مقتل 40 عنصرا نظاميا بتفجير عبوات تحت قاعدة عسكرية في حلب

المعارضة تتقدم في حماه.. والقوات الحكومية تستعيد قريتين في درعا

سوري يبحث بين الأنقاض عن أمتعته بعد سقوط برميل مفخخ على مبنى في بصرى الشام بمحافظة درعا أمس (رويترز)
TT

بينما واصلت قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد استهداف أحياء في مدينة حلب بالبراميل المتفجرة، أعلن ناشطون سوريون أمس مقتل 40 عنصرا نظاميا عندما فجر مقاتلو المعارضة عبوات ناسفة اسفل قاعدة عسكرية للجيش السوري في المدينة. وتزامن ذلك مع تجدد الاشتباكات في ريف دمشق وتقدم قوات المعارضة في حماه، مقابل تقدم القوات الحكومية في ريف درعا.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد، أمس، تفجير الكتائب الإسلامية نفقا بالقرب من سوق الزهراوي في حلب القديمة، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 20 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، مشيرا إلى أن التفجير «تبعته اشتباكات بين قوات النظام وعناصر الكتائب الإسلامية المقاتلة، مما أدى إلى سقوط مقاتل معارض على الأقل».

ونشرت «الجبهة الإسلامية»، وهي أكبر التشكيلات المقاتلة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، شريط فيديو على حسابها الرسمي على موقع «تويتر»، قائلة إنه لعملية التفجير. سمعت في الشريط أصوات إطلاق نار كثيف، قبل حدوث انفجار ضخم أدى إلى تطاير كميات هائلة من الأتربة والحجارة لعشرات الأمتار في الهواء. وبقيت أصوات الرصاص تسمع بعد الانفجار.

وكثف مقاتلو المعارضة في الأسابيع الأخيرة من استخدام تكتيك تفخيخ الأنفاق في المعارك ضد القوات النظامية؛ إذ يحفرون أنفاقا بدءا من مناطق يسيطرون عليها، وصولا إلى مواقع تابعة للنظام، ثم يفخخونها ويفجرونها أو يتسللون منها لشن هجمات.

وتبنت «الجبهة الإسلامية» غالبية تفجيرات الأنفاق، وآخرها عملية نسف فندق الكارلتون الأثري في حلب القديمة الذي كانت تستخدمه القوات النظامية مركزا لها، مما أدى إلى مقتل 14 عنصرا منها في الثامن من مايو (أيار) المنصرم.

وتزامن ذلك مع استمرار القوات الحكومية بقصف أنحاء في حلب بالبراميل المتفجرة. وأكد ناشطون أمس إلقاء الطيران المروحي خمسة براميل متفجرة على مناطق في حي الصاخور، وأحياء الشعار وكرم الجبل وبستان القصر. وفي المقابل، أفاد ناشطون بقصف قوات تابعة للمعارضة محيط القصر البلدي وساحة سعد الله الجابري في مدينة حلب، وهما خاضعان لسيطرة النظام، بقذائف الهاون وصواريخ محلية الصنع.

وفي غضون ذلك، أفاد ناشطون بسيطرة قوات المعارضة السورية، ومقاتلين تابعين لكتائب إسلامية، على حاجز تل صلبة العسكري بريف حماه الغربي (وسط سوريا) وذلك بعد اشتباكات دارت بينها وبين قوات تابعة للنظام السوري كانت تتمركز على الحاجز. وأفاد قائد تجمع القادسية العسكري بأن قوات التجمع غنمت خلال المعارك دبابة من طراز T - 62 ورشاشا من عيار 23 وآخر من عيار 12.7، إضافة إلى عدد من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والذخائر، كانت بحوزة قوات النظام.

وفي ريف دمشق، تجددت الاشتباكات بين الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، في الجهة الشمالية من مدينة داريا بالغوطة الغربية، وسط قصف من قبل قوات النظام على منطقة الاشتباك. وتواصلت الاشتباكات على محور بلدة المليحة وأطرافها بالغوطة الشرقية، في حين فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في مدينة سقبا، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبموازاة ذلك، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن وحدات من الجيش والقوات المسلحة تمكنت من بسط سيطرتها على قريتي الطف وسطح زهنان في منطقة اللجاة بريف درعا «والقضاء على الكثير من الإرهابيين وتدمير أسلحتهم وعتادهم». وذكر مصدر عسكري لـ«سانا» أن «وحدة من الجيش والقوات المسلحة تصدت لمحاولة مجموعة إرهابية مسلحة التسلل والاعتداء على إحدى النقاط العسكرية في مزرعة حمادة بقرية أم العوسج بريف درعا وقضت على الكثير منهم». من جانبه، قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة مدينة بصرى الشام بريف درعا.

فيما اندلعت معارك بين كتائب تابعة للمعارضة السورية وقوات النظام على أطراف بلدة القحطانية في ريف القنيطرة الغربي، وذلك بعد محاولة تقدم نفذتها قوات النظام باتجاهها بهدف السيطرة على البلدة. وقال ناشطون إن قوات النظام كانت استدعت مساء أول من أمس تعزيزات عسكرية إلى أطراف بلدة القحطانية، ونشرت عناصرها على الجبهات القريبة منها، بهدف «منع كتائب المعارضة» المقاتلة في ريف القنيطرة من مساندة قواتها في البلدة.