إيران تربط التعاون مع واشنطن في العراق بنجاح المفاوضات النووية

أوباما يتجنب خيار الضربات الجوية ويبحث إرسال قوات خاصة.. وروحاني يتعهد بحماية المراقد

TT

بينما تعهد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، بحماية المراقد المقدسة لدى الشيعة في العراق، اشترطت طهران من أجل تعاون محتمل مع الولايات المتحدة بخصوص العراق، نجاح المفاوضات حول الملف النووي الإيراني.

وفي بث تلفزيوني على الهواء مباشرة، وجه روحاني أوضح رسالة تفيد باستعداد طهران لحشد قواتها. وقال أمام حشد خلال زيارة لإقليم لورستان الغربي: «بالنسبة للمراقد الشيعية في كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء، نقول للقتلة والإرهابيين إن الأمة الإيرانية الكبيرة لن تتردد في حماية المراقد المقدسة». وذكر روحاني أن كثيرين عبروا عن استعدادهم للذهاب إلى العراق للدفاع عن المراقد المقدسة «ووضع الإرهابيين في حجمهم الطبيعي». وأضاف أن مقاتلين مخضرمين، من سنة وشيعة وأكراد العراق، «مستعدون للتضحية».

بدوره، قال محمد نهونديان، رئيس مكتب رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إن محادثات إيران مع مجموعة «5+1» «تعد اختبار ثقة»، مضيفا: «إذا أدى ذلك إلى حل نهائي، فيمكن أن تكون هناك فرص مباحثات حول مواضيع أخرى»، وذلك ردا على سؤال حول التعاون المحتمل مع واشنطن بشأن العراق.. وبعد أن عبر عن معارضته مبدئيا تدخلا أجنبيا في العراق، أكد نهونديان أن مثل هذا التدخل يجب ألا يحصل إلا بطلب من السلطات العراقية. وقال المسؤول الإيراني، خلال منتدى وسطاء سلام، قرب أوسلو، إن «إدارة الوضع يجب أن توكل للشعب وحكومة العراق. لدى الشعب والحكومة العراقيين ما يكفي من الإمكانات والتصميم للدفاع عن أنفسهم». وأضاف أن «العالم الخارجي يجب أن يرد على ما يريده العراق، ويجب ألا يتدخل في إدارة الوضع». وكرر القول إن إيران «سترد على أي اقتراح أو طلب يهدف إلى مساعدة الحكومة العراقية على حل المشكلة الداخلية». وقال: «فيما يتعلق بالولايات المتحدة، لم نلاحظ أي تحرك جدي ضد موجة الإرهاب هذه».

وفي واشنطن، شدد مسؤولون في البيت الأبيض على أن الرئيس أوباما يدرس الخيارات كافة المطروحة على الطاولة، مؤكدين أن لقاءه مع كبار قيادات الكونغرس، الذي كان مقررا عقده مساء أمس، يهدف إلى بحث الخيارات كافة ونتائجها واتخاذ قرار بالتوافق بين البيت الأبيض والكونغرس. وأشار المسؤولون إلى أن الرئيس أوباما لم يتخذ بعد قرارا فيما يتعلق بالوضع المتفاقم في العراق.

ومن المقرر أن يلتقي أوباما، مساء الأربعاء، رئيس مجلس النواب جون بوينر وزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ هاري ريد وزعيم الجمهوريين بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل وزعيمة الأقلية بمجلس النواب نانسي بيلوسي.

وتشمل أهم الخيارات أمام الرئيس أوباما استخدام طائرات من دون طيار لتوجيه ضربات ضد مسلحي «داعش» (على غرار الضربات التي تقوم بها واشنطن لمكافحة الإرهاب في دول مثل اليمن)، وإنزال قوات خاصة أميركية لمساعدة القوات العراقية في مواجهة تنظيم «داعش»، إضافة إلى خيارات تتعلق بتغييرات سياسية والضغط على حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي للقيام بتغييرات داخل الحكومة والعمل على حل الانقسامات بين الطوائف العراقية.

وقال جون بوينر، رئيس مجلس النواب، قبل لقائه بالرئيس أوباما، إنه يتوقع أن يقدم الرئيس أوباما استراتيجية متماسكة لضمان ألا ينحدر العراق إلى مزيد من الهمجية التي ينعدم فيها القانون، مشيرا إلى الأموال الطائلة وتضحيات الجنود الأميركيين لتحسين الأمن في العراق.

وقد استبعد الرئيس أوباما، بشكل علني، خيار التدخل العسكري في العراق، رافضا إرسال قوات أميركية إلى العراق، وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن أوباما استبعد أيضا شن ضربات جوية في العراق لوقف تقدم المسلحين التابعين لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) لعدم وجود أهداف واضحة.

وفي لندن، قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أمس، إن المسلحين الذين يقاتلون في العراق يخططون لمهاجمة بريطانيا، وإنه لا بد من إغلاق «المساحات غير المحكومة» التي ازدهر فيها المتشددون. واستبعدت بريطانيا التدخل عسكريا في العراق، لكنها أرسلت «فريق اتصال واستطلاع» إلى بغداد وتقدم مساعدة إنسانية. وتعهدت أيضا باتخاذ إجراءات مشددة ضد البريطانيين الذين يسافرون إلى المنطقة للقتال إلى جانب المتشددين. لكن كاميرون، الذي كان سيرأس اجتماعا لمجلس الأمن القومي البريطاني لبحث المسألة في وقت لاحق أمس، قال إن بلاده لا يمكنها أن تقف مكتوفة اليدين.

وأضاف أمام البرلمان: «أختلف مع من يعتقدون أن هذا ليست له علاقة بنا وأنه إذا قام نظام إسلامي متطرف في وسط العراق فلن يؤثر علينا. سيؤثر علينا». ونقلت عنه وكالة «رويترز» قوله: «الناس في هذا النظام يحاولون الاستيلاء على أراض ويخططون أيضا لمهاجمتنا داخل المملكة المتحدة».