أوباما يؤكد الالتزام بالمفاوضات مع إيران خلال لقائه مع أشتون

كلينتون وتيموثي غيثر يستعدان لنشر مذكراتهما عن المفاوضات السرية بين واشنطن وطهران

TT

قال البيت الأبيض «إن الولايات المتحدة والدول الأوروبية ملتزمتان بإحراز تقدم في المفاوضات النووية الجارية مع إيران»، مشيرا إلى أن الرئيس باراك أوباما الذي التقى أمس، المنسقة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، بحضور مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس، أكد الالتزام بالمفاوضات مع إيران.

وقال البيت الأبيض بأن «سوزان رايس وكاثرين أشتون اتفقتا على أن إيران تستطيع طمأنة المجتمع الدولي بشأن سلمية برنامجها النووي من خلال الوصول إلى حل شامل (خلال المفاوضات النووية)». وتابع البيان أن «باراك أوباما أعرب عن دعمه لاستمرار المفاوضات (النووية مع إيران)»، وأكد على أهمية الاستمرار في المفاوضات على أساس إحراز التقدم في «مشروع العمل المشترك» للوصول إلى حل شامل تبعث برسالة طمأنة إلى المجتمع الدولي بأن إيران ملتزمة بتعهداتها.

ويمهد «مشروع العمل المشترك» الذي نص عليه الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران ومجموعة 5+1 في نوفمبر (تشرين الثاني) الأرضية للوصول إلى اتفاق شامل لحلحلة الخلافات القائمة بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وأضاف أوباما خلال اللقاء مع سوزان رايس وكاثرين أشتون أول من أمس، أن «استمرار التعاون بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجموعة 5+1 تكتسب أهمية كبيرة بخاصة في فترة إحراز التقدم في المفاوضات مع إيران».

وقال الأستاذ الجامعي الإيراني في القانون الدولي الدكتور هرميداس باوند في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمس «لقد مهد إحراز التقدم في المفاوضات النووية التي انعقدت في مدينة جنيف والوصول إلى اتفاق ابتدائي الأرضية لإبرام اتفاق شامل بهذا الشأن».

ويجري الوفد الإيراني حاليا مشاورات للوصول إلى خطة العمل المشترك وذلك من أجل إحراز اتفاق شامل. إذا أحرزت المفاوضات التي ستجرى على مستوى الخبراء في مدينة نيويورك، فسيباشر ظريف (وزير الخارجية الإيراني)، وكاثرين أشتون (المنسقة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي)، وكبار المفاوضين في 13 مايو (أيار) كتابة الصيغة النهائية للاتفاق النووي.

وأضاف باوند «يظهر البيان الصادر عن البيت الأبيض أن المقدمات بدأت لكتابة النص النهائي للاتفاق النووي، وستجرى المفاوضات بناء على الاتفاقات المبرمة مسبقا، ولن يتم فرض شيء يحمل صبغة سياسية خارج الإطار المتفق عليه».

ويرى الأستاذ الجامعي الإيراني أن «اجتياز هذه المرحلة والوصول إلى مرحلة بناء جسور الثقة يتطلب فترة طويلة وهي من أهم المراحل في المفاوضات. تحتاج مجموعة 5+1 في هذه الظروف أن تمهد للوصول إلى إبرام اتفاق نهائي بعيدة عن الضجة الإعلامية والجدل المثار من قبل الدول المختلفة وحتى إيران بهذا الشأن».

وتضم مجموعة 5+1 الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي وهي الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وفرنسا وبريطانيا إلى جانب ألمانيا.

ومن المتوقع إجراء الجولة الرابعة من المفاوضات النووية الشاملة بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، والمنسقة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون الأسبوع المقبل في مدينة فيينا. وتهدف الجولة الجديدة من المفاوضات إلى الوصول إلى اتفاق شامل بشأن الملف النووي الإيراني، ولهذا سميت هذه الجولة بالمفاوضات النووية الشاملة.

وقال نائب وزير الخارجية الإيرانية وكبير المفاوضين النوويين الإيرانيين عباس عراقجي في حوار مع صحيفة «الغارديان» أول من أمس بأن بلاده تأمل أن يصل الجانبان إلى اتفاق شامل بحلول العشرين من يوليو (تموز)، وهو موعد انتهاء فترة الستة أشهر التي نص عليها اتفاق جنيف. ولم يستبعد عراقجي تمديد الفترة المذكورة. وأعرب عراقجي عن قلقه من «قوى ظلامية» تمنع إبرام مصالحة تاريخية. من جهة ثانية، يعتزم مسؤولان سابقان للرئيس الأميركي إصدار مذكراتهما التي من المتوقع أن تكشف عن تفاصيل المفاوضات السرية بين أميركا وإيران.

ويصدر وزير الخزانة الأميركي السابق تيموثي غيثر مذكراته بعنوان «اختبار التوتر»، في الوقت الذي يحمل كتاب وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون عنوان «الخيارات الصعبة». ويقوم مجلس الأمن القومي الأميركي بمراجعة نسخ من الكتابين منذ أشهر. ومن المتوقع أن يتناول الكتاب الذي ستنشره هيلاري كلينتون القضايا الحاسمة في الشرق الأوسط على غرار الحرب الأهلية في سوريا، والمفاوضات السرية بين الولايات المتحدة وإيران التي أدت إلى إجراء المفاوضات النووية بين الطرفين. هذا ولم تكشف كلينتون عن تفاصيل بشأن كتابها لوسائل الإعلام.