كاميرا فيديو تراقب صاحب الحذاء «المتفجر» في زنزانته الانفرادية على مدار الـ24 ساعة

TT

وضع الرجل الغامض المشتبه في محاولة تفجير طائرة ركاب تابعة لـ«اميركان ايرلاينز» تحت المراقبة يوم الثلاثاء خوفا من انتحاره، في الوقت الذي تحقق فيه السلطات في تقارير متضاربة من انه خبير صناعة متفجرات، ومتطرف اسلامي، ولص، ورجل مجنون بلا مأوى ـ او لا شيء من ذلك على الاطلاق.

وقد قضى ريتشارد ريد يوم الاحتفال بأعياد الميلاد في اصلاحية مقاطعة بلايموث خارج بوسطن، حيث تراقبه السلطات طوال الاربع وعشرين ساعة عبر كاميرا فيديو. وقد قضى وقته كله في زنزانة انفرادية منذ القبض عليه بعد ظهر السبت، بعدما هبطت طائرة كانت تقوم برحلة من باريس الى ميامي، هبوطا اضطراريا في مطار لوغان الدولي في بوسطن، بعدما حاول اشعال متفجرات في حذائه.

وذكرت السلطات الفيدرالية ان ريد فرغ كعب الحذاء الرياضي من افضل الموديلات لاخفاء نوع من المتفجرات البلاستيكية. وقال مسؤول في هيئة فيدرالية، طلب عدم ذكر اسمه، انه يمكن لريد البالغ من العمر 28 سنة اعداد «قنبلة الحذاء» هذه بنفسه. ولكنه قال ايضا ان مكتب المباحث الفيدرالي يعتقد في الوقت الراهن ان الوقت والجهد المطلوب لاخفاء المتفجرات بهذه الطريقة ـ والمرور عبر امن المطارات ـ يدل على ان ريد ربما حصل على تدريب محترف او مساعدة.

وقال المسؤول في هيئة تطبيق القانون «يشعرون الآن بوجود شيء هناك، ولكنهم لا يمكنهم تعريفه، في اشارة الى اعتقاد مكتب التحقيقات الفيدرالي بوجود شركاء محتملين. الامر كله غامض».

وفي الوقت نفسه ذكرت صحيفة «بوسطن غلوب» ان مكتب المباحث الفيدرالي يعتقد ان «قنبلة الحذاء» الذي كان ينتعله ريد صنعت بطريقة ماكرة لدرجة احتمال وجود شريك. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في ولاية ماساشوستس قوله ان الفحص المبدئي لحذاء ريد الرياضي كشف عن ما يتراوح وزنه بين 4 الى 5 اوقيات من المتفجرات في كل فردة حذاء، وان الفنيين في مكتب التحقيقات الفيدرالي عثروا على المواد في نعل كل فردة حذاء تم تفريغه وان سلك تفجير كان بارزا من كل فردة.

وتحتاج المواد المتفجرة عادة الى بطارية او صاعقة تفجير، ولكن اختبارات مكتب التحقيقات عثرت على مادة لو اضيفت للمتفجرات لسمحت لها بالانفجار بالتعرض المطول لشعلة نيران.

واضاف المسؤول في حديثه مع الصحيفة «الاعتقاد السائد الآن هو انه اذا كان معه قداحة وليس عود ثقاب، لامكن تفجير الشحنة».

وذكر بول ولكنسون خبير مكافحة الارهاب في جامعة سانت اندرو في اسكوتلاندا للصحيفة ان المواد المستخدمة تشير الى «بعض التعقيد».

واوضح ولكنسون «من الناحية الظاهرية، من غير المرجح ان شخصا يعمل بمفرده يحصل على مثل هذه الوسائل غير العادية للتدمير».

ورفض المسؤولون في كل من واشنطن وبوسطن تأكيد او نفي هذا التقرير. ولكنهم ذكروا ان واحدة من النقاط التي يتم التركيز عليها هي تقرير ما اذا كان ريد عمل بمفرده او مع شركاء.

وتجدر الاشارة الى انه لم توجه الى ريد تهمة انتهاك اي قانون متعلق بالمتفجرات. وأكدت السلطات انه يحتجز فقط بتهم مبدئية وهي التدخل مع عمل طاقم الطائرة بالتخويف او الهجوم، الى ان يتم استكمال تحقيقاتهم.

وسيعرض ريد على المحكمة الجزئية في بوسطن غدا للتقرير بشأن استمرار احتجازه. وذكر مسؤول فيدرالي انه تم تعيين محام للدفاع عن ريد.

وكانت مضيفة يقظة قد حالت دون وقوع ما وصفه مكتب المباحث الفيدرالي بـ«كارثة كبرى» عندما قفزت على عود ثقاب مشتعل قالت ان ريد كان يحاول استخدامه لاشعال لسان حذائه، او يحاول اشعال ما يشبه السلك الذي يلتصق بالحذاء. وبعد صراع عنيف على ارتفاع 30000 قدم، تمكن المضيفون و6 من الركاب من التغلب على ريد (طوله 6 اقدام و4 بوصات، ووزنه 220 رطلا)، وتخديره في النهاية. وقال تشارلس براوتي، رئيس مكتب المباحث الفيدرالي في نيو انجلاند، ان ريد كان يحمل متفجرات كافية، في جهازين مبتكرين، وان تلك المتفجرات تكفي لاحداث ثقب في طائرة الـ«بوينغ 767» وقتل كل ركاب الطائرة الـ.197 أما الاسباب التي دفعت ريد لاشعال متفجرات يحملها في حذائه، يوم عيد الميلاد، فتبقى مجهولة حتى هذه اللحظة. ولكن رغم عطلة عيد الميلاد عمل مكتب المباحث، مع نظيريه في فرنسا وانجلترا لتصنيف ومقارنة المعلومات المتضاربة عن ريد، والتي جاء اغلبها من تقارير اخبارية متناقضة من اربع قارات.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»