بورمي يحتال على «الافغان العرب» في البوسنة بإيهامهم أن بإمكانه تسفيرهم إلى كندا

TT

تستعد وزارة الداخلية البوسنية لترحيل بورمي يدعى ابراهيم عزيز، بعد ثبوت تهمة التزوير والاحتيال بحقه. وكان ابراهيم قد قدم من كندا لزيارة صهره العامل باحدى المؤسسات الاغاثية بالبوسنة، وتوطدت علاقاته مع عدد كبير من «الافغان» العرب في البوسنة خصوصاً انه كان يقيم حلقة لتعليم تلاوة القرآن بسراييفو في رمضان الماضي، الأمر الذي أكسبه ثقة الكثير منهم، وجعلهم يقدمون له مبلغاً كبيراً من المال (تقدره بعض الأوساط بـ150 ألف دولار) لنقلهم من البوسنة الى كندا حيث أوهمهم ان بامكانه فعل ذلك وانه يملك وكالة خاصة بتوفير العمال للمصانع والشركات الكندية، وان جميع من يذهب الى كندا عن طريقه لا يجد صعوبة في ايجاد السكن له ولأسرته. وقال لهم ايضاً ان وكالته ستتكفل بجميع الضروريات الى ان يصبح لدى المستقدمين الى كندا المال الكافي.

وقد أغرى هذا العرض الكثير من العرب الراغبين في حياة أفضل، وفي الخروج من البوسنة التي أصبحت مقاماً غير مرغوب فيه او بتعبير احدهم «لا مقام لنا فيها». وباع معظمهم ما لديهم بما في ذلك السيارات الخاصة، وأجهزة التلفزيون وبعضهم حصل على تبرعات لهذا الغرض من اجل السفر الى كندا.

لكن هؤلاء العرب شعروا بتبخر أحلامهم بعد مرور أسابيع على عودة البورمي الى كندا، حيث لم يتصل بهم كما زعم، فتوجهوا الى صهره الذي تنصل من أي مسؤولية حيث لم يشهد الصفقة بين الطرفين. وقال انه ليس مسؤولاً عن تصرفات صهره، إلا انه زودهم برقم هاتفه في كندا حيث اتصل به ضحاياه، مذكرين إياه بوعوده وبالمبالغ التي سلموه إياها.

ولم ينكر ابراهيم عليهم ذلك الا انه طلب منهم الصبر الى حين الانتهاء من الاجراءات الضرورية. لكن الشكوك بدأت تساور ضحايا البورمي الى ان أيقنوا انهم وقعوا فريسة لاحتياله. وعندما عاد في الآونة الأخيرة الى سراييفو لأخذ زوجته البوسنية (انفصلت عنه مؤخراً) علم ضحاياه من العرب بوجوده فأبلغوا الشرطة البوسنية التي اعتقلته فوراً. وأثبتت التحقيقات ان المدعو ابراهيم عزيز مزور ومحتال. كما أكدت السفارة الكندية في سراييفو ان وثائق الوكالة المزعومة لجلب العمال مزورة.

ويطالب الضحايا من عرب البوسنة بأموالهم التي سلموها للبورمي، إلا انه لا يملك المبالغ المطلوبة منه. وتستعد الجهات المسؤولة في البوسنة لترحيل البورمي المحتال، دون ان يحصل العرب الضحايا منه على أموالهم.