ظهور النواة الأولى لـ«حزب الله» السوري.. وتقارير عن ألفي عنصر دربتهم إيران

يتوقع أن يكون مظلة لجميع القوى الشيعية التي تقاتل إلى جانب النظام

TT

ينظر مراقبون إلى تصريح قائد الحرس الثوري الإيراني السابق حسين همداني بشأن إمكانية تأسيس «حزب الله» السوري، بوصفه محاولة لتثبيت نفوذ إيران في سوريا كونه سيكون نسخة أخرى عن «حزب الله» اللبناني. وفيما يرجح هؤلاء أن يكون المقاتلون العلويون نواة هذه الحزب وصولا لتحويله إلى مظلة تضم كل الميليشيات الشيعية التي تقاتل مع النظام، تستبعد مصادر علوية في المعارضة أن «يقبل أبناء الطائفة تحويلهم إلى وقود لإيران أو أداة لتوسيع نفوذها في سوريا».

وكانت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء نسبت تصريحا لهمداني، في السادس من الشهر الماضي، وحذفته لاحقا، قالت إنه أعلن خلال اجتماع اللجنة الإدارية لمحافظة همدان في مركز إيران: «استعدادنا لإرسال 130 ألفا من عناصر الباسيج إلى سوريا، لتشكيل (حزب الله) السوري».

وتزامن تصريح المسؤول الإيراني مع تقرير نشرته الشبكة العربية العالمية يشير إلى انعقاد جلسة مباحثات سرية بين الأطراف المعنية بالملف السوري، أعلنت خلالها إيران نأيها عن التمسك برئيس النظام السوري بشار الأسد في حال تمكنت من المحافظة على مصالحها في سوريا ومنح العلويين حماية تتمثل بتأسيس حزب مقاوم وفق صيغة «حزب الله» في لبنان.

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن «نواة (حزب الله) السوري تضم ألفي عنصر دربوا بشكل حرفي على كل أنواع الأسلحة وحرب العصابات في إيران»، كما لفتت التقارير إلى «ظهور عناصر هذا الحزب في بعض المظاهرات المؤيدة للنظام، وفي تشييع قتلاه الذين يسقطون خلال المعارك مع المعارضة».

وغالبا ما ترد بعض شهادات من مقاتلين في الجيش الحر يؤكدون أنهم واجهوا مقاتلين يحملون راية «حزب الله» السوري في مناطق الراموسة وجمعية الزهراء والراشدين في حلب، وفي معارك كسب باللاذقية.

وجاءت تلك الشهادات، بعد عرض موقع «الحدث نيوز» المقرب من النظام السوري، في أواخر العام الفائت صورا ومقابلات مع بعض عناصر «حزب الله» السوري في السيدة زينب، وحمل هؤلاء رايات تشبه راية «حزب الله» اللبناني، وكتب عليها عبارة «المقاومة الإسلامية في سوريا». ونقل الموقع عن أشخاص سماهم بالعارفين أن الحزب تأسس على غرار (حزب الله) اللبناني، وبخبرات ودعم مباشر من هذا الحزب، بهدف «مقاومة إسرائيل والهجمة التكفيرية على سوريا».

ويتوقع المحلل العسكري السوري عبد الناصر العايد أن «يؤسس هذا الحزب في الريف الغربي لدرعا الملاصق للحدود مع إسرائيل كي يحظى بشرعية دعائية تدعى محاربة إسرائيل»، مشيرا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذا الحزب «يعد حاجة لإسرائيل أيضا لأنه سيشكل حاجزا بينها وبين التنظيمات الجهادية التي تتمدد في المنطقة».

ويرجح العايد أن «يلعب هذا الحزب في حال تأسيسه دورا سياسيا يضمن مصالح إيران في سوريا في حال جرى تطبيق حل سياسي ينزع من النظام صلاحياته الأمنية والعسكرية»، مبينا أن «حزب الله» السوري سيصبح مظلة تضم جميع القوى الشيعية التي تقاتل إلى جانب النظام، لكن عموده الفقري سيكون من العلويين المنخرطين حاليا في الجيش النظامي وقوات «الدفاع الوطني».

لكن عضو الائتلاف الوطني المعارض بسام يوسف، وهو علوي، يستبعد أن يتورط العلويون في هذا المخطط، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن أبناء الطائفة العلوية باتوا في ورطة نتيجة استخدامهم من قبل النظام في حربه ضد الشعب السوري. ويضيف أنهم «يرغبون في الخروج من هذه الورطة وليس تعميقها». كما يلفت يوسف إلى أن «الحل السياسي الذي سيأتي بتوافق دولي سيقدم ضمانات للعلويين، ولن يترك لهم فرصا ليكونوا جزءا من مشروع أي طرف في سوريا، سواء إيران أو غيرها».