رئيس الأركان التركي: نعارض مهاجمة العراق ولن نهضم «قيام دولة كردية في المنطقة»

تمنى تسليم بلاده قيادة قوة السلام في أفغانستان

TT

تحدث الجنرال حسين قيوريق اوغلو رئيس اركان الجيش التركي مع الصحافيين في قصر تشانكايا الجمهوري، قبل حضوره مأدبة العشاء التي اقامها الرئيس التركي أحمد نجدت سزر الليلة قبل الماضية على شرف الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، والوفد المرافق له، فأكد «انه ليس ثمة امر جديد حول موضوع العراق، غير ان رأينا واضح بالنسبة الى قضية التدخل في العراق، حيث اننا نعارض الحملة العسكرية ضده لاعتقادنا بأن نتائجها ستكون وخيمة بالنسبة الى العراق وتركيا معا. فاذا كانت خسائر تركيا في حرب الخليج الثانية منحصرة بالأضرار التجارية، فان خسائرنا نتيجة الحملة الجديدة ستكون اقتصادية وسياسية وتضع اعباء مالية ضخمة على عاتق تركيا، اضافة الى احتمالات قيام دولة كردية في المنطقة، التي لا نعارض اقامتها نحن فقط وانما روسيا وايران وسورية ايضا، بل والدول العربية كافة التي لم تقبل لحد الآن منح الاراضي العربية لاقامة دولة اسرائيل، لأن العرب لم يهضموا هذا الامر، فكيف يمكن الموافقة على اقامة دولة اثنية جديدة في المنطقة».

واضاف الجنرال اوغلو: «اذا كانت الحجة الاساسية لتوجيه تلك الحملة العسكرية ضد العراق هي امتلاكه للأسلحة الكيماوية، فان ثمة العديد من الدول التي تمتلك تلك الاسلحة.. فهي موجودة ايضا لدى كوريا الشمالية وانجلترا بل وأميركا نفسها. اما اذا كانت الحجة هي الاستبداد وعدم وجود الديمقراطية، فان العراق ليس البلد الوحيد غير الديمقراطي وان كان من الافضل ان يأخذ بالانفتاح الديمقراطي».

وقال الجنرال قيوريق اوغلو، «ان شن الحرب على العراق سيؤدي حتما الى تقسيمه واقامة ثلاث دويلات فيه، وهو الامر الذي لن يقبله احد في المنطقة، اضافة الى المصاعب السياسية والاقتصادية والمخاطر الأمنية التي يسببها لتركيا وللتوازنات الاقليمية في المنطقة». اما على صعيد الوضع في أفغانستان فقد اكد الجنرال قيوريق اوغلو ان تركيا ستساهم في قوة السلام الدولية التي سترسل الى هناك ولكنه تمنى ان تكون قيادتها بيد تركيا.

واضاف: ورغم عدم معرفتي بعديد القوة التركية التي ستساهم في قوة السلام الدولية الا انني لا اعتقد انها ستزيد عن فرقة او فرقتين من القوات المسلحة التركية، لا سيما اننا لا نزال نطالب باقامة جيش أفغاني حديث حفاظا على استقلال وأمن أفغانستان».

وعلى صعيد آخر وافق البرلمان التركي مساء أول من امس على قرار حكومة اجاويد تمديد فترة مكوث «قوة الاستطلاع الجوية الأميركية ـ البريطانية» في قاعدة اينجرليك لمدة ستة اشهر اخرى اعتبارا من 31 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، فيما طالب خيري قوزاقجي اوغلو نائب اسطنبول عن حزب «الطريق القويم» الذي ترأسه تانسو تشيلر بعقد جلسة مغلقة للبرلمان لبحث اوضاع شمال العراق وابعاد الحملة الدولية ضد الارهاب وتداعياتها على الوضع العام في تركيا، قبل قيام رئيس الوزراء اجاويد بزيارته الرسمية الى واشنطن في 14 يناير (كانون الثاني) «لا سيما ان موضوع العراق سيكون على رأس أجندة مباحثات اجاويد مع الرئيس بوش».