موريتانيا تعيش على إيقاع نهاية حملة انتخابية غلب عليها الخطاب العنصري

أكثر من مليون ناخب يتوجهون غدا إلى صناديق الاقتراع وسط دعوات المقاطعة

محمد ولد عبد العزيز الرئيس المنتهية ولايته يتحدث في مؤتمر صحافي أول من أمس (أ ف ب)
TT

اختتمت، أمس، في موريتانيا الحملة الدعائية التي تسبق الانتخابات الرئاسية، المزمع تنظيمها يوم غد السبت، لاختيار رئيس جديد للبلاد، من بين خمسة مرشحين.

ويعد محمد ولد عبد العزيز، الرئيس المنتهية ولايته، أوفرهم حظا للفوز بولاية رئاسية ثانية.

وغلب على هذه الحملة خطاب وصف بأنه «عنصري وعرقي»، واحتدم الجدل بخصوص الخطاب الذي رفعه كل من المرشح بيرام ولد الداه ولد أعبيدي وهو مناضل حقوقي ينتمي إلى شريحة العبيد السابقين (الحراطين)، والمرشح إبراهيما مختار صار وهو أحد رموز النضال من أجل حقوق الأقلية الزنجية في البلاد، إذ وصف المراقبون خطابهما بأنه يحمل في طياته عبارات «عنصرية وعرقية»، وهو ما نفاه مقربون من المرشحين.

وكان ولد عبد العزيز قد وجه انتقادات شديدة اللهجة إلى من يتبنون «الخطابات العنصرية والعرقية التي تهدد وحدة المجتمع وكيان الدولة»، وقال خلال مؤتمر صحافي، عقده أمس: «هنالك من فشلت مشاريعهم السياسية فلجأوا إلى الفئة والعرق لتعويض خسارتهم، من خلال تفريق صف الشعب الموريتاني، وهؤلاء يحملون خطابا عنصريا وفئويا خطيرا للمتاجرة به، مقابل الحصول على أموال ومناصب في الدولة».

وتوعد ولد عبد العزيز بمعاقبة من يتجاوز الخطوط الحمراء في خطابه، وقال: «القوانين الموريتانية تجرم مثل هذا الخطاب، وعندما يجري تخطي الخطوط الحمراء فإن القانون سيقف لهم بالمرصاد، وستتحقق العدالة وسيجدون ما يستحقونه من عقاب».

من جهته، نفى السعد ولد لوليد، مدير حملة المرشح للانتخابات الرئاسية بيرام ولد الداه ولد أعبيدي، أن يكون خطاب مرشحه يحمل أي عبارات عنصرية، مشيرا إلى أنه «يستخدم اللغة المناسبة لوصف الواقع، الذي يعد واقعا عنصريا نعمل على تغييره للأحسن، من خلال وضع النقاط على الحروف»؛ وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «النظام الحاكم هو العنصري من خلال تكريسه هيمنة الأقلية العربية على الحكم، وتهميش أغلبية يمثلها العبيد السابقون».

وكانت إدارة حملة الرئيس ولد عبد العزيز قد وجهت منذ أيام رسالة إلى اللجنة المستقلة للانتخابات، احتجاجا على ما عدته «خطابا عنصريا» قدمه المرشح ولد أعبيدي، وقالت حملة ولد عبد العزيز إن «ولد أعبيدي خالف القانون والعرف بتسميته الفئات والشرائح الموريتانية»؛ فيما وجهت اللجنة الانتخابية خطاب إشعار وإنذار إلى حملة ولد أعبيدي، بخصوص استخدامه عبارات عنصرية.

ومع نهاية الحملة الانتخابية، يستعد أكثر من مليون وثلاثمائة ألف ناخب موريتاني، يتركز جزء كبير منهم في العاصمة نواكشوط، لاختيار رئيس من بين خمسة مرشحين؛ في ظل مقاطعة المعارضة الانتخابات، التي تصفها بأنها «مهزلة انتخابية محسومة النتيجة سلفا».

وفي سياق التحضيرات النهائية للانتخابات، وصل إلى نواكشوط أمس عدد من الوفود العربية للإشراف على مراقبة الانتخابات، من ضمنها وفود مغربية وجزائرية، وأخرى تابعة للجامعة العربية، بقيادة رئيس أمانة شؤون الانتخابات بالجامعة العربية السفير علاء الزهيري، بالإضافة إلى بعثة خاصة من الاتحاد الأفريقي، يقودها رئيس الوزراء التونسي الأسبق الباجي قائد السبسي، بينما يغيب الأوروبيون الذين تعودوا مراقبة الانتخابات في موريتانيا.