«القسام» تعلن تصنيع طائرات «أبابيل» دون طيار بعد إسقاط إسرائيل إحداها

الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في الضفة.. ويعتقل 60 فلسطينيا بينهم 11 نائبا

فلسطينيون يعاينون حفرة خلفها صاروخ إسرائيلي داخل مسجد في مدينة دير البلح بقطاع غزة أمس (أ.ب)
TT

تراجعت عموما حدة الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة في اليوم السابع للحرب، أمس، وقصف الطيران الإسرائيلي عدة مواقع في غزة مما أدى إلى مقتل خمسة فلسطينيين على الأقل، فيما ردت حركة حماس وفصائل فلسطينية بقصف مدن أسدود وسديروت وبئر السبع بصواريخ عدة الأمر الذي أسفر عن إحداث أضرار. وأعلنت إسرائيل اعتراض طائرة فلسطينية صغيرة دون طيار أسقطها الجيش الإسرائيلي فوق أسدود، بينما وسعت عملياتها في الضفة الغربية مما أدى إلى مقتل فلسطيني واعتقال أكثر من 60 بينهم 11 نائبا في المجلس التشريعي ينتمون لحماس.

وعلى الرغم من تراجع حدة العمليات، إلا أن إسرائيل لم تعط أي مؤشر على نيتها التوقف، وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن «الهدف الرئيس لعملية (الجرف الصامد) إعادة الهدوء إلى المدن والتجمعات السكنية الإسرائيلية لفترة طويلة وإلحاق أضرار ملموسة بالبنى التحتية للإرهاب»، متوعدا بمواصلة الهجوم.

بدورها ردت حماس بأنها مستعدة لمعركة طويلة وأن لديها مزيدا من المفاجآت. وكانت إحدى هذه المفاجآت إدخال طائرة صغيرة من دون طيار لأول مرة إلى ساحة المعركة قبل أن يسقطها الجيش الإسرائيلي فوق أسدود. واعترض صاروخ باتريوت أميركي الصنع الطائرة التي نشر تلفزيون «الأقصى» التابع لحماس نماذج لها من بينها واحدة تحمل صواريخ متفجرة.

وجمع خبراء إسرائيليون أشلاء الطائرة لفحص ما إذا كانت محملة بمتفجرات أم لا، واتضح لاحقا أنها ليست هجومية ولكنها مزودة بكاميرات.

وقال مشير المصري أحد قادة حماس إن «الطائرات الصغيرة من دون طيار التي تملكها الحركة ستكون في المرة المقبلة طائرات هجومية».

وأفادت كتائب القسام في بيان بعد إسقاط الطائرة: «تواصلا لمفاجآتنا المتلاحقة التي أذهلت العدو، ومواصلة لتحدي عنجهية أقوى قوة عسكرية دخيلة على المنطقة، تمتلك من العتاد العسكري والتجهيزات التقنية أحدثها وأكثرها دقة، كانت مفاجأة الطائرات القسامية المسيرة التي أحدثت إرباكا وذهولا لدى المحتل وقادته».

وكشفت كتائب القسام أن مهندسيها تمكنوا من تصنيع طائرات دون طيار تحمل اسم «أبابيل1»، وأنتجت منها ثلاثة نماذج: طائرة A1A وهي ذات مهام استطلاعية، وطائرة A1B وهي ذات مهام هجومية - إلقاء، وطائرة A1C وهي ذات مهام هجومية – انتحارية».

وجاء في بيان «القسام»: «نفذت طائراتنا صباح هذا اليوم (أمس) ثلاث طلعات، شاركت في كل منها أكثر من طائرة، وكانت لكل طلعة مهام تختلف عن الأخرى، وقد فقد الاتصال مع إحدى هذه الطائرات في الطلعة الثانية ومع أخرى في الطلعة الثالثة». وأضاف البيان: «نؤكد أن هذه ليست أول مرة تجري فيها طائراتنا مهمات في عمق الكيان، ونحن نكشف اليوم لأول مرة أن طائراتنا نفذت في إحدى طلعاتها مهام محددة فوق مبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية (الكرياة) بتل أبيب التي يقاد منها العدوان على قطاع غزة».

وباشرت السلطات الإسرائيلية بالتحقيق في كيفية وصول الطائرة وبهذا الحجم إلى شواطئ مدينة أسدود، جنوب إسرائيل، وفشلها في اكتشاف أمرها على الفور. بينما عد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون إطلاق حماس هذه الطائرة بأنه «محاولة فاشلة لضرب الجبهة الداخلية في إسرائيل».

وقال يعالون إن «سلاح الجو سيواصل دك البنى التحتية لحماس في قطاع غزة ويلحق بها أضرارا فادحة، وإن قادة حماس سيندمون على قرارهم الدخول في مواجهة مع إسرائيل، بعد أن يخرجوا من المخابئ التي يقبعون فيها ويشاهدوا حجم الدمار والخراب».

وكان الكابنيت (المجلس الأمني والسياسي الإسرائيلي المصغر) اتخذ قرارا فجر الأمس بمواصلة الحرب الجوية على غزة دون تدخل بري حتى الآن.

وفي غضون ذلك، تواصلت العمليات القتالية بوتيرة أخف أمس، وقصف الطيران الإسرائيلي مواقع عدة في غزة مما أسفر عن مقتل خمسة فلسطينيين حتى منتصف أمس. وردت حماس وفصائل فلسطينية بقصف أسدود وسديروت وبئر السبع بعدة صواريخ مختلفة أدت إلى أضرار.

وحولت إسرائيل غضبها إلى الضفة الغربية كذلك، وقتلت فلسطينيا واعتقلت أكثر من 60 بينهم 11 نائبا ينتمون لحماس. إذ قتل الجيش الإسرائيلي، منير البدارين (21 عاما) من بلدة السموع جنوب الخليل بالرصاص في مواجهات في البلدة، وأصاب آخرين في مواجهات أخرى في مناطق الضفة الغربية.

وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، حملة اعتقالات واسعة طالت نوابا في المجلس التشريعي ووزراء سابقين وأكاديميين وأسرى محررين ونشطاء. ومن بين النواب المعتقلين خالد يحيى وفضل حمدان ورياض رداد وإبراهيم دحبور فتحي القرعاوي ونايف الرجوب وآخرون.

واعتقلت إسرائيل وزير المالية الأسبق عمر عبد الرازق من سلفيت، والأكاديمي البروفسور عبد الستار قاسم المحاضر بجامعة النجاح. واستهدفت مرة أخرى عائلتي مروان القواسمي وعامر أبو عيشة اللذين تتهمها باختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة الشهر الماضي.