الإبراهيمي يحذر من تحول سوريا إلى دولة فاشلة تديرها الميليشيات

قال إن وضعها أسوأ من أفغانستان.. ونبّه من خطر حقيقي «يفجر» المنطقة

TT

حذر الأخضر الإبراهيمي، مبعوث السلام السابق لسوريا، من أن تتجه البلاد لأن تصبح دولة فاشلة يديرها زعماء ميليشيات على غرار الصومال، مما يمثل خطرا جسيما على مستقبل الشرق الأوسط.

وقال الإبراهيمي، الذي استقال من منصبه منذ أسبوع بعد إخفاق محادثات السلام التي جرت بوساطته في جنيف، إنه من دون تضافر الجهود للتوصل إلى حل سياسي للحرب الأهلية الوحشية في سوريا «يوجد خطر جدي لأن تنفجر المنطقة بأسرها». وأضاف في حديث أجرته معه مجلة «دير شبيغل» الألمانية ونشر في مطلع الأسبوع: «لن يبقى الصراع داخل سوريا»، حسبما أوردته وكالة رويترز.

وأشار إلى أن دول كثيرة أساءت تقدير الأزمة السورية، حيث توقعوا انهيار حكم الرئيس السوري بشار الأسد مثلما حدث مع بعض الزعماء العرب الآخرين، وهو خطأ تسببوا في تفاقمه بدعم «جهود الحرب بدلا من جهود السلام».

وضغطت قوى غربية معادية للأسد من أجل اتخاذ إجراء ضد السلطات السورية، لكن روسيا والصين استخدمتا حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرارات ضد دمشق. وقارن الإبراهيمي، الذي استقال من منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى أفغانستان عام 1999، بين سوريا الآن وأفغانستان تحت حكم طالبان في الفترة التي سبقت هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 على الولايات المتحدة. وقال: «لم يكن لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أي مصلحة في أفغانستان وهي دولة صغيرة فقيرة وبعيدة. قلت ذات يوم إن الوضع سينفجر في وجوهنا.. الوضع في سوريا أسوأ بكثير».

وقارن سوريا أيضا بالصومال التي تعاني منذ أكثر من عقدين من الصراع. وقال: «لن تنقسم مثلما توقع كثيرون، بل ستصبح دولة فاشلة ينتشر فيها زعماء ميليشيا في كل مكان».

وعززت قوات الأسد قبضتها على وسط سوريا، لكن قطاعات من محافظاتها الشمالية والشرقية تخضع لسيطرة مئات الفصائل المسلحة بما في ذلك جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وجماعات إسلامية أخرى قوية.