وزير العدل اللبناني دعا المعتصمين في طرابلس لفتح الطريق ووعد بـ«إنصافهم»

في اليوم الخامس لاحتجاجاتهم المطالبة بالإفراج عن أبنائهم الموقوفين

الحاجز الذي وضعه المعتصمون بالحجارة في أحد شوارع طرابلس (رويترز)
TT

دعا وزير العدل أشرف ريفي المعتصمين في مدينة طرابلس شمال لبنان، للمطالبة بالإفراج عن أقاربهم الموقوفين في سجن رومية ببيروت، لفتح الطرقات التي يقطعونها في المدينة منذ أكثر من أربعة أيام «بعدما وصلت رسالتهم»، مؤكدا الإصرار «على عدم التخلي عنهم وبذل كل الجهود لإنصافهم».

وحث ريفي في بيان أهالي الموقوفين كي لا يكونوا «أدوات بيد من يحاول إعادة المدينة إلى دائرة العنف والأزمات»، مشددا على أنه لا يزال يتابع: «قضيتهم المحقة بموضوعية وعدالة لإنصافهم»، مشيرا إلى تكليف عدد من المحامين لمتابعة ملفاتهم والوقوف بكل ما يلزم إلى جانبهم.

وقال ريفي: «في الوقت الذي كنا فرحين بخروج عاصمة الشمال من معارك عبثية ونزف استمر لأكثر من ثلاث سنوات، فوجئنا بتحركات وقطع طرقات في طرابلس لقضية عادلة تستغل من قوى سياسية محلية وبعض الأجهزة الأمنية لحسابات خاصة يدفع ثمنها أهالي المدينة من مختلف فئاتها الأهلية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية».

ويطالب المعتصمون الذين يقطعون مستديرة أبو علي عند المدخل الشمالي للمدينة، التي تربط طرابلس بمنطقة عكار الحدودية، بالإفراج عن موقوفين إسلاميين وآخرين شاركوا بالاشتباكات المسلحة التي شهدتها المدينة منذ عام 2008، بين أبناء جبل محسن ذات الأكثرية العلوية وأهالي باب التبانة ذات الأكثرية السنية.

ويهدد استمرار قطع الطرقات بعودة الاشتباكات المسلحة إلى المدينة وبسقوط الخطة الأمنية التي نجحت ومنذ نحو أربعة أشهر بوضع حد للفلتان الأمني، بعد إلقاء القبض على «قادة المحاور»، وإصدار مذكرات توقيف بحق كل من شارك بأعمال القتال.

وانتقد رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي ما قال إنها محاولات من البعض لـ«إلباسه ثوب الأحداث الأمنية في طرابلس، المعروفة أهدافها ومفتعلوها وممولوها على مدى ثلاث سنوات»، وقال ميقاتي في بيان: «مخطئ كل من يراهن على ضرب إسفين بيني وبين أهلي، فمعلوم من يستعمل المدينة صندوق بريد، ومن يريد عزتها ونهضتها، بل معلوم من تحركه روح وطنية خالصة ومن تحركه مصالح انتخابية واقتصادية وشراكات وصفقات». ورأى ميقاتي أن «هناك من عاد مجددا إلى استعمال ماكينته الإعلامية لرمي الاتهامات جزافا ومحاولة قلب الحقائق لتحويل الأنظار مجددا عن المآزق التي يمر بها»، وتابع: «اليوم هم يمسكون بالمفاصل الأمنية والقضائية الأساسية، وتقع على عاتقهم مسؤولية مواجهة التداعيات والنتائج التي لا بد له من مواجهتها، وما محاولة تحويل الأنظار إلى طرابلس مجددا إلا محاولة يائسة لرفع المسؤولية الوطنية عن سوء الأداء».

بدوره، شدد الشيخ السلفي المطلوب للسلطات اللبنانية أحمد الأسير على أن «أهل السنة في لبنان سيكتشفون عموما وفي الشمال خاصة خطر تيار المستقبل على دينهم».

وأضاف الأسير في تغريدة له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «لقد بات واضحا أن الهدف من الخطة الأمنية في الشمال هو محاربة التدين السني بعدما بات يشكل خطرا وجوديا لـ«حالش» (قاصدا بذلك حزب الله) و«تيار المستقبل».