21 قتيلا في قصف خيمة انتخابية بدرعا.. والنظام يمهل معارضيه عشر ساعات لتسليم أسلحتهم

ناشطون يؤكدون قصفهم بالكلور في ريف حماه.. والتصعيد يتواصل بحلب

سوري يتجول على دراجته الهوائية في شارع تعرضت لقصف بالبراميل من قوات النظام السوري أمس (رويترز)
TT

توعد النظام السوري، أمس، المقاتلين المعارضين في درعا بالقتل، ما لم «يسلموا أسلحتهم خلال عشر ساعات»، بموازاة قصف جوي تعرضت له أحياء يقطنها نازحون في المدينة، واشتباكات اندلعت في منطقة درعا المحطة، في حين واصلت القوات الحكومية تقدمها في محيط سجن حلب المركزي شمال البلاد.

ويأتي ذلك بموازاة نشر ناشطين من المعارضة السورية تسجيل فيديو قالوا إنه يظهر انتشار غاز الكلور في شوارع إحدى القرى، وهي أول لقطات من نوعها لما يصفونها بأنها حملة لاستخدام الأسلحة الكيماوية يقوم بها الرئيس بشار الأسد.

وجاء في النص المرافق لتسجيل الفيديو الذي نشره أول من أمس مستخدم يدعى مصطفى جمعة أنه التقط يوم الخميس في كفر زيتا، بواسطة الهيئة العامة للثورة، وهي جماعة معارضة.

وأظهر التسجيل غازا لونه أخضر يضرب إلى الصفرة في شارع. ويركض رجل بعيدا عن سحابة الغاز مع امرأة تضع قطعة قماش على فمها. ويظهر رجل آخر يرتدي سروالا مموها ويضع قناعا واقيا من الغاز ينادي على سيارة لمساعدة المرأة. ويقول خارج الصورة: «قصف بغاز الكلور. دخان أصفر».

وقال مصور يعمل لحساب «رويترز» إنه وصل إلى مكان الهجوم بعد ساعة من قيام طائرة هليكوبتر بإسقاط القنبلة، وأضاف: «رائحة الكلور كانت واضحة جدا. كانت تشبه رائحة الخل أو المادة المبيضة للغسيل. بدأت أسعل وأعاني من ضيق في التنفس. شعرت بحرقة في عيني». وقال ناشطون إن كفر زيتا تعرضت لهجومين، أول من أمس (الخميس)، هي وقرية التمانعة في محافظة إدلب.

وفي حين تتواصل المعارك في حماه وإدلب وسط البلاد، أفاد ناشطون بمقتل 21 شخصا في درعا (جنوب البلاد)، في قصف لمقاتلين معارضين على تجمع مؤيد للأسد، في هجوم هو الأول من نوعه، قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات الرئاسية.

وأتى الهجوم على التجمع الانتخابي في مدينة درعا (جنوب) ليل الخميس - الجمعة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القتلى تنوعوا بين «11 مدنيا بينهم طفل على الأقل، وعشرة آخرين بينهم ستة من عناصر اللجان الشعبية (المسلحة الموالية للنظام)، وأربعة آخرون لا يعرف ما إذا كانوا من المدنيين أو المسلحين»، وذلك إثر استهداف كتيبة إسلامية خيمة انتخابية في حي المطار بمدينة درعا بقذيفة هاون.

وأدى الهجوم الذي وقع في حي تسيطر عليه القوات النظامية، إلى سقوط 30 جريحا على الأقل، بعضهم في حالات خطرة، بحسب المرصد. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن الهجوم «رسالة واضحة من المقاتلين للنظام بأنه لا توجد منطقة آمنة تستطيع أن تنظم فيها انتخابات»، مشيرا إلى أن «المقاتلين هددوا باستهداف التجمعات المؤيدة في مناطق عدة».

