خامنئي ينتقد «من يسعى لطمس التضحيات الإيرانية» خلال الحرب مع العراق

خلال زيارة إلى مناطق في خوزستان

خامنئي
TT

انتقد مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران آية الله خامنئي أمس الذين يسعون لطمس «التضحيات التي قدمتها إيران خلال الحرب بينها وبين العراق» و«مسيرة الإمام الخميني». تأتي تصريحات خامنئي خلال زيارته لمناطق في محافظة خوزستان -جنوب- في فترة الحرب بين إيران والعراق.

ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن آية الله خامنئي قوله «يريد أعداء الشعب الإيراني وعدد من الأفراد أن ينسى الشعب التضحيات التي قدمت في فترة الدفاع المقدس (السلطات تستخدم مصطلح الدفاع المقدس للتعريف بفترة الحرب بين إيران والعراق). يحاول هؤلاء أن ينسى الشعب الشخصيات التي لعبت دورا فعالا في تلك الفترة والتوجيهات التي حددها الإمام الخميني الذي تميز بحكمته». ولم يشر خامنئي خلال تصريحاته إلى أي مسؤول أو شخصية بشكل مباشر غير أن بعض المواقع الإلكترونية الإيرانية أشارت إلى أن مرشد الثورة قد يقصد بكلامه هذا رئيس مجلس تشخيص النظام أكبر هاشمي رفسنجاني الذي أخذ يعبر عن آرائه حول الشؤون السياسية بحرية أكبر منذ تولي حسن روحاني الرئاسة في إيران. وأثارت تصريحات رفسنجاني في الأشهر الأخيرة حول آراء الإمام الخميني بشأن هتاف «الموت لأميركا» جدلا واسعا في إيران.

وقال رفسنجاني في حوار مع مجلة «الدراسات الدولية الموسمية» الصادرة في ربيع 2012 إن «الولايات المتحدة هي القوى العظمى. وما الفرق بين الدول الأوروبية والصين وروسيا من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى؟ حيث تجري إيران مفاوضات مع هذه الدول في حين تمتنع عن إجراء المفاوضات مع الولايات المتحدة».

وأدلى آية الله خامنئي بتصريحاته أمام حشد من الزوار الذين قصدوا المناطق التي شهدت الحرب بين إيران والعراق، حيث ألقى كلمته في منطقة شهدت كسر الحصار عن مدينة آبادان شرق نهر كارون. وتنظم قوات التعبئة (الباسيج) والحرس الثوري رحلات خاصة إلى إقليم خوزستان بهدف زيارة المناطق الحربية بين إيران والعراق، حيث يقيم الزائرون مراسم دينية خاصة. وعد مرشد الجمهورية الإسلامية خلال تصريحات أمام كوادر الرحلات السياحية للمناطق الحربية بين إيران والعراق في الشهر الجاري أن «تأثير هذه الرحلات على الجيل الجديد والشباب مهم للغاية».

وقال آية الله خامنئي إن «هذه الرحلات السياحية للمناطق الحربية تعمل على إحياء ذكرى تلك الأيام والتضحيات التي قدمها الإيرانيون في مختلف المناطق التي اندلعت فيها الحرب»، وزاد قائلا: «حض أعداء النظام الإسلامي أي الدول الأوروبية والإدارة الأميركية النظام البعثي بقيادة صدام حسين بمواصلة الحرب مع إيران من خلال تزويده بالإمكانات والتجهيزات الحديثة والمتطورة. الأمر الذي أدى إلى استمرار الحرب المفروضة على إيران لمدة 8 سنوات». وأضاف: أظهرت الحرب بين إيران والعراق أن الجمهورية الإسلامية قادرة على الوقوف أمام «كافة القوى المادية في العالم»، و«إخضاع الطرف الآخر». وكان يقضي آية الله خامنئي عطلة عيد النوروز خلال الأعوام الأخيرة في مدينة مشهد، وقلما كان يزور خلال توليه منصب مرشد الجمهورية الإسلامية المناطق الحربية خلال الحرب بين إيران والعراق بعد عودته من مشهد في مطلع الشهر الأول من العام الإيراني.

وتوجه مرشد الجمهورية الإسلامية للمرة الأولى إلى المناطق الحربية في فترة رئاسة محمد خاتمي ولكن زيارات المرشد إلى تلك المناطق شهدت انحسارا نسبيا في فترة رئاسة محمود أحمدي نجاد.

ويتزامن زيارة آية الله خامنئي إلى المناطق الحربية مع زيارة غير رسمية يقوم فيها الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى إقليم مازندران (شمال). من جانبه توجه رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام أكبر هاشمي رفسنجاني إلى جزيرة كيش السياحية.