كييف تتلقى دعما ألمانيًّا وكنديًّا.. وكيري ولافروف يبحثان الأزمة في لاهاي

مظاهرات في الشرق الأوكراني تطالب بعودة الرئيس المعزول.. وموالون لموسكو يقتحمون قاعدة عسكرية في القرم

عناصر موالية لروسيا تراقب الوضع خارج قاعدة عسكرية جرى اقتحامها وطرد جنود أوكرانيين منها قرب مدينة سيفاستوبول بالقرم أمس (رويترز)
TT

استقبلت أوكرانيا أمس وزير الخارجية الألماني فرانك - فالتر شتاينماير ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر اللذين حضرا إلى كييف لتقديم دعمهما، فيما تواصل القوات الموالية لروسيا إخراج الجنود الأوكرانيين من قواعدهم في القرم.

وانتقد شتاينماير الاستفتاء في القرم الذي أدى إلى إلحاق شبه الجزيرة بروسيا، واصفا تلك الخطوة بـ«محاولة لتقسيم أوروبا». وقال في تصريح صحافي في ختام لقاء مع رئيس الوزراء الأوكراني آرسيني ياتسينيوك: «لا يمكننا القبول بهذه الظروف والسماح بتكرار حمام الدم. إن أمام أوكرانيا طريقا طويلا وصعبا».

وبحث المسؤولان احتمال تقديم ألمانيا مساعدة فنية للقوات المسلحة الأوكرانية كما قال ياتسينيوك الذي قال إنه بحث مع شتاينماير احتمال أن تزود أوروبا غرب أوكرانيا بالغاز لضمان أمن الطاقة في البلاد.

وتقضي هذه العملية بتغيير الاتجاه في أنابيب الغاز التي يمر فيها الآن الغاز الروسي المرسل إلى أوروبا الغربية. ودائما ما انتقدت مجموعة غازبروم الروسية هذه العملية وعدتها غير شرعية. وفي وقت لاحق، كان مفترضا أن يلتقي رئيس الوزراء الكندي، الذي تستضيف بلاده جالية أوكرانية كبيرة جدا، المسؤولين الأوكرانيين.

وفي القرم، دخلت قوات مسلحة مزودة بآليات مدرعة أمس قاعدة جوية أوكرانية، وأطلقت النار مستخدمة أسلحة آلية. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن آلية مسلحة اقتحمت مدخل قاعدة بيلبيك قرب سيباستوبول ودخل مسلحون إليها شاهرين أسلحتهم على الجنود الأوكرانيين، قبل أن تصل إلى المكان سيارة إسعاف.

وأقدم رجل بزي مموه ويضع نظارات شمسية، على نزع كاميرا عند مدخل القاعدة كانت تبث مباشرة صور الهجوم. وكانت قاعدة بيلبيك قالت على موقعها على الإنترنت في وقت سابق أمس، إنها تلقت إنذارا من القوات الروسية يطلب من الجنود الأوكرانيين وضع سلاحهم والاستسلام وإلا فإنهم سيهاجمون. وفي الأيام الأخيرة، لقي عدد من القواعد والسفن الأوكرانية المصير نفسه، واستسلم الجنود الأوكرانيون من دون مقاومة للقوات الروسية والموالية لروسيا.

ووسط هذه الأجواء، تسعى أوكرانيا إلى الصمود في الحرب الدعائية التي تخوضها ضد روسيا. وفي هذا السياق، أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية أمس، أن الجنود العائدين من القرم سيجري استقبالهم بشكل لائق ولن يجري التعامل معهم بصفتهم منشقين بل مقاتلين قدامى و«أبطالا فعليين». وأكدت الوزارة أنها تسعى إلى التصدي للمعلومات الكاذبة في هذا الصدد والتي «تبثها أجهزة الاستخبارات الروسية في شكل كثيف» سعيا إلى تعزيز الاقتناع بأن الوحدات العائدة من القرم سيجري حلها مع ملاحقة الجنود بشكل فردي بتهمة الخيانة العظمى.

ويبدو أن هذه الحملة باتت تؤتي بعض النتائج، إذ صرح أحد البحارة أول من أمس لوكالة الصحافة الفرنسية في القرم بأنه يخشى ملاحقته في حال عودته إلى أوكرانيا. ويتعين على كييف أيضا أن تواجه التحرك الانفصالي الموالي لروسيا في شرق البلاد. وجرت مظاهرة جديدة ظهر أمس في دونيتسك المدينة الصناعية في المنطقة، شارك فيها نحو ثلاثة آلاف شخص، خرجوا للمطالبة بعودة الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش. وكان مقررا أن يزور وزير الخارجية الألماني دونيتسك بعد ظهر أمس.

وفي موسكو، أفاد مصدر في وزارة الخارجية الروسية بأن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيبحث التطورات في أوكرانيا مع نظيره الأميركي جون كيري على هامش قمة الأمن النووي المقررة الاثنين والثلاثاء في لاهاي. وقال المصدر إن «اجتماعا بين لافروف وكيري سيعقد على هامش قمة لاهاي»، موضحا أن الوزيرين سيبحثان «الأزمة السياسية الداخلية في أوكرانيا».

ومن المقرر أن يجتمع قادة مجموعة السبع، وبين أعضائها ألمانيا وكندا، غدا في لاهاي في قمة مخصصة للوضع في أوكرانيا بناء على دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما. وأول من أمس، قدم القادة الأوروبيون دعمهم القوي لأوكرانيا عبر توقيع الشق السياسي لاتفاق شراكة وفرض عقوبات على مقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدما قامت الولايات المتحدة بالمثل. ويطيح هذا الاتفاق بآمال موسكو ضم أوكرانيا إلى منطقة التبادل الحر التي تسعى إلى إقامتها مع جمهوريات سوفياتية سابقة.

من جانبها أعلنت الدول الـ57 الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إرسال بعثة مراقبين إلى أوكرانيا بعد أن وافقت روسيا على سحب اعتراضاتها. وسيتألف الفريق المدعو إلى الانتشار في مجمل أرجاء البلاد باستثناء منطقة القرم، من نحو مائة مراقب مدني بينهم «فريق طليعي» يتوقع وصوله في غضون 24 ساعة.

وإزاء تقديرها بأن الوضع لا يشير إلى «انفراج»، شددت الولايات المتحدة ثم الاتحاد الأوروبي يومي الخميس والجمعة العقوبات التي تستهدف مسؤولين روسا أو أوكرانيين موالين للروس. وحذت بروكسل حذو واشنطن عبر إقرارها إضافة 12 روسيًّا وأوكرانيًّا موالين لروسيا على لائحتها ما يرفع إلى 33 عدد الأشخاص المستهدفين. والمستهدفون الجدد هم مسؤولون «كبار» مثل نائب رئيس الوزراء ديمتري روغوزين، ورئيسي مجلسي الاتحاد والنواب في البرلمان الروسي، إلا أن رئيس مكتب بوتين ليس على اللائحة.

ورد روغوزين على ذلك قائلا إن «كل العقوبات لا تساوي حبة من تراب أرض القرم التي عادت إلى روسيا». وقررت الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ألا تتخذ في الوقت الراهن «عقوبات اقتصادية حقيقية»، كما تطالب سلطات كييف بسبب العواقب الاقتصادية على الأوروبيين أنفسهم. ولدى عودته إلى كييف، انتقد ياتسينيوك روسيا لـ«تأميمها عشرات من المنشآت العائدة إلى الدولة الأوكرانية» في القرم، وقال: «لا يتصل الأمر بمليارات الدولارات بل بمئات المليارات».