المعارضة السورية تسيطر على أول «معبر بحري» في ريف اللاذقية

النظام ينفي ويرد بقصف كسب والسمرا براجمات الصواريخ

TT

سيطر مقاتلو المعارضة السورية أمس على قرية السمرا في محافظة اللاذقية ومعبر بحري تابع لها في شمال غربي البلاد، إضافة إلى ما يعرف بـ«المرصد 45»، وهو أعلى تلة في ريف اللاذقية الشمالي، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. فيما سقط عدد من القتلى والجرحى نتيجة سقوط قذائف في مناطق عدّة بالعاصمة دمشق واستهداف مدينة داريا بالبراميل المتفجرة وانفجار سيارة في درعا.

وفي حين أكّد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية سيطرة الكتائب الإسلامية على قرية السمرا، والمخفر البحري الذي يعدّ أول معبر لقوات المعارضة على البحر المتوسط، بعد يوم واحد من سيطرتهم على بلدة كسب ومعبرها الحدودي مع تركيا، نفى مصدر أمني سوري للوكالة نفسها الأمر. مشيرا إلى أن القوات النظامية «توجه ضربات قاصمة» لمقاتلي المعارضة، لافتا إلى أنّ «منطقة السمرا هي عبارة عن واد بين جبلين وهناك ممر يفصل بينهما ولا يوجد مقرات عسكرية فيه». وقال «إن القوات السورية هي حاكمة لهذا الممر مائة في المائة، ولا يمكن للمعارضة السيطرة على المنطقة».

كذلك، ذكرت «شبكة شام» أن كتائب المعارضة المسلّحة سيطرت على المعبر البحري في ريف اللاذقية، ليكون بذلك أول منفذ بحري تسيطر عليه المعارضة منذ اندلاع الثورة. وبث ناشطون سوريون مقطع فيديو يظهر عددا من مقاتلي المعارضة يحملون أعلام «التوحيد» السوداء ويقفون على شاطئ قالوا إنه على البحر المتوسط في ريف اللاذقية.

كما أعلن ناشطون أن قوات النظام ردت بقصف بلدتي كسب والسمرا براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، تزامنا مع وصول المزيد من التعزيزات العسكرية النظامية إليهما وتكثيف الغارات الجوية للطيران الحربي النظامي على محيط مناطق الاشتباكات بريف اللاذقية. وقال الناشط في اللاذقية عمر الجبلاوي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن اللاذقية «استراتيجية بالنسبة إلى النظام، إلى درجة أنه كلما اندلعت معارك فيها، يسحب قوات من مناطق أخرى ويستقدمها إلى هنا».

وأضاف أن مقاتلي المعارضة «يحققون تقدما سريعا. والسيطرة على كسب هي بداية الطريق لتحرير اللاذقية»، فيما اعتبر أحد مقاتلي المعارضة المشاركين في المعارك، عرّف عن نفسه باسم سامر، أن تقدم المعارضة يعود في جزء كبير منه إلى تراجع «الدولة الإسلامية في العراق والشام» التي خاض مقاتلو المعارضة معارك عنيفة معها منذ يناير (كانون الثاني)، في مناطق واسعة في شمال سوريا، مضيفا «كانت لدينا خلافاتنا مع الدولة الإسلامية، لكنهم الآن غادروا، وبات في إمكان المقاتلين العمل يدا واحدة».

ويشهد ريف اللاذقية الشمالي، وهو عبارة عن مناطق جبلية متداخلة، معارك عنيفة منذ بدء كتائب مقاتلة بينها جبهة النصرة، معارك للسيطرة على نقاط للنظام في هذه المحافظة التي تعد من أبرز معاقله. وأدت المعارك لمقتل نحو 170 عنصرا من الطرفين في هذه المنطقة، بحسب المرصد، بينهم قائد قوات الدفاع الوطني في اللاذقية هلال الأسد، أحد أقارب الرئيس السوري بشار الأسد.

وقبل إعلانه عن سيطرة الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة على «المرصد 45» بعد ظهر أمس، كان المرصد السوري أفاد بمقتل 14 عنصرا من القوات النظامية بينهم ضابطان في انفجار شديد واشتباكات عنيفة أدّت إلى مقتل ستة مقاتلين معارضين. وتحدث المرصد عن إصابة «ما لا يقل عن 40 عنصرا من القوات النظامية بجروح، بالإضافة إلى أكثر من 75 جريحا من الكتائب الإسلامية المقاتلة وجبهة النصرة، جرى نقلهم إلى تركيا». ويعد «المرصد 45» أعلى تلة في ريف اللاذقية الشمالي، وهي تشرف على مناطق واسعة من جبل الأكراد وجبل التركمان وصولا إلى البحر المتوسط.

وقال مصدر أمني سوري لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «الاشتباكات كانت عنيفة جدا منذ الصباح وكانت هناك محاولات متكررة تقوم بها الجماعات المسلحة في محاولة للوصول إلى «النقطة 45 بدعم من الجانب التركي»، مشيرا إلى أن «الموقف هناك بين أخذ ورد والوضع غير متبلور بعد».

وفي دمشق، أفادت مصادر من الأهالي بأن عدة قذائف سقطت في مناطق أبو رمانة والزاهرة وقرب دوار البيطرة بدمشق وضاحية الأسد بريفها ما أدى إلى سقوط ضحايا، فيما أفادت الوكالة السورية للأنباء «سانا» بأن 10 أشخاص بينهم طفل أصيبوا جراء سقوط قذيفتي هاون على مركز إيواء في مدرسة بالزاهرة القديمة وملعب نادي النضال قرب دوار البيطرة، كما أدت قذيفة سقطت في حديقة منزل قرب مركز الصحة المدرسية في أبو رمانة إلى وقوع أضرار مادية. ونقلت الوكالة عن مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق قوله إن قذيفة سقطت قرب موقف للحافلات على دوار ضاحية الأسد بريف دمشق تسببت بمقتل شخص وإصابة تسعة آخرين.

من جهتها، قالت «شبكة سوريا مباشر» إن الطيران الحربي النظامي ألقى برميلا متفجرا على مدينة داريا بريف دمشق الغربي، في حين قصفت مدفعية النظام حي العسالي ومخيم اليرموك وحي جوبر الذي شهد اشتباكات قتل خلالها ثلاثة عناصر من قوات النظام، فيما استهدفت المدفعية عدة مدن بالغوطة الشرقية، مشيرة إلى أنّ الجيش الحر ردّ بقصف ضاحية الأسد بقذائف الهاون على أطراف مدينة حرستا في الغوطة الشرقية،