«الأفغاني الأميركي» ووكر سيواجه تهمة واحدة على الأقل عقوبتها الإعدام

TT

قال مسؤولون في الادارة الاميركية ان «الأفغاني الأميركي» جون ووكر الذي القي القبض عليه وهو يقاتل في صفوف طالبان، سيواجه تهمة واحدة على الاقل تكون عقوبتها الاعدام.

وقد ربط الرئيس جورج بوش ربطا مباشرا بين ووكر وتنظيم «القاعدة» الذي يتزعمه اسامة بن لادن. لكن الرئيس بوش قال انه لم يقرر بعد التهم التي سيوجهها ضد ووكر الذي يتوقع اعادته الى الولايات المتحدة قريبا. ولم يستبعد الرئيس الاميركي توجيه تهمة الخيانة الى ووكر، لكنه قال انه طلب رأي مجلس الامن القومي حول كيفية التعامل مع اعضاء «القاعدة» الذين قبض عليهم في افغانستان ومن ضمنهم ووكر.

وقال مسؤولون اشترطوا عدم الكشف عن هوياتهم، ان هناك اتجاها متناميا بأن ووكر، (20 سنة)، الاميركي من كاليفورنيا والذي قاتل في صفوف طالبان، يجب ان يواجه تهمة واحدة على الاقل تكون عقوبتها الاعدام. ولكن واحدا من المسؤولين قال ان توجيه تهمة عقوبتها الاعدام لا يعني، بالضرورة، ان الحكومة ستطالب بانزال تلك العقوبة بووكر، وانما سيعطي ذلك الحكومة ميزة اكبر للتفاوض مع محاميه.

ولم يرد المحامي بروسناهان، الذي عينته عائلة ووكر للدفاع عنه، على المحادثات التي تطلب منه التعليق. ولكنه قال في تصريح صدر عنه اول من امس انه ليست هناك اية مفاوضات مع الحكومة حول ردود الدفاع. وتنص اجراءات وزارة العدل على انه لا يمكن المطالبة بانزال عقوبة الاعدام الا اذا قدم المحققون توصية رسمية بتوجيهها، على ان يقدموا تلك التوصية الى لجنة عليا من الوزارة، توصي بدورها بها الى المدعي العام جون آشكروفت.

وكانت المقابلة مع «الأفغاني الأميركي» ووكر التي بثتها شبكة «سي. إن. إن» التلفزيونية الاميركية قد ازالت أي اثر للتعاطف الذي عبر عنه بعض المسؤولين في المراحل الاولى حين اعتبروا ان ووكر شاب ساذج تعرض الى التضليل. وقال احد المسؤولين «من الواضح انه كان يعرف تماما ماذا يفعل».

وقال المسؤولون ان ووكر سيتوجه على الارجح الى فيرجينيا حين يعود الى الولايات المتحدة. وهذا سيسمح للمحققين بمحاكمته بالمحكمة الفيدرالية للقسم الشرقي لفيرجينيا، والذي يتميز احتياطي محلفيه بانه اكثر محافظة نسبيا بالقياس الى الولايات الاخرى. وبالاضافة الى ذلك فان فيرجينيا هي موطن جون سبان، الضابط في وكالة الاستخبارات الاميركية «سي. آي. إيه» الذي قتل في تمرد قلعة جانغي بشمال أفغانستان، التي القي القبض فيها على ووكر.

ويقول المسؤولون انه حتى في حال وجهت لووكر التهمة غير المباشرة بمساعدة ودعم الارهاب، فان المحاكمة سترد اثناءها روايات حول موت سبان الذي كان قد حقق مع ووكر قبل موته في مدينة مزار الشريف الافغانية. ويسمح القانون كذلك للحكومة بمحاكمة ووكر في آخر مكان اقامة له في الولايات المتحدة وهو قسم شرق كاليفورنيا حيث عرف عن احتياطي المحلفين فيه انه اكثر ليبرالية. ولكن احد المسؤولين قال انه يرجح فيرجينيا «لان من حقنا ان نختار» عندما تحدث الرئيس بوش عن ربط ووكر بـ«القاعدة» وليس بطالبان.

وكان الرئيس بوش قد قال انه كلف مجلس الامن القومي «بصياغة استراتيجية حول كيفية التعامل مع كل فرد نلقي عليه القبض. وفي هذا الاطار فان وضع ووكر وضع متفرد لانه اول مواطن اميركي يتم القبض عليه من مقاتلي القاعدة. وعندما نقرر كيف نتعامل مع الانواع المختلفة من القضايا سنعلن ذلك على البلاد».

وقال آري فلايشر، المتحدث باسم البيت الابيض، ان اشارة الرئيس بوش الى ووكر كعضو في «القاعدة» كانت اشارة مقصودة قائمة على معلومات مؤكدة بانه عضو في هذا التنظيم. وكان المدعي العام جون آشكروفت قد التقى بالرئيس بوش مطلع الاسبوع الجاري لاستعراض التهم التي يمكن توجيهها لجون ووكر. ويقول المسؤولون ان آشكروفت اورد 6 تهم يحمل عدد منها عقوبة الاعدام، ولكنه لم يقدم توصيات محددة، بل قال ان التحقيقات حول دور ووكر ما تزال مستمرة.

الجدير بالذكر، ان ووكر الذي تم القبض عليه يوم 2 ديسمبر (كانون الاول) الجاري، محتجز حاليا في سفينة في بحر العرب، ويحقق معه مكتب المباحث الفيدرالي «اف. بي. آي». ولم يعلن بعد موعد إعادته الى الولايات المتحدة ليتمكن من مقابلة محاميه.

*خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»