الخويطر مستشار ملوك السعودية وحامل رسائلهم الخاصة

وصفه الملك فيصل بـ«الثروة الوطنية»

الوزير الراحل الدكتور الخويطر
TT

برحيل الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الخويطر، وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء في السعودية، الذي غيبه الموت أمس عن عمر يلامس 87 عاما، فقدت البلاد واحدا من أبرز رجالاتها حيث عاصر خمسة من ملوك الدولة السعودية الثالثة، وكان مقربا لهم وعُد أحد كبار مستشاريهم وحامل رسائلهم الخاصة كما تقلد الراحل عدة وزارات سيادية، وعرف بقوة ذاكرته، ودقته في العمل، وتشدده في الصرف المالي، كما دخل عالم التأليف عبر عدة مؤلفات، كما عرف بوطنيته.

ولد الدكتور الخويطر في محافظة عنيزة التابعة لمنطقة القصيم (وسط السعودية) عام 1347هـ الموافق 1925. ودرس فيها مرحلتي الابتدائية والمتوسطة، ثم انتقل إلى مكة المكرمة لإكمال دراسته الثانوية في المعهد العلمي السعودي، بعدها توجه للدراسة في القاهرة حيث نال درجة البكالوريوس، ثم لندن لمواصلة شهادته العليا في التاريخ والفلسفة، وحصل فيها على شهادة الدكتوراه ليكون أول سعودي ينال هذه الشهادة من بريطانيا.

عاصر الخويطر خمسة ملوك من ملوك الدولة السعودية الحديثة (سعود، فيصل، خالد، فهد، وعبد الله)، واختصر الملك فيصل المكانة التي كان عليها الفقيد بقوله: «الخويطر ثروة وطنية فلا تفرطوا فيها».

وقدم الراحل للمكتبة العربية عدة مؤلفات أبرزها: «أي بني» من خمسة مجلدات، وهي بمثابة الموسوعة التراثية الكاملة، وكتاب «وسم على أديم الزمن»، وأصدر كتابا بعنوان «النساء رياحين» تناول فيه دور المرأة الحقيقي والمأمول منها كأم.

كما أصدر مؤلفا حمل عنوان «هنيئا لك السعادة» وهو بمثابة إعجاب ورد على كتاب عضو مجلس الشورى السعودي اللواء عبد الله السعدون «عشت سعيدا من الدراجة إلى الطائرة».

بدأ الراحل حياته العملية عضو هيئة تدريس في قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة الملك سعود، ثم عمل أمينا عاما لمجلس جامعة الملك سعود، ووكيلا للجامعة للشؤون الأكاديمية، ثم أصبح مديرا للجامعة، لينتقل بعدها إلى ديوان المراقبة العامة كرئيس له، ثم تولى حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية، فوزارة المالية، ثم وزارة العمل، ثم تولى وزارة المعارف (التربية والتعليم)، ثم أسندت إليه وزارة التعليم العالي، فوزارة الصحة، ثم كلف تولي وزارة الزراعة، وهو بذلك يعد أكثر الوزراء توليا لحقائب وزارية متعددة، إلى أن تولى منصب وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء، وهو أقدم وزير في بلاده، ويعد الخويطر عميد الوزراء السعوديين.

وعرف عن الفقيد الحزم في الإنفاق، وضبطه في مصاريفه المستحقة، ونسجت عنه قصص منها أنه قدم طلبا لوزارة المالية عندما كان وزيرا للمعارف (التربية والتعليم) وعند وصول الطلب كلف بالقيام بمهام وزارة المالية إلى جانب وزارته الأساسية، ليرفض طلبه مرجعا ذلك لعدم وجاهته لارتفاع المبالغ المطلوبة.

وحصل الوزير الأديب الخويطر على الكثير من الأوسمة والتقديرات في بلاده، وهو محط تكريم وعناية وحفاوة القيادة السعودية، كان آخرها تكريمه من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في مارس (آذار) 2009 ضمن المهرجان الثقافي «الجنادرية 24»، نظير ما بذله من مجهودات في إطار دفع العجلة الثقافية والمعرفية والتعليمية في بلاده.