تسعة قتلى من الجيش اليمني في اليوم الثاني من المعارك مع الحوثيين

اعتقال سعودي من «القاعدة» في لحج.. والبرلمان يهدد بسحب الثقة من حكومة الوفاق

TT

استمرت المواجهات العنيفة بين الجيش اليمني وجماعة الحوثيين المتمردة، في محافظة عمران شمال البلاد، بعد فشل لجنة رئاسية في التوصل إلى اتفاق هدنة لوقف إطلاق النار. ولقي سبعة جنود من اللواء 310، المرابط في المحافظة، مصرعهم في مواجهات أمس، فيما واصل الحوثيون حشد عشرات المسلحين من مناطق مجاورة للمحافظة، بالتزامن مع نشر الجيش جنودا وعربات عسكرية، ودبابات على مداخل المدينة.

وقال مصدر أمني رفيع في المحافظة، لـ«الشرق الأوسط» إن «جماعة الحوثيين واصلت اعتداءاتها لليوم الثاني على التوالي، وهاجمت أفراد الجيش في موقع الجميمة المطل على المحافظة، فجر أمس، وقتلوا تسعة جنود، وجرح آخرون، فيما لم يعرف عدد قتلى الحوثيين بسبب تكتم الجماعة». وارتفعت حصيلة قتلى الجيش، خلال يومين من المعارك، إلى 14 جنديا، بينهم ضباط، وجرح آخرون.

وفشلت لجنة رئاسية شكلها الرئيس عبد ربه منصور هادي، في التوصل إلى اتفاق هدنة لوقف إطلاق النار، بعد رفض الحوثيين وقف النار. وتتكون اللجنة من قائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء الركن محمد علي المقدشي ورئيس الاستخبارات العسكرية اليافعي. ووجه الرئيس عبد ربه منصور هادي اللجنة، إلى العودة إلى محافظة عمران، بعد أن غادرتها، أول من أمس. وعقدت اللجنة اجتماعا، أمس في المدينة لمناقشة جهود احتواء المواجهات، مع تزايد المواجهات العنيفة بين الطرفين في موقع الجميمة وحجر العبد وجبل المرحة جنوب غربي المحافظة.

وأضاف المصدر الأمني «إن التوتر لا يزال قائما، ولا توجد أي مساع لوقف إطلاق الرصاص»، مؤكدا «حرص الجيش والأمن على حقن الدماء، وتجنب أي مواجهات مسلحة». وأضاف «على الجميع أن يحتكم إلى الدستور والقانون الذي خول الجيش والأمن بحماية الوطن والمواطنين». واستدرك المصدر الأمني قائلا إن «الجيش من حقه الدفاع عن نفسه، في وجه أي جماعة تعتدي عليه»، وأشار إلى أن «الحوثيين هاجموا مواقع الجيش تحت دعاوى مفبركة»، داعيا «الجماعة إلى الاحتكام إلى القانون، والدولة هي المسؤولة عن حماية الجميع».

وعد المصدر ما يروجه الحوثيون عن حرب بينهم وبين مسلحين من حزب الإصلاح الإسلامي، «فبركة ومغالطة للرأي العام»، وأوضح أن «هذه المواجهات بين وحدات الجيش والحوثيين، بعد أن اعتدى الأخير على مواقع عسكرية بالمحافظة في محاولة للسيطرة عليها».

وفي محافظة البيضاء، وسط البلاد، اغتال مسلحون يعتقد أنهم من تنظيم «القاعدة»، مسؤولا محليا وجرح آخر، في مدينة رداع، أمس. وقالت مصادر محلية إن أمين عام المجلس المحلي لمدينة رداع عبد الله أبو طالب، قتل برصاص مسلحين، هاجموه بالمكتبة العامة للمدينة، فيما أصيب عضو بالمجلس المحلي كان برفقته.

وفي لحج جنوب البلاد، أعلنت السلطات الأمنية اعتقال سعودي، من تنظيم القاعدة الفارة من محافظة أبين، وأوضحت وكالة الأنباء الحكومية أن السعودي يدعى معاذ ماجد الحامد العسيري وقد جرى إحالته للتحقيق.

بينما أدانت المحكمة الجزائية بأمانة العاصمة ثلاثة أشخاص، بالاشتراك مع عصابة مسلحة تتبع تنظيم القاعدة، وقضى الحكم بسجن كل من أحمد الذرحان، هيثم منصور عبد الجليل الزعتري، محمد علي صالح، من 2 - 8 سنوات، ووضعهم تحت المراقبة ومنعهم من السفر خارج اليمن ثلاث سنوات بعد انتهاء فترة العقوبة.

في غضون ذلك هدد البرلمان اليمني، بسحب الثقة عن الحكومة، إذا لم تجد حلولا لمعالجة الاختلالات الأمنية، وأزمة المشتقات النفطية وانقطاع الكهرباء. وأقر المجلس في الجلسة الثالثة لاستجواب الحكومة، بحضور رئيسها محمد سالم باسندوة وتسعة وزراء، مهلة للحكومة إلى يوم الاثنين المقبل، لتقديم رؤيتها لحل الأزمة التي تعيشها البلاد، مهددا بالبدء في إجراءات سحب الثقة الخميس المقبل، وفقا للائحة المجلس الداخلية. يذكر أن هذا الاستجواب يعد الأول في تاريخ الحياة البرلمانية اليمنية الذي يوجه لحكومة بكاملها، بحسب مرصد البرلمان.