مسؤول تركي: نعارض استقلال كردستان لكن خطابنا تغير

بارزاني يبحث مع غل وإردوغان تطورات الوضع العراقي

الرئيس التركي عبد الله غل مستقبلا رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في القصر الرئاسي بأنقرة أمس (أ.ف.ب)
TT

التقى مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق، في أنقرة، أمس، الرئيس التركي عبد الله غل، ورئيس الوزراء رجب طيب إردوغان، في وقت تتابع فيه تركيا عن كثب التطورات، خاصة الدعوات إلى استقلال الإقليم الكردي في خضم حالة الفوضى السائدة في العراق.

ودعا إردوغان وبارزاني، خلال لقائهما، إلى الإسراع بتشكيل حكومة عراقية لإحداث التغيير المطلوب، بحسب مصادر في رئاسة الوزراء التركية. وقالت المصادر إن إردوغان وبارزاني شددا أيضا خلال اللقاء على الحاجة لبداية سياسية جديدة من أجل تحقيق الاستقرار في العراق، بحسب وكالة أنباء «الأناضول» التركية. وتابعت المصادر أن الجانبين تطرقا للعلاقات الثنائية بين البلدين، وعلى رأسها مجالا الاقتصاد والطاقة، والمساعدات التي تقدمها الحكومة التركية للنازحين العراقيين، وأصحاب الحاجة في المناطق الساخنة.

وتأتي زيارة بارزاني إلى أنقرة التي وصل إليها، أمس، على خلفية ظروف مضطربة بفعل التقدم السريع لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في العراق الذي يثير قلق دول المنطقة، والذي أيقظ تطلعات الأكراد إلى الاستقلال.

وكان بارزاني أعلن، الشهر الماضي، أن أكراد العراق سينظمون استفتاء حول الاستقلال، مضيفا أن الوقت حان لتنظيم مثل هذا الاستفتاء، لأن العراق منقسم عمليا بفعل تحركات تنظيم «الدولة الإسلامية».

وكانت تركيا المجاورة التي تضم أقلية كردية كبيرة (20 في المائة من التعداد السكاني) ذكرت آنذاك بتصميمها على الدفاع عن وحدة أراضي العراق، وأكدت أنها لا تزال معارضة لأي استقلال كردي.

لكن خلال السنوات الأخيرة استفادت أنقرة من تطور علاقاتها التجارية مع إقليم كردستان العراق. وسعى إردوغان من جهته إلى وضع حد للنزاع مع المتمردين الأكراد على الأراضي التركية، ومنح مزيدا من الحقوق إلى أكراد تركيا.

ويرى المحللون أن تركيا أصبحت اليوم أكثر تقبلا لفكرة قيام كردستان العراق مما كانت عليه قبل نحو عشر سنوات، عندما وصل حزب العدالة والتنمية بزعامة إردوغان إلى الحكم. إلا أن بارزاني يبقى مفتاح مفاوضات السلام بين أجهزة الاستخبارات التركية وزعيم المتمردين الأكراد في تركيا عبد الله أوجلان المحكوم بالسجن المؤبد والمسجون في تركيا، منذ 1999.

وقال مسؤول تركي لوكالة الصحافة الفرنسية: «ينبغي أن لا يتوقع أحد كلاما مناهضا من قبلنا (حول استقلال الأكراد) كما فعلنا في الماضي». وأضاف هذا المسؤول طالبا عدم كشف هويته: «عملية سلام جارية عندنا»، مؤكدا: «ما زلنا ضد فكرة كردستان مستقلة. لكن إن لم يتغير موقفنا فإن خطابنا قد تغير».

وكان من المقرر أيضا عقد لقاء أمس بين وزير الثروات الطبيعية في حكومة كردستان العراق اشتي هورامي، ووزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي تانر يلدز. وفي مايو (أيار)، بدأت تركيا بتصدير النفط الآتي من كردستان العراق إلى الأسواق العالمية، رغم عدم رضا الحكومة المركزية في بغداد.

وذكرت شبكة «روداو» المقربة من نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان، أن المباحثات تناولت آخر تطورات الوضع في المنطقة والشرق الأوسط، إلى جانب الحديث عن العلاقات بين إقليم كردستان وتركيا ومواضيع الطاقة والعلاقات الاقتصادية.

ويرى حسن أحمد مصطفى، الخبير في العلاقات بين إقليم كردستان وتركيا، أن زيارة بارزاني سيكون لها وقع مهم خاصة أن الوفد الذي يترأسه يضم وزير البيشمركة ووزير الداخلية في الإقليم. وأضاف مصطفى لـ«الشرق الأوسط» أن أجندة زيارة بارزاني لتركيا «تضم عدة نقاط، منها أن حكومة الإقليم تنوي تخفيف الحصار الذي فرضته عليها بغداد عن طريق مجموعة من التدابير الاقتصادية مع تركيا». وتابع: «كما نعلم أن تركيا لها دور مهم في تصدير نفط الإقليم وتسويقه، بحيث يصبح الإقليم إلى حد ما مستقلا اقتصاديا». ومضى قائلا: «نستطيع القول: إن الزيارة لن تكون بعيدة عن بحث عملية السلام في تركيا وحث الأتراك على الاستمرار في عملية السلام والحل السياسي للقضية الكردية في تركيا، وهذا بعد أن أصبحت المحادثات بين الحكومة التركية والأكراد قانونية إثر مصادقة البرلمان التركي على تشريع بهذا الشأن».