة أشخاص يدخلون بسرعة إلى منزلي طلبا للحماية. تم تقطيعهم إربا حتى الموت أمام عيني مضيفا أنه رأى أحد جيرانه من قبيلة الفولاني يقوم بدور المرشد للمسلحين. والاضطرابات في وسط نيجيريا لا علاقة لها بتمرد جماعة بوكو حرام المرتبطة بتنظيم القاعدة في شمال شرقي نيجيريا. لكن محللين يقولون: إن هناك خطرا بأن يحاول المتمردون تأجيج الصراع في وسط نيجيريا. ورغم احتواء معظم هجمات الجماعة في شمال نيجيريا فإنها أعلنت مسؤوليتها عن تفجير وقع في ليلة عيد الميلاد عام 2011 استهدف كنيسة في مدينة جوس بوسط البلاد. وقال دانييل أنيب نائب رئيس الحكومة المحلية في كاورا: «ما زلنا ننتشل الجثث من الأدغال لكن يوجد أكثر من مائة قتيل حتى الآن». وقال مسؤول محلي آخر يدعى اندرو كازا بأن 96 شخصا على الأقل قتلوا لكن العدد سيرتفع على الأرجح. وكانت منظمة هيومان رايتس ووتش قالت في ديسمبر (كانون الأول) إن الاشتباكات الطائفية في منطقة وسط نيجيريا التي يقطنها خليط من المسلمين والمسيحيين أسفرت عن مقتل ثلاثة آلاف شخص منذ عام 2010 مضيفة أن السلطات النيجيرية تتجاهل العنف إلى حد كبير وهو اتهام تنفيه الدولة.