بدء نقل أسرى «القاعدة» وطالبان «مخدرين» إلى سجن غوانتانامو بكوبا

تقييد المعتقلين داخل الطائرات ومنعهم من مغادرة مقاعدهم لأي سبب وحراسهم سيتسلحون ببنادق صاعقة

TT

بدأت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) أمس إجراءات نقل أسرى حركة طالبان ومنظمة «القاعدة» من افغانستان إلى سجن تابع لسلاح البحرية الاميركية في خليج غوانتانامو بكوبا، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة.

ونقل عن مصادر في البنتاغون اول من امس قولها ان المسجونين سيقيدون بالسلاسل وهم في مقاعدهم وسيكون لكل سجين حارسان من قوات تلقت تدريبا خاصا. واضافت المصادر ان المسجونين سينقلون الى كوبا على متن طائرات شحن تابعة لسلاح الجو الاميركي، اذ من المتوقع ان يتراوح عدد السجناء في كل طائرة بين 20 و30 شخصا. وسيكون الحراس مسلحين ببنادق صاعقة بدلا عن الاسلحة العادية التي ربما يتسبب استخدامها في فقدان الضغط داخل قمرة القيادة. واشارت نفس المصادر الى احتمال تخدير السجناء قبل عملية نقلهم.

واوضح مصدر عسكري ان ترحيل غالبية السجناء الذين يقدر عددهم بـ 368 سيستغرق فترة اسابيع، بيد ان المصدر المذكور لم يوضح ما اذا كان سيجري نقل كل السجناء أم بعضهم.

ومن المحتمل ان يجري نقل السجناء اولا الى دولة ثالثة، ومنها الى كوبا على متن طائرات من طراز «سي ـ 141» الاصغر حجما، اذ من المتوقع ان يصل طول زمن الرحلة الى عشرين ساعة.

وعلق مصدر عسكري بارز على صلة بعملية التخطيط لنقل أسرى طالبان و«القاعدة» قائلا ان المهمة المذكورة ستكون اكبر عملية نقل سجناء خطرين في زمن الحرب. واضاف المسؤول ان السجناء سيكونون