السيسي يتجه للإبقاء على محلب رئيسا للحكومة حتى انتخاب البرلمان

مصادر قالت إنه سيعتمد على مستشارين لتسريع وتيرة العمل التنفيذي

إبراهيم محلب
TT

قالت مصادر من الحملة الرئاسية للمشير عبد الفتاح السيسي، الذي أدى القسم الدستوري كرئيس جديد للدولة المصرية أمس، إنه يتجه للإبقاء على حكومة المهندس إبراهيم محلب؛ لكن المصادر توقعت إجراء تغييرات محدودة في عدد من الوزارات غير السيادية في الحكومة الحالية، وأضافت أن «حكومة محلب غالبا ستستمر في مباشرة أعمالها كحكومة انتقالية إلى حين الانتهاء من انتخابات مجلس النواب (البرلمان)» المقرر إجراؤها خلال الشهرين المقبلين.

وبينما علمت «الشرق الأوسط» أن محلب نفسه لم يتلق أية تأكيدات من جانب الرئاسة حتى مساء أمس عن استمراره أو خروجه من الوزارة، أضافت المصادر قائلة إن مجلس الوزراء سيعقد اجتماعا بكامل هيئته صباح اليوم (الاثنين)، وإنه «يعد آخر اجتماع لهذه الحكومة قبل صدور قرار من الرئيس السيسي باستمرارها كما هي أو تغييرها بالكامل أو إجراء تعديل محدود فيها».

وحسب تسريبات من مصادر تعمل مع السيسي منذ كان وزيرا للدفاع، وأخرى عملت في إدارة حملته الانتخابية، فإن الرجل يسعى للاعتماد على مستشارين لـ«تسريع وتيرة العمل التنفيذي، على المستويات الأمنية والاقتصادية والخدمية إضافة إلى ملف العلاقات الخارجية»، مشيرة إلى أن أحد المرشحين لموقع مستشار السيسي للشؤون الأمنية هو وزير الداخلية السابق أحمد جمال الدين. وأشارت أيضا إلى أن الاتجاه الغالب هو ألا يجري تغيير محلب «لأنه أثبت كفاءة في عمله في ظروف صعبة»، إلى جانب أن «الحكومة في الأساس سيطرأ عليها تغيير شامل عقب انتخاب مجلس النواب» خلال الشهرين المقبلين.

ووفقا للإجراءات الدستورية والقانونية، سيتقدم محلب باستقالة الحكومة رسميا عقب اجتماع اليوم، للرئيس السيسي. وبدا من المؤشرات العامة أمس وجود حضور قوي لمحلب إضافة لتماسك أعضاء حكومته خاصة مجموعة وزراء السيادة؛ الدفاع والداخلية والخارجية. وقالت المصادر إن السيسي ربما يطلب من محلب؛ حال استمراره، إجراء تغييرات في بعض وزراء الخدمات، مثل وزارات تختص بالسلع الغذائية (التموين) والبيئة والنقل والطرق. وشارك محلب ووزراؤه في العديد من الفعاليات الخاصة بأداء السيسي للقسم الدستوري وتنصيبه واستقبال الضيوف يومي أمس وأول من أمس. كما قام محلب وخمسة من الوزراء على الأقل بجولة مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، تفقدوا خلالها مشروعات تنموية تمولها الإمارات بمصر.

ويأتي هذا بينما ظهرت بالتزامن دعوات من قوى سياسية تطالب السيسي بالإبقاء على محلب، إلى حين الانتهاء من الانتخابات البرلمانية، قائلة إن الرجل القادم من شركة المقاولون العرب العريقة، والذي تولى مهام منصبه في فبراير (شباط) الماضي، عبر بالبلاد «مرحلة صعبة اقتصاديا وأمنيا». ومن جانبه قال محلب لموقع «البديل» الإخباري المصري على الإنترنت إنه لا يعلم شيئا عما يتردد حول بقائه في المنصب وتشكيله لحكومة جديدة، مضيفا أنه راض عن أداء الحكومة في عهده في ظل المرحلة التي تولى المسؤولية خلالها.

وفيما يتعلق باتجاه السيسي للاعتماد على مستشارين لعدد من الملفات الداخلية والخارجية، أوضحت المصادر أن الرئيس الجديد يسعى لتسريع وتيرة العمل التنفيذي بغض النظر عن استمرار محلب في موقعه، خاصة الملفات الاقتصادية والأمنية والعلاقات الخارجية، لكنها أوضحت أن السيسي لم يستقر حتى أمس على التشكيل النهائي لفريق مساعديه، إلا أن المصادر نفسها تحدثت عن عدة أسماء مرشحة لشغل مواقع في القصر الرئاسي، من بينهم وزير الداخلية السابق، جمال الدين، كمستشار للشؤون الأمنية، والعقيد أركان حرب أحمد محمد علي، المتحدث الحالي باسم الجيش، ليكون مسؤولا عن ملف الإعلام الرئاسي.

وتحدثت تقارير محلية أمس عن تكهنات بشأن الإبقاء على عدد ممن عملوا في السابق مع الرئيس المنتهية ولايته، المستشار عدلي منصور، من بينهم الدكتور مصطفى حجازي، المستشار السياسي لمنصور، مشيرة إلى أن من بين الأسماء الجديدة التي يمكن أن تظهر في الفريق الرئاسي للسيسي، السفير محمود كارم، مسؤول حملته الانتخابية، وأنه مرشح لشغل موقع مستشار الرئيس للشؤون الخارجية، إضافة إلى اللواء عباس كامل، وهو مدير لمكتب السيسي حين كان وزيرا للدفاع، ومرشح لموقع مدير مكتب الرئيس، أو رئيس ديوان رئيس الجمهورية، وفقا للمصادر.