رجل الـ«سي آي إيه» المقتول حقق مع الأميركي الطالباني قبل تمرد الأسرى

شريط فيديو يظهر ووكر وهو يرفض الإجابة عن الأسئلة في مزار الشريف

TT

حقق جوني (مايك) سبان احد عناصر الاستخبارات الاميركية (سي. آي. ايه) قبل ساعات من مقتله في افغانستان مع جون ووكر لينده الاميركي الذي انضم الى صفوف طالبان، وتباحث هو وزميل آخر له بصوت مسموع في ان كان ووكر يرغب في الموت او الحياة، حسبما ورد في تقرير لمجلة «نيوزويك» أمس.

وكان فريق تصوير افغاني قد صور تفاصيل ما جرى بهذا الخصوص على شريط فيديو يظهر فيه سبان وعنصر آخر من عناصر «سي. آي. ايه» اسمه ديفيد وهما يحققان مع ووكر الذي يمتنع عن الرد على اسئلتهم وحتى عن النطق باسمه بينما هو جاثم على الارض. ويلقى هذا الشريط اهتماما كبيرا في أميركا، فهو يكشف عن معرفة سبان بأن ووكر اميركي او غربي على الاقل لانه تكلم معه بالانجليزية. وجرى التحقيق مع ووكر في ساحة السجن الرئيسي لمزار الشريف حيث كان اودع مئات الاسرى من طالبان بعد استسلامهم لقوات التحالف الشمالي في الليلة السابقة، وفقا لما ذكرته المجلة.

ويشاهد سبان، 32 عاما، الذي كان احد قادة المارينز السابقين وانضم لاحقا الى «سي. آي. ايه» وهو يحقق مع العشرات من السجناء الذين اخرجوا الى ساحة السجن للتحقيق معهم. وكان يرتدي سروالا من الجينز ويحمل بندقية روسية فوق كتفه.

ويبدو في اول الشريط زميل سبان المدعو جيف وهو يرتدي زيا افغانيا تقليديا يصل الى ما دون ركبتيه في اثناء تحقيقه مع سجين قيرغستاني بالروسية. ثم يظهر ووكر الذي يقوده الحرس الى غطاء مفروش على الارض ويرغمونه على الانحناء والجلوس على ركبتيه.

ويظهر ووكر، 20 عاما، الذي تحول الى الاسلام بعد ان ترعرع في ضاحية غنية في شمال كاليفورنيا وهو يرتدي زيا افغانيا تقليديا أسود اللون مطأطئا رأسه ويداه مقيدتان وراء ظهره، أما شعره الكث فانه يغطي معظم ملامح وجهه الملطخ بالوحل.

ويسمع صوت محقق افغاني وهو يسأله «ما اللغة التي تتكلمها؟ الآيرلندية ام الباكستانية؟» وعندها ينحني سبان قبالته ويسأله عن اسمه، ثم يطرقع بأصبعيه امام عينيه بينما يظل على صمته. وعندها يسأل سبان «ما الذي جاء بك الى هنا؟ كلمني، من الذي جاء بك الى هنا؟ كيف وصلت الى هنا؟ هل تسمعني»؟ عندها يقترب جيف ويحاول الاثنان الاستعانة بتكتيك جديد باللجوء الى الحديث على مسامع ووكر، ويقول جيف «المشكلة ان عليه ان يقرر ان كان يريد الموت او الحياة، ولو كان يريد الموت فان موته سيكون هنا». كما يشير جيف الى ان ووكر سيقضي بقية حياته في السجن ويقول «لا يمكننا ان نساعد الا شخصا يرغب في الحديث الينا». ويضيف «ليس امامنا من خيار آخر سوى ان نجلب الصليب الاحمر ليساعد كل هؤلاء الرجال».

ويحاول سبان اقناع ووكر بالحديث اليه بالاشارة الى موت مئات المسلمين في هجمات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، ولكن ووكر يظل على صمته مما يصيب سبان وجيف بالاحباط. ثم يقول سبان «لقد استنفد هذا الرجل فرصته». وبعد ذلك يلتقط سبان صورة لووكر بينما جذب احد الحراس الافغان شعره الى الوراء رافعا وجهه أمام الكاميرا. وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، هاجم الاسرى من طالبان حراسهم واستولوا على اسلحتهم ونشب قتال عنيف داخل السجن راح ضحيته اكثر من 200 من سجناء طالبان. ويعتقد ان الجنود الاميركيين والبريطانيين انقذوا جيف، اما سبان فانه ذبح في بداية القتال واصبح بذلك اول اميركي يقتل خلال مواجهات في افغانستان.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»