وفي أول رد نظامي على هذا الاستهداف، أفاد ناشطون سوريون بقصف الطيران الحربي بالصواريخ نقاطا سكنية في حي طريق السد وحي العباسة الذي تقطنه أعداد كبيرة من النازحين، في مدينة درعا، علما بأن معظم أحياء مدينة درعا، لا تزال خاضعة لسيطرة القوات الحكومية، في وقت تعم فيه الاشتباكات معظم المدن والبلدان الكبرى في المحافظة الجنوبية.

وبينما شهدت أحياء درعا اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام تركزت في منطقة السوق بدرعا المحطة، أمهل النظام قوات المعارضة عشر ساعات لاتخاذ قرار بتسليم أسلحتهم، متوعدا إياهم بما وصفه بـ«نداء الفرصة الأخيرة» بـ«الذهاب إلى جهنم وبئس المصير»، ما لم «يعودوا إلى حضن الوطن»، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد إن «الطيران المروحي ألقى منشورات كتب فيها: (ماذا حققتم من تدمير وتخريب التحصينات التي بناها الشعب والجيش لمواجهة الكيان الصهيوني وصد عدوانه عن أرضنا وشعبنا.. لا شي سوى خدمة العدو، وستدفعون الثمن غاليا إذا بقيتم على ضلالكم)».

وأشار المرصد إلى أن البيان تضمن عبارة: «إن قرار القضاء على الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى الوطن لا رجعة فيه ولا تهاون.. والضربات القادمة ستكون أشد وأقسى وأكثر قوة.. وإن لدينا من القوة ما يكفي لسحق الإرهاب ومحوه عن وجه الأرض».

في غضون ذلك، أعلنت دمشق أنها واصلت التقدم في محيط سجن حلب المركزي، إذ ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة بسطت سيطرتها الكاملة على معمل السيف ومبنى مديرية الزراعة ومطعم سومر وجامع الجبيلة ومحطة (إم تي إن) ومزرعة الرعوان».

وأفاد مصدر أمني سوري لوكالة الصحافة الفرنسية بأن هذه المناطق «مجاورة للسجن في الريف الشمالي الشرقي، وتأتي ضمن خطة الجيش لتوسيع عملياته لتأمين المنطقة بشكل كامل، وقطع الإمدادات عن مقاتلي المعارضة»، لافتا إلى أنه «خلال فترة قريبة، سيكون الوضع أكثر راحة لمدينة حلب».

وأتى الهجوم بعد ساعات من تمكن القوات النظامية، مدعومة بعناصر من الدفاع الوطني و«حزب الله» اللبناني، من فك الحصار الذي فرضه مقاتلو المعارضة منذ أبريل(نيسان) 2013 على سجن حلب المركزي، عند المدخل الشمالي لكبرى مدن شمال سوريا.

في المقابل، أفاد المرصد بقصف قوات النظام مناطق في حي مساكن هنانو، ترافق مع قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حيي بستان الباشا وبني زيد والسكن الشبابي بحي الأشرفية، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة اندلعت في حلب القديمة والمنطقة الصناعية في الشيخ نجار، كما فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في محيط حي جمعية الزهراء ودوار بعيدين وحي الإنذارات، وهي أحياء شهد محيطها اشتباكات امتدت إلى محيط مبنى المخابرات الجوية بحي الزهراء.

إلى ذلك، أفاد ناشطون بتنفيذ الطيران الحربي غارات جوية على مناطق في بلدة المليحة وبلدات في الغوطة الشرقية بريف دمشق، في حين قصف الطيران الحربي مناطق في مدينة الزبداني ومناطق أخرى بين مدينتي داريا ومعضمية الشام في الغوطة الغربية، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

كما شهدت المليحة اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعومة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي «حزب الله» اللبناني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة والكتائب الإسلامية من جهة أخرى، وترافق ذلك مع تجديد الطيران الحربي قصفه على مناطق على البلدة، كما قصفت قوات النظام أطراف مخيم خان الشيخ.