بعد الحوثي.. صالح يدعو هادي إلى الابتعاد عن «مستشاري السوء»

أكد له أنه ناصح أمين.. وحزبه طالبه بتنفيذ مطالب الحوثي

TT

بعد خطاب زعيم الحوثيين الذي ألقاه أول من أمس, دعا الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي إلى إجراء انتخابات رئاسة وبرلمانية مبكرة وإلغاء القرارات التي وصفها بـ«الانفعالية» والتصالح مع حزبه، المؤتمر الشعبي العام الذي بدوره دعا هادي إلى العمل على تنفيذ المطالب الأربعة التي طرحها عبد الملك الحوثي، في خطابه الأخير، وقال صالح في رسالة إلى هادي، اعتبرها من «باب النصح والمشورة والاصطفاف الوطني والمصالحة»، إن الاصطفاف الوطني «إلا بعد المصالحة مع المؤتمر الشعبي العام وبقية القوى السياسية»، وطالبه بـ«تجنب التمييز في التعامل مع القوى السياسية عن طريق تشجيع بعضها لضرب البعض الآخر» و«العودة إلى جادة الصواب وإلغاء القرارات الانفعالية مثل قرارات مجلس الأمن والولايات المتحدة الأميركية وقراراتك الشخصية من تجميد ومصادرة لممتلكات المؤتمر في البنك المركزي وبقية البنوك وأراضي المؤتمر التي شكلت لها لجنة من عقارات وأراضي الدولة والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ولجنة مكافحة الفساد». وأضاف صالح، وهو رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام حاليا في رسالته لهادي، أنه «يجب ترشيد استخدام الأموال العامة بما يؤدي إلى تجنب حدوث انقسامات سواء داخل الأحزاب أو بين الأحزاب مع بعضها البعض وإيقاف الحملات الإعلامية»، و«الشروع في انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، وهذا ما سيخرج البلد من أزماتها وعدم جر البلد من أزمة إلى أزمة وإلغاء التحالفات المشبوهة بل عليك أن تتحالف مع حزبك الذي تبناك وأوصلك إلى هرم السلطة»، وطالب صالح بسحب قرار استدعاء نجله السفير أحمد علي عبد الله صالح (من الإمارات) وكذلك «الاتهامات الموجهة له لأنها غير صحيحة وأنت تعلم ذلك والذي كان الغرض منها هو فقط التشويه والإساءة لعدم ارتباطها بالحقيقة التي تظهرها وثائق تسليم معسكرات الحرس الجمهوري ووثائق الدور والتسليم الذي تم في حينه».

وأضافت الرسالة: «نؤكد لك أن الرئيس على عبد الله صالح ونجله أحمد ليس لهما أي مصلحة في الخصومة معك وعليك الخروج من دائرة الاتهام وعدم اتخاذ صالح ونجله خصوما لك إلى الأبد»، و«عليك استعادة هيبة الدولة من خلال تقوية المؤسسات وبالذات مؤسستي القوات المسلحة والأمن لأنها صمام أمان الدولة وإلغاء قرارات الإقصاء من الوظائف وتسريح الألوية»، وأيضا «عليك الابتعاد عن مستشاري السوء والذين لا يريدون مصلحتك ولا مصلحة البلد، بل مصلحة أنفسهم واختيار من يحرصون على مصلحة البلد والحفاظ على النظام الجمهوري ومكتسبات الثورة والوحدة»، كما طالب الرئيس السابق الرئيس الحالي بـ«وضع آلية محددة ودقيقة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني المتوافق عليها لتتمكن البلد من الخروج من دائرة الفراغ والتيه، والتركيز على العدالة في شغل الوظائف العليا والوسطية وفق قواعد استحقاق عادلة»، قال له: «فكر في بناء الدولة ابتداء من الجانب الأمني للمواطن، ثم الجانب المعيشي للمواطن.. هذه يجب أن تكون من الأولويات لديك»، وأخيرا قال صالح: «أؤكد لك أني ما زلت أحمل لك نفس الود الذي تعرفه منذ عام 1986م، ولم أرد لك السوء بل أردت لك فقط الخير.. ووقفت معك في كل الظروف ولم تلمس مني إلا كل الخير والاحترام.. في الماضي والحاضر والمستقبل.. علي عبد الله صالح، رئيس الجمهورية السابق، رئيس المؤتمر الشعبي العام».

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يرسل فيها صالح رسالة علنية إلى هادي منذ تنحى الأول عن السلطة في ضوء المبادرة الخليجية أواخر عام 2011، وفي السياق ذاته، قال حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه، في بيان لمصدر مسؤول، إنهم ما زالوا «يتمسكون بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني المتوافق عليها واتفاق السلم والشراكة»، ودعوا الرئيس هادي إلى «أهمية العمل على سرعة تنفيذ النقاط الأربع التي وردت في كلمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي مساء الأمس باعتبارها نقاطا تم التوافق عليها في اتفاق السلم والشراكة ووقعت عليها جميع الأطراف حرصا على إخراج اليمن من الاحتقان السياسي ولتجنب العنف وإراقة الدماء».

وكان عبد الملك الحوثي، في خطاب له مساء أول من أمس، حدد 4 نقاط أو مطالب لتنفيذها من قبل الرئيس هادي بعد أن كال له الاتهامات بالتآمر على اليمن وبالفساد وحماية الفاسدين وساق له قائمة من التهديد أثناء ما كانت ميليشياته تحاصر منزل الرئيس، وتلك النقاط هي: «سرعة تصحيح وضع الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، سرعة تهذيب مسودة الدستور وحذف المخالفات، سرعة التنفيذ للشراكة، لا مناص من الشراكة، سواء انزعج الداخل أو الخارج، الدخول الفوري لمعالجة الوضع الأمني والمخاطر التي تهدد البلاد وسرعة معالجة الوضع في مأرب والأخذ في الاعتبار المكونات المحرومة ومنها الجنوبية والثورية، لأنها تسقط المؤامرة»، على حد تعبيره.