البنتاغون سيخفف قيوده على الصحافيين الأميركيين في أفغانستان

TT

قالت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) إنها ستخفف من القيود المفروضة حالياً على الصحافة في ما يخص تغطية الحرب الدائرة حالياً في أفغانستان. وقال مسؤولون في دائرة الاعلام بالبنتاغون ان الوزارة تقدم اعتذارها للعراقيل التي وجدت في المرحلة السابقة إزاء تغطية الحرب التي تشنها القوات الاميركية على حركة طالبان وتنظيم «القاعدة» في أفغانستان.

وأرسلت الناطقة باسم البنتاغون فيكتوريا كلارك في السادس من الشهر الجاري رسالة الى مكاتب كبريات الصحف ووسائل الاعلام في واشنطن قالت فيها «اننا مدينون لكم باعتذار»، مضيفة ان «الأيام الماضية كشفت عن عيوب شديدة في استعدادنا لدعم وسائل الاعلام في جهودها لتغطية عمليات القوات الاميركية في أفغانستان».

يذكر انه منذ اليوم الاول لبدء الحملة العسكرية الاميركية في أفغانستان في السابع من اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، كانت الصحافة تشتكي من شح كبير في الاخبار التي يقدمها البنتاغون عما يجري في أفغانستان. ومنذ اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، رفض البنتاغون السماح للمراسلين بمرافقة القوات الاميركية في عمليات الانتشار التي كانوا ينفذونها في مناطق مختلفة من العالم، ولم يسمح لهؤلاء المراسلين لاحقاً إلا بالتمركز في قاعدة اميركية في أفغانستان، بينما كان على الراغبين في تغطية الاحداث الجارية بعيداً أن يغامروا بالذهاب، معتمدين على انفسهم في الطرق الخطيرة داخل أفغانستان.

وبرر مسؤولون في البنتاغون هذه السياسة المتشددة قائلين ان طبيعة تغطية الحرب تجعل القوات الاميركية والمراسلين الاعلاميين يتقاسمون نفس المخاطر.

لكن شكاوى وسائل الاعلام الاميركية بلغت ذورتها الاربعاء الماضي عندما اوقف عدد من المراسلين عند خط الجبهة في قاعدة عسكرية تدعى «رينو»، ووضعوا في مخزن مع قتلى وجرحى أميركيين كانوا قد أصيبوا خطأ في غارة أميركية. وقد منع المراسلون والصحافيون من التحدث او تصوير الجرحى او الاطباء او حتى الجنود الآخرين الذين شاركوا في انقاذ 19 جندياً أميركياً كانوا قد أصيبوا في غارة ألقتها طائرة اميركية عن طريق الخطأ على مواقع القوات المناهضة لطالبان بشمال قندهار. وفي وقت لاحق، قال مسؤولون في البنتاغون انه كان يتعين إعطاء المراسلين نوعاً من الحرية لممارسة عملهم ولو محدودة.

وفي رسالتها اعتذرت كلارك عن وضع المراسلين الاعلاميين في القاعدة العسكرية، وقالت «أخذا في الاعتبار، ورغبة منا في حماية قواتنا الامنية وأمن الرجال والنساء بالزي (الجنود الاميركيين)، فاننا نهدف الى توفير أكبر قدر من التغطية الاعلامية بأقل قدر ممكن من التأخير والمعضلات».

واوضحت كلارك ان البنتاغون سيتخذ خطوات كثيرة لتقديم المساعدة للاعلاميين في افغانستان، بما في ذلك، إقامة مكاتب إعلامية في قاعدة باغرام الجوية شمال كابل وفي مدينة مزار الشريف الواقعة شمال أفغانستان، وتذكير قادة القوات الاميركية في أفغانستان بالسياسة الاعلامية التي اعلن عنها وزير الدفاع دونالد رامسفيلد وتدعو الى «أكبر قدر من التغطية، بأقل قدر من المعضلات».

من جانبهم، قال المسؤولون عن وسائل الاعلام الاميركية انهم يقدرون دوافع البنتاغون، لكنهم لا يعرفون على وجه الدقة مدى التغيير المراد تحقيقه. وقالت ساندي جونسون مديرة مكتب وكالة «أسوشييتد برس» في واشنطن «إننا نثمن اعتراف البنتاغون بهذه الاخطاء، لكن ما يبنغي ان يكون «في قاعدة رينو او في أي مكان آخر ينتشر بها الاعلاميون، هو أن يسمح للصحافة بأن تؤدي عملها».

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»