لجنة انتخابات الرئاسة تعلن رسميا تفوق السيسي في اقتراع الخارج

أمينها العام قال إنه ليس مؤشرا على حسم المنافسة.. وحملة صباحي لـ «الشرق الأوسط» : نراهن على أصوات الداخل

مصريان يسيران بجوار ملصق دعائي ضخم يدعو لانتخاب السيسي (أ ف ب)
TT

أعلنت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة في مصر أمس وبشكل رسمي، نتائج تصويت المصريين في الخارج، وأظهرت النتائج تفوقا واضحا لقائد الجيش السابق المشير عبد الفتاح السيسي، على منافسه الوحيد القيادي اليساري حمدين صباحي، ما عزز توقعات بفوز بفارق كبير للمشير السيسي، لكن الأمين العام للجنة الانتخابات، المستشار عبد العزيز سالمان، قال إن نتيجة اقتراع الخارج ليست مؤشرا على حسم المنافسة، بينما أكدت حملة صباحي لـ«الشرق الأوسط» على أنها تراهن على أصوات الداخل.

ودعا سالمان الناخبين لمشاركة واسعة بالداخل، خلال إعلانه نتائج تصويت المصريين في الخارج التي استمرت منذ يوم الخميس حتى يوم الاثنين الماضيين. وقال إن السيسي حصل على 296 ألفا و628 صوتا من أصوات المصريين في الخارج، فيما حصل صباحي على 17 ألفًا و207 أصوات. لكن المنسق الإعلامي لحملة صباحي هبة ياسين، قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «نتيجة التصويت للمصرين في الخارج لن تحسم الانتخابات في الداخل»، معتبرة أن نسبة مشاركة المصريين في الخارج حافز ومشجع للجميع سواء لمؤيدي صباحي أو المشير السيسي.

وقال المستشار سالمان، في مؤتمر صحافي بمقر لجنة الانتخابات أمس، إن «لجنة الانتخابات شأنها شأن أي لجنة عامة في الداخل يأتي لها كشوف بأصوات الناخبين في اللجان الفرعية حول العالم ويجري تجميع هذه الأصوات وحساب عدد أصوات كل مرشح»، مؤكدا أن هذا مجرد بيان بالحصر العددي للأصوات التي حصل عليها كل مرشح وليست نتيجة أو مؤشرا على شيء، وهي مجرد ضمانة ليحصل كل مرشح على كشف بعدد الأصوات التي حصل عليها في اللجان الفرعية التابعة لكل لجنة عامة.

وأضاف سالمان: أن «من يقول إن الانتخابات محسومة.. هذا كلام غير حقيقي»، مطالبا جميع المصريين بالنزول يوم الاقتراع، قائلا: «الصوت سوف يفرق».

ويقترع المصريون داخل مصر في الانتخابات الرئاسية يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، ومن المقرر أن تعلن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية النتائج في موعد أقصاه الخامس من الشهر المقبل، لتنتهي بذلك ثاني خطوات خارطة المستقبل التي وضعها الجيش بالتوافق مع قوى سياسية، عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.

وحصد المشير السيسي أغلب أصوات المصريين المغتربين، وقال المستشار سالمان أمس، إن إجمالي عدد اللجان الفرعية بلغ 141 لجنة، وإجمالي عدد الحضور 318 ألفا و33 ناخبا، وإجمالي الأصوات الباطلة 4198 صوتا، والصحيحة 313 ألفا و835 صوتا.

وتصدر المشير السيسي نتائج لجان الخارج جميعها بلا استثناء، وبفارق كبير في معظمها على صباحي. وبدا هذا التفوق واضحا في الدول التي تمثل أعلى الكتل التصويتية في الخارج وعلى رأسها السعودية، التي شارك فيها 76609 ناخبين، حصل السيسي منها على أصوات 70267 ناخبا فيما حصل صباحي على 5213 ناخبا.

ويعتقد مراقبون أن اتجاه التصويت في الداخل لن يختلف كثيرا عما جرى في اقتراع المغتربين، لافتين إلى أن نسبة المشاركة في الخارج مؤشر آخر على ترجيحات بمشاركة كبيرة في مصر، لكن هبة ياسين المنسقة الإعلامية لحملة صباحي، قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «نتائج التصويت في الخارج ليست مؤشرا على التصويت في الداخل، لأن كثيرا من المصريين في الخارج قرروا الخروج للتصويت وحرصوا على المشاركة لأن منهم من مر بظروف صعبة العام الماضي».

واستطردت بقولها، «ندرك في الحملة أن نتيجة التصويت المصريين في الخارج لن تحسم الانتخابات، فأصوات الجاليات المصرية لها كل الاحترام؛ لكن حسم الانتخابات سيكون بأصوات الداخل في مصر». وأضافت أن حرص المصريين في الخارج على المشاركة سوف يعطينا دفعة قوية لنقول للمصريين أن يحتشدوا في الداخل ليصوتوا لأن صوتهم له معنى وسوف يشارك في صناعة المستقبل، مؤكدة أن صباحي لم يحصل على نسبة متقدمة في الانتخابات الماضية في الخارج وعلى الرغم من ذلك تفوق.

وكان صباحي قد خاض الجولة الأولى للانتخابات الماضية عام 2012، وهي أول انتخابات رئاسية تجرى بعد تخلي الرئيس الأسبق حسني مبارك عن سلطاته، وذلك ضمن 13 مرشحا بينهم مرسي، وحل فيها ثالثا بعد كل من مرسي ومنافسه الفريق أحمد شفيق. وحصل صباحي وقتها على نحو خمسة ملايين صوت.

وعن وجود تخوف لدى حملة صباحي من وقوع أحداث عنف خلال يومي الاقتراع، قالت هبة ياسين، لا أتوقع ذلك، «لكنه وضع طبيعي.. كلما اقتربنا من أي استحقاق انتخابي لخارطة الطريق نجد أعداء مصر يقفون لذلك، لكن لن يهزموا الدولة ولن يمنعوا الشعب عن النزول والمشاركة في الانتخابات، فالأمن المصري قادر على حماية الانتخابات مثلما فعل في الاستفتاء على الدستور مطلع العام الجاري». وتوقعت ياسين أن تمر الانتخابات بسلام.

في السياق نفسه، انتهت لجنة الانتخابات الرئاسية من توزيع القضاة وأعضاء الهيئات القضائية المشرفين على انتخابات الرئاسة على اللجان العامة والفرعية على مستوى محافظات مصر، وقال المستشار الدكتور طارق شبل عضو الأمانة العامة للجنة الانتخابات الرئاسية، إن «عدد القضاة وأعضاء النيابة العامة وأعضاء الهيئات القضائية المختلفة المشرفين على الانتخابات تجاوز الـ15 ألف قاضٍ، موزعين على أكثر من 14 ألف لجنة فرعية و352 لجنة عامة على مستوى محافظات مصر».

وأضاف شبل أن اللجنة أرسلت كشوف توزيع القضاة المشرفين على الانتخابات وأسمائهم وأعدادهم إلى المحاكم الابتدائية، حتى يستعلم كل قاضٍ عن مقر واسم اللجنة المشرف عليها من خلال المحكمة الابتدائية، كما أن القضاة سيتسلمون أوراق وبطاقات التصويت من المحاكم الابتدائية الأحد المقبل قبل يومي الاقتراع بيوم واحد.

وأوضح أن اللجنة أرسلت كشوف توزيع القضاة وأسمائهم ومقار اللجان العامة والفرعية المشرفين عليها إلى نوادي القضاة بالهيئات القضائية المختلفة، وأن بعض النوادي نشرتها على مواقعها الإلكترونية، لافتا إلى أن القاعدة في التوزيع هي محل الإقامة بالنسبة للقضاة، ومحل العمل بالنسبة لأعضاء النيابة العامة، باستثناء أن بعض المحافظات فيها زيادة ونقص في الأعداد فسيكون هناك تنقل من محافظة إلى أخرى.