الأمير نايف: موت بن لادن أو اعتقاله لا ينهيان منظمة «القاعدة»

أكد وجود قادة متشددين آخرين للمنظمة ونفى تسلم السعودية اي اتهامات أميركية رسمية لمواطنيها

TT

شكك الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي في امكانية القضاء على تنظيم «القاعدة» بمجرد قتل اسامة بن لادن او اعتقاله، مؤكدا وجود قادة متشددين آخرين للتنظيم. ولم يحدد الامير نايف هؤلاء الذين يعتقد أنهم يحتلون المواقع العليا في قيادة «القاعدة»، لكنه يقول ان هناك «أسماء لا نعرفها» في قمة المنظمة الإرهابيّة. ووصف بن لادن بأنه «بمثابة أداة» للآخرين أكثر منه عقلاً مدبراً لهجمات 11 سبتمبر (ايلول) وغيرها من العمليات التي نفذت مؤخراً.

وقال الامير نايف في مقابلة اجريت يوم السبت الماضي ان بن لادن «يقف على قمة هرم المنظمة من وجهة نظر الإعلام، لكن حسب ارائي الشخصيّة وقناعتي فإنني لا أعتقد أنه على قمة الهرم».

وفي إجابة على سؤال حول ماذا يحدث لو أن قوات اميركية أو أفغانيّة قبضت على بن لادن أو استطاعت قتله، أجاب الأمير نايف قائلاً «لا أعتقد أن ذلك سيكون نهاية منظمة القاعدة».

وذكر الامير نايف، أيضا، أنه غير مقتنع بأن رجالاً سعوديين شكلوا أغلبيّة المشاركين في هجمات 11 سبتمبر رغم تأكيدات المحققين الاميركيين، وقال «ان الحقيقة ما زالت غائبة».

وفي الوقت نفسه فإن التقييم الصادر عن الحكومة، التي قد تعلم عن بن لادن أكثر مما يعلمه غيرها، قد يعتبر بمثابة إشارة تحذيريّة للحملة التي تقودها اميركا ضد الارهاب والتي يبدو أنها تركز بصورة متزايدة على بن لادن والملا محمد عمر قائد حركة طالبان. وقال الأمير نايف انه حتى لو كان أسامة بن لادن قد اعتقل منذ سنوات عديدة فإن ذلك قد لا يكون حال دون وقوع هجمات 11 سبتمبر.

وقال الامير نايف «أعتقد أن الهجمات كانت ستحدث بدونه». وأضاف «نحن لا نقول ان بن لادن بريىء، لكن مع ذلك كانت الهجمات ستحدث ولن يحول اعتقاله دون وقوعها».

ويعتبر الامير نايف، الأخ الشقيق للملك فهد، أحد أهم المسؤولين في المملكة العربية السعودية. ولقد التقى المراسل الصحافي الذي أجرى المقابلة معه في منزله الذي يقضي فيه عطلة نهاية الاسبوع والذي يقع على بعد 30 ميلا شمال مدينة جدة.

وبدأت المقابلة في الواحدة صباحاً كجزء من يوم العمل لبعض المسؤولين السعوديين الذين يعملون كثيراً خلال ساعات الليل خصوصاً في شهر رمضان المبارك.

وكان الامير نايف يتحدث في الوقت الذي يقوم فيه وفد اميركي بزيارة المملكة لمناقشة الشؤون المالية المتعلقة بالحملة ضد الإرهاب في وقت كان يوشك وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ان يجتمع مع الرئيس الاميركي جورج بوش في البيت الأبيض.

وذكر مسؤولون في البيت الابيض أن الرئيس بوش شكر الامير سعود على المساعدات التي تقدمها السعودية في اطار الحملة من اجل مكافحة الارهاب.

وقال اندرو كارد رئيس موظفي البيت الابيض للصحافيين إن السعوديين «ظلوا يتعاونون تعاوناً رفيعاً، وان الرئيس عبر عن تقديره لهم، ولقد كان الاجتماع جيداً للغاية».

وقال الامير نايف أيضاً انه يتوقع المزيد من التعاون، لكن اصراره بعد ثلاثة أشهر من هجمات 11 سبتمبر على أن هوية الخاطفين ما زال مشكوك فيها يبرهن على أنه ما زال هناك قدر من العمل ينبغي القيام به بين البلدين لتبديد التوتر الذي يحيط بالعلاقات بينهما. فقد ظل المسؤولون الاميركيون لأكثر من 6 أسابيع يؤكدون أنه لا يوجد أدنى شك في أن أغلبية الخاطفين كانوا سعوديين.

وقال الامير نايف عن الـ15 سعوديّاً الذين يقول المسؤولون الاميركيون انهم بين الخاطفين الـ19 «حتى الآن لا يوجد أيّ دليل يؤكد لنا أنهم على علاقة بهجمات 11 سبتمبر، ونحن لم نتسلم أيّ شيء في هذا الخصوص من الولايات المتحدة».

وقال الأمير نايف: إذا كان السعوديون متورطين فإنهم لا يعدو أن يكونوا مجرد أدوات لغير السعوديين الذين قد يكونون لعبوا دوراً رئيسيّاً في العملية».

وأضاف الامير نايف «إن كل الاسماء التي وردت في هذه الحادثة ليست لديها القدرة على الفعل بمثل هذا المستوى المهني. وإذا كانت هناك صلة لهم بهذا الموضوع فلا بد أنهم دفعوا إلى ذلك عن طريق آخرين. لا بد أنه كان هناك أحد ما وراء ذلك».

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»