رئيس مجمع علماء الصومال لـ «الشرق الأوسط»: الأفكار الوافدة سبب انتشار التطرف

شدد على ضرورة تواصل علماء الدين وتبني مناهج حديثة لمواجهة «بنادق الإرهاب»

الشيخ يوسف عينتي رئيس مجمع علماء المسلمين في الصومال («الشرق الأوسط»)
TT

دعا الشيخ يوسف علي عينتي، رئيس مجمع علماء المسلمين في الصومال، علماء الأمة الإسلامية في مختلف الدول للتواصل وعقد اللقاءات الموسعة، لتفادي «بنادق الإرهاب والتطرف»، التي توجه إلى الإسلام المعتدل والمسلمين، لافتا إلى أن الأفكار الوافدة للشعوب الإسلامية، التي أدخلها أعداء الإسلام بقصد تشويه صورة الدين الصحيح، سبب انتشار التطرف والعنف في الدول الإسلامية والعربية.

وأضاف الشيخ عينتي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش الزيارة التي قام بها أخيرا للقاهرة، أن «انتشار التطرف والإرهاب في العالم الإسلامي، سببه الجهل الذي عم معظم الشباب والذي لا يعرف عن الإسلام كثيرا، بالإضافة إلى نشر الفتن في المجتمعات التي زادت من العنف الموجه ضد الأبرياء»، لافتا إلى أن «ما تقوم به الجماعات الإرهابية في مختلف الدول واعتناقها الفكر المتطرف، ليس من الإسلام في شيء، لأنه دين سلام وسماحة، لا غلو فيه ولا شطط»، موضحا أن «ما تقول به هذه الجماعات المتطرفة، هو غريب على الإسلام وعلى قيم وعقيدة المسلمين»، مضيفا أن «دور العلماء هام جدا الآن، في تجديد الدين في قلوب الناس كافة، ونشر وسطية الدين بأيسر الطرق وبتشويق يجذب الخلق بالفهم الصحيح»، مؤكدا أن «العرض الواقعي يكون فيه راحة للنفس تتوق لسمعه مرات ومرات».

ولفت رئيس مجمع علماء المسلمين في الصومال، إلى أنه على «المؤسسات الدينية في العالم، نشر الفكر الوسطي السمح والمعتدل، الذي هو جوهر الإسلام، والرد على الجانح من المنتمين للجماعات المتطرفة ودعوة الشارد، وكذا تعليم النشء منذ الصغر تقبل الآخر والتعايش معه في ود ووئام من خلال المناهج، فضلا عن اختيار علماء مجددين متخصصين ليصوغوا العقليات الجديدة بأفكار غير نمطية من خلال عرض المدارس الفكرية والمذاهب المختلفة، بما يتناسب مع أعمار الشباب أو الأطفال وفتح لقاءات حوارية ومناقشات فكرية».

وعن رأيه في المؤتمرات التي تعقد في الدول الإسلامية والعربية لمحاربة الإرهاب والتطرف.. هل تؤتي ثمارها؟ دعا الشيخ عينتي، علماء الأمة للتواصل وعقد اللقاءات الدورية لتفادي «بنادق الإرهاب والتطرف» الموجهة إلى الإسلام المعتدل، لافتا إلى أن «العلماء يحتاجون أن يكونوا على صلة بعضهم ببعض، لتشخيص الأوضاع، وأن يضعوا العلاج الناجع، لرفع الحرج عن الأمة الإسلامية، وتفادي كل السهام الموجهة إلى الإسلام المعتدل وإلي المسلمين»، مضيفا: «علينا أن نحمي الإسلام، وإبعاد أبنائنا عن الانخراط والانجرار وراء هذه الأفكار المتطرفة والهدامة، بإدخال علماء النفس والاجتماع إلى الأماكن التي يوجد فيها الشباب، ومعرفة كيف يفكرون.. وطرق انجذابهم إلى هذه الأفكار المتطرفة، التي تقدمها الجماعات الإرهابية لهم».

وحول وجود قوي خارجية تدعم الإرهاب في الدول الإسلامية، قال الشيخ عينتي: «لا شك في ذلك، لأنه من دون دعم هذه القوى الخارجية ماديا ومعنويا للجماعات المتطرفة، لن تجد هذه الجماعات ما تقوم من خلاله لبث سموم أفكارها»، لافتا إلى أن «بعض الدول تفتح قنواتها الفضائية لبعض الأشخاص المتشددين وتفرد لهم المساحات والأوقات، لنشر أفكارهم المتشددة، وأنه لولا هذا ما وجدنا هذا الانتشار السريع للأفكار المتطرفة.. وهذا يدلل على أنهم منظمون، لتهديد أركان الدول العربية والإسلامية وزرع الكراهية بين أفرادها»، موضحا أن «هناك من يقدم المال والسلاح ومن يأوي هذه الجماعات المتطرفة ويقوم على تدريبهم وتسليحهم، خدمة لأغراضهم وأهدافهم».

وعن رؤيته لوضع حلول لمحاربة الإرهاب والتطرف في العالم الإسلامي، قال رئيس مجمع علماء المسلمين في الصومال، إن «الوحدة والتكامل والتعاون، أصبحت الآن واجبا شرعيا، وعلى الدول أن تجتمع على بوتقة واحدة لمصالحها الاقتصادية والسياسية والأمنية وتحقيق المنافع المشتركة وتبادل الخبرات.. فعندنا المال وعقول العلماء الذين أفادوا العالم والخبرات والأراضي الشاسعة والثروات الطبيعية، فبدلا من أن يستفيد الغرب بأموالنا وثرواتنا، علينا أن نفيق لأنفسنا ونقضي على خلافاتنا التي شجعت الغرب على مزيد من تمزقنا وتفتيتنا»، مضيفا: أن «عودة الوحدة للدول المسلمة تعني القوة والرأي السديد واحترامنا بعضنا لبعض.. وهذا سوف يجعل الآخر يحترمنا»، لافتا إلى أن «دور الإعلام العربي والإسلامي مهم لزرع هذه الوحدة، بالإقناع والتأثير والإسهام في تفعيل جسور الحوار والتعاون، وديننا يقول: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، فتبعية بعض الدول للغرب سبب ضعفنا.. ونهضتنا كانت بسبب تمسكنا بشريعتنا الإسلامية».

وقال رئيس مجمع علماء الإسلام بالصومال، إن «أساليب الدول الراعية للإرهاب متنوعة ومختلفة على حسب طبيعة الدولة وأهميتها، فالصومال عانى طيلة 25 عاما من الإرهاب راح ضحيته أكثر من 120 ألف شخص، وشردت الأسر والعائلات بما يزيد على مليوني نسمة، وخلفت اليتامى والأرامل الثكالى من جراء القتل والتهجير والتشريد وسفك الدماء، ولكن منذ فترة الأمور تسير إلى الأفضل في الصومال».