«إف بي آي» يكشف هوية قاطع رؤوس الرهائن

واشنطن تتوقع أن يسعى متطرفو «داعش» إلى شن عمليات انتقامية

جيمس كومي (أ.ب)
TT

أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) أنه توصل إلى هوية الإرهابي من تنظيم داعش الذي يطلق عليه اسم جون والذي قام بقطع رؤوس الصحافيين الأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف، وعامل الإغاثة البريطاني جون هاينز.

ونقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن مدير «إف بي آي» جيمس كومي قوله للصحافيين أمس إنه يعرف من هو الإرهابي.. ولكن لن يكشف عن هويته أو جنسيته إلى وسائل الإعلام. ويعتبر الإرهابي جون واحدا من أربعة جهاديين بريطانيين معروفين باسم معتقلي الرهائن «البيتلز» في سوريا.. ويظهر في أشرطة الفيديو شاهرا سكينا، ويقوم بتوبيخ الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل تنفيذ عمليات القتل.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن المسؤولين البريطانيين لم يكشفوا ما إذا كانت هوية الإرهابي جرى إبلاغ السلطات في لندن بها، وما إذا كانت هناك أي عمليات اعتقال وشيكة التنفيذ.. وقالت متحدثة باسم وزارة الداخلية البريطانية: «لن نعلق على مسائل الأمن في هذه المرحلة».

في غضون ذلك، قال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) جيمس كومي أن تنظيم داعش سيحاول بالتأكيد شن عمليات في الولايات المتحدة ردا على الضربات الأميركية التي تستهدفه في سوريا، معلنا من جهة أخرى التوصل إلى تحديد هوية الملثم الذي أعدم أميركيين اثنين وبريطانيا.

وقال جيمس كومي متحدثا خلال طاولة مستديرة نظمت في مقر «إف بي آي» مع عدد من الصحافيين: «لا شك أن (متطرفي «داعش») يودون القيام بتحرك ردا على عمليات أميركا وحلفائها.. إنني واثق من أنهم يودون إيجاد وسيلة ليضربوا هنا».

وباشرت الولايات المتحدة في 8 أغسطس (آب) شن ضربات جوية على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسعت نطاقها لتشن مع حلفائها العرب منذ الثلاثاء ضربات جوية على مواقع للتنظيم في سوريا حيث تستهدف منذ ليل الأربعاء - الخميس ضرب منشآت نفطية يسيطر عليها المتطرفون. وقال كومي: «إن المنطق يقول إنهم إن كانوا يتطلعون ليصبحوا قادة الجهاد العالمي فلا يمكن أن يتوصلوا إلى ذلك دون ضرب أميركا» مضيفا: «لا شك لدي على الإطلاق بأنهم لو كانوا يمتلكون القدرة، وهو ما أشك به، على شن هجمات متطورة متزامنة (شبيهة باعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول) لكانوا فعلوا ولم يكشف المسؤول الأميركي أي تفاصيل حول نوع الهجمات التي تخشاها السلطات الأميركية، لكنه قال إن هدف تنظيم الدولة الإسلامية هو «قتل أميركيين أبرياء أو معاملتهم بوحشية».

من جهة أخرى، أعلن كومي أنه جرى تحديد هوية قاتل الصحافيين الأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف والعامل البريطاني في المجال الإنساني ديفيد هينز والثلاثة أعدموا بقطع الرأس ونشرت أشرطة فيديو لعمليات إعدامهم تبناها تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال كومي: «لقد حددنا هويته» دون أن يكشف أي معلومات حول اسمه أو جنسيته.

وفي أشرطة الفيديو التي بثها تنظيم داعش وصور فيها عمليات الإعدام، يوجه القاتل الملثم تهديدات إلى أوباما في حال لم يوقف الضربات ضد التنظيم الجهادي متكلما بالإنجليزية بلكنة بريطانية قوية.

وقال القاتل الملثم في أحد أشرطة الفيديو، واقفا خلف الضحية الذي ظهر بلباس برتقالي شبيه بلباس معتقلي غوانتانامو: «لقد عدت يا أوباما. عدت بسبب سياستك الخارجية المتغطرسة تجاه الدولة الإسلامية».

وبث التنظيم المتطرف فيديو إعدام فولي في 19 أغسطس، وفيديو إعدام سوتلوف في 3 سبتمبر، وفيديو إعدام ديفيد هينز في 13 سبتمبر، والثلاثة خطفوا في سوريا. وفي شريط فيديو دعائي مدته 55 دقيقة وعنوانه «لهيب الحرب» بثه التنظيم في نهاية سبتمبر، يظهر عنصر آخر من تنظيم داعش ملثما أيضا ولكنه يتحدث الإنجليزية بطلاقة بلهجة أميركية أو كندية.

وعن هذا الفيديو قال كومي: «لا شك أن شخصا في هذا الفيديو يتحدث بلكنة أميركية شمالية، وهذا أحد أكبر دواعي قلقنا في الوقت الحاضر». وأعرب عن قلقه بشأن المقاتلين الجهاديين الذين يجري تجنيدهم في الولايات المتحدة للقتال في صفوف «داعش».

وبحسب معلوماته، هناك حاليا نحو 12 أميركيا يقاتلون في صفوف عدة منظمات إرهابية، فيما حاول نحو مائة بصورة إجمالية الالتحاق بها، وهم إما تمكنوا من تحقيق ذلك ثم عادوا إلى الأراضي الأميركية، وإما ما زالوا في سوريا. وأعرب كومي عن «قلقه لكون تنظيم داعش ما زال يسعى لتحفيز أشخاص في الولايات المتحدة ودفعهم إلى التطرف». وسئل عن فاعلية الضربات التي وجهتها الولايات المتحدة مؤخرا إلى جماعة خراسان القريبة من «القاعدة» فقال إنه «ما زال يعمل على أساس فرضية أنهم سالمون» بعد الضربات. ولم تتمكن السلطات الأميركية أن تؤكد حجم الأضرار التي لحقت بجماعة خراسان ولا ما إذا كان زعيمها قد قتل في الضربات الثلاثاء. وكانت واشنطن أفادت بأن هذه الجماعة كانت تستعد لتنفيذ «هجوم كبير» على الأراضي الأميركية. وقال كومي إن «هذه المنظمة كانت في طليعة قائمة مخاوفي. وأضاف «إنه تجمع سيئ ومحنك جدا جدا جدا وهو غامض جدا بالنسبة لنا»، دون أن يكون بوسعه أن يوضح ما إذا كان الهجوم الذي اتهمت الجماعة بالتخطيط له متوقعا غدا أو بعد 3 أسابيع أو 3 أشهر، واكتفى بالقول: «علي أن أتصرف وكأنه مقرر غدا».