المصريون المغتربون يتوافدون بكثافة على السفارات لانتخاب رئيسهم المقبل

وزارة الخارجية: لم نرصد أي معوقات أو شكاوى

مصريات أمام سفارة بلادهن في الرياض أمس خلال الإدلاء بأصواتهن لانتخاب الرئيس المصري الجديد (رويترز)
TT

يواصل المصريون في الخارج اليوم (الجمعة) التصويت، لليوم الثاني على التوالي، في الانتخابات الرئاسية التي انطلقت أمس وتستمر حتى الأحد المقبل، من خلال 141 لجنة فرعية في 124 دولة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير بدر عبد العاطي، إن هناك «مؤشرات إيجابية» في اليوم الأول للتصويت، موضحا أن «العملية الانتخابية تسير بشكل طبيعي دون أي معوقات أو شكاوى، وتشهد إقبالا كثيفا من قبل الناخبين الذين اصطفوا في طوابير».

ويتنافس في الانتخابات التي ستجرى رسميا داخل البلاد يومي 26 و27 مايو (أيار) الحالي، المرشحان عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع السابق، وحمدين صباحي زعيم «التيار الشعبي». ويصل عدد المصريين في الخارج إلى نحو ثمانية ملايين شخص، قدمت لهم اللجنة العليا للانتخابات تسهيلات كبيرة لضمان مشاركة واسعة، حيث أقرت التصويت ببطاقة الرقم القومي أو بجواز السفر، ومن دون الحاجة لتسجيل مسبق، وهو ما يتيح للمصريين الموجودين خارج مصر بشكل عارض أو حتى المقيمين بشكل غير قانوني أن يشاركوا في التصويت. لكن الدكتور ماجد عثمان، وزير الاتصالات السابق ورئيس المركز المصري لبحوث الرأي العام (بصيرة)، قال لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «تصويت المصريين في الخارج، رغم كثافته التي شهدناها أمس، يبقى غير مؤثر في نتائج الانتخابات ككل، بالنظر إلى نتائج الانتخابات الماضية وكذلك الاستفتاء الأخير على الدستور».

وأوضح عثمان أن «هناك في مصر نحو 53 مليون ناخب في الداخل والخارج، أقصى عدد ذهب منهم للتصويت بلغ نحو 21 مليون في انتخابات الرئاسة الماضية عام 2012، منهم نحو 300 ألف فقط من الخارج، ومن ثم فمن الناحية النسبية فإن هذا الرقم لا يشكل تأثيرا كبيرا».

وحول مدى اعتبار نتيجة التصويت في الخارج مؤشرا على اتجاهات التصويت في الداخل، قال الخبير في استطلاعات الرأي إنه «ليس بالضرورة أن تأتي نتيجة الخارج مطابقة لاتجاه التصويت في الداخل»، مؤكدا أن «تصويت الخارج له اتجاهات مختلفة وحتى من دولة إلى دولة، ولا يمكن أن تعطي أي مؤشرات عن اتجاه المصريين للتصويت في الداخل».

وألغت لجنة الانتخابات الرئاسية التصويت في كل من ليبيا وسوريا والصومال وأفريقيا الوسطى، بسبب الأوضاع الأمنية في تلك الدول. وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية أن غرفة عمليات وزارة الخارجية الخاصة بمتابعة تصويت المصريين في الخارج تلقت عددا من التقارير الأولية من السفارات والقنصليات، خاصة من منطقة شرق وجنوب شرقي آسيا ومنطقة الخليج العربي، تفيد بأن عملية التصويت تسير بشكل طبيعي ومن دون أي معوقات في أول أيام التصويت، حيث فتحت اللجان الفرعية في النصف الشرقي من العالم، وأولاها بمدينة ويلنغتون في نيوزيلندا، أبوابها أمام الناخبين المصريين في تمام الحادية عشرة مساء الأربعاء بتوقيت القاهرة، ثم توالى فتح المقار الانتخابية في مختلف قارات العالم حسب التوقيت المحلي لكل دولة بها مقر انتخابي.

وأضاف عبد العاطي أن التقارير الأولية تشير إلى أن عملية التصويت تشهد إقبالا كثيفا من قبل الناخبين في منطقة الخليج العربي وأستراليا، حيث اصطف المواطنون في صفوف امتدت لكيلومترات أمام مقار السفارات والقنصليات، بما يعكس إقبالا كبيرا من الجاليات المصرية بالخارج للمشاركة في هذا الاستحقاق المهم.

من جهته، قال المستشار طارق شبل عضو الأمانة العامة للجنة الانتخابات الرئاسية، إن غرفة عمليات اللجنة لم ترصد أي معوقات لعمليات تصويت المصريين في الخارج، وإن الانتخابات تسير بصورة طبيعية، والإقبال كبير في الساعات الأولى عقب بدء التصويت. وأوضح شبل في تصريحات أمس أن الإقبال سوف يكون أكبر من الاستحقاقات السابقة، لو استمر نفس معدل الإقبال الذي رصدته غرفة عمليات اللجنة.

وشهدت دول الخليج العربي مشاركة واسعة للمصريين الموجودين كأكبر جالية مصرية خارج البلاد. ففي مقر السفارة المصرية في الرياض والقنصلية العامة في جدة، توافد أبناء الجالية المصرية للإدلاء بأصواتهم أمس. وقال عفيفي عبد الوهاب، سفير مصر لدى السعودية، إن الإقبال على المشاركة في الانتخابات الرئاسية من قبل أبناء الجالية المصرية في السعودية أكثر من المتوقع.

وفي دبي، قال القنصل العام لمصر، السفير شريف البديوي، إن هناك إقبالا كبيرا من جانب أبناء الجالية المصرية الموجودة في الإمارات، مشيرا إلى أن التسهيلات عملت على زيادة إقبال المشاركين على عملية التصويت. وفي الكويت، كثفت السلطات الأمنية الكويتية إجراءاتها الأمنية خارج مقر السفارة، حيث قامت بإغلاق حي السفارات بالكامل لدواع أمنية، وقامت السفارة باتخاذ بعض الإجراءات تسهيلا على الناخبين، منها توفير عدد من الباصات لنقلهم من أماكن تجمع الجالية المصرية من مناطق جرى تحديدها وإعادتهم مرة أخرى.

من جهة أخرى، ذكرت الوزيرة المفوضة السيدة شهيرة عاصي، القائمة بأعمال القنصلية المصرية في إسطنبول بتركيا، أن مظاهرات محدودة خارج مقر القنصلية شارك فيها نحو 20 متظاهرا من المؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين، وجرى التنسيق بين القنصلية والشرطة التركية لحماية المقر. وأوضحت عاصي أن شخصا حاول اقتحام مقر القنصلية في مظاهرات 28 أبريل (نيسان) الماضي شارك في هذه المظاهرات أيضا، بعد أن خرج على ذمة القضية، وهو مزدوج الجنسية مصري - بريطاني.