مطالبات بوقف القصف العشوائي في الموصل

رئيس البرلمان العراقي: استخدام طيران الجيش مرفوض

رتل عسكري يتجه أمس من مدينة النجف جنوب العراق إلى الموصل في الشمال (أ.ف.ب)
TT

طالب رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي الأجهزة الأمنية بتفادي أي أسلوب أو خطة عسكرية تتسبب في إراقة دماء المواطنين أو استهدافهم بشكل غير مباشر في محاولاتها لتطهير مدينة الموصل من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).

وكانت تقارير أفادت بلجوء القوات الأمنية إلى ممارسة عمليات قصف عشوائي أو إعدامات مباشرة لمواطنين مثلما حصل في مدينة سامراء الأسبوع الماضي إثر قيام مسلحي «داعش» باقتحامها تمهيدا للسيطرة على مرقدي الإمامين العسكريين هناك.

وشدد النجيفي في بيان له تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، رفضه استخدام «القصف العشوائي لا سيما القصف بالهاونات أو استخدام طيران الجيش الذي قد يسبب خسائر كبيرة»، مشيرا إلى «أهمية الاعتماد على استخدام القوات المحمولة جوا التي تقلل من حجم الخسائر، وتفعيل الجهد الاستخباري من خلال التعاون مع المواطنين من أهالي الموصل». وأكد النجيفي أن «تعاون القوات المسلحة مع أهالي المدينة كفيل بتعزيز العمل المشترك لمواجهة قوى الإرهاب معا في خندق واحد، مع تعزيز قدرة القوات الأمنية في المحافظة، والتعاون مع الإدارة المحلية، لا سيما محافظ نينوى بوصفه رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة من أجل عدم تكرار المعاناة والمآسي التي حدثت في مدينتي الرمادي والفلوجة». وكانت عمليات القصف العشوائي قد طالت عدة أحياء في الموصل بعد انتشار مسلحي «داعش». وفي هذا السياق، طالب مجلس محافظة نينوى قيادة العمليات في المحافظة بـ«وقف القصف» على الأحياء الغربية لمدينة الموصل. وقال عضو مجلس محافظة نينوى حسام الدين العبار في تصريح أمس إن «المجلس طالب قيادة عمليات نينوى بوقف القصف على الأحياء الغربية لمدينة الموصل والسماح لسكان تلك المنطقة بمغادرة منازلهم لتأمين إيصالهم إلى الأماكن الآمنة». وأوضح العبار أن «المجلس طالب في قراره الثاني القيادة برفع حظر التجوال حتى ولو بشكل جزئي عن الجانب الشرقي لمدينة الموصل للسماح للعوائل الساكنة في هذا الجانب بالتزود بالمؤن والاحتياجات الأساسية»، داعيا إلى «تشكيل خلية أزمة من قبل مجلس محافظة نينوى للقيام بالمهام الإغاثية والإنسانية لأهالي مدينة الموصل وخصوصا العوائل النازحة».

وفي سياق التداعيات الأمنية والسياسية التي باتت تشهدها البلاد فقد أكد خبير استراتيجي طلب عدم الكشف عن اسمه في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الأسلوب الذي تتبعه الأجهزة الأمنية والقوات العسكرية على صعيد القصف العشوائي الذي بات يتسبب بقتل العشرات ونزوح المئات من المواطنين إنما هو أسلوب نجح تنظيم (داعش) في استدراج القطعات العسكرية إليه». وأضاف أن «(داعش) و(القاعدة) ليس لديهما ما يخسرانه في كل ما يقومان به من أعمال سوى تحقيق موطئ قدم هنا وهناك في حال تمكنا من ذلك مثلما هو حاصل الآن في الفلوجة أو تشتيت جهد القوات العراقية وإثارة موجة من الكراهية لها بين السكان». وأشار إلى أن «إطالة أمد المعركة وقدرة الخصم على تشتيت الجهد الحكومي بفتح جبهات حتى ولو صغيرة هنا وهناك أدى بالفعل إلى حصول عمليات إعياء ويأس من قبل الكثير من المنخرطين بالمؤسسة العسكرية ممن لم يتلقوا تدريبا جيدا على الحروب باعتبار أن العراق غادر الحروب مع نهاية حقبة صدام حسين». من جهته، انتقد عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار خالد العلواني الأسلوب الذي تعالج به الحكومة العراقية الأزمة في البلاد. وقال العلواني في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «لقد قلنا ونؤكد أن ما يحصل في الأنبار والفلوجة تحديدا إنما هي عملية إبادة جماعية وتقع على عاتق الحكومة التي لم تقتنع بالحلول السياسية التي طرحت في وقت مبكر لحل الأزمة هناك». وأضاف أنه «لو كان هناك حل سياسي حقيقي لما وصلت الأوضاع إلى ما وصلت إليه وامتدت إلى مدن ومناطق أخرى»، مشيرا إلى أن «النقص الحاد في الغذاء والماء، إضافة إلى نقص في الرعاية الصحية، إنما هو جزء من الأزمة المتفاقمة هناك». وأكد أن «الحكومة هي التي فرطت بكل الجهود التي بذلت لحل الأزمة بعد أن تصورت أن الحل العسكري سوف يجلب لها ما تريد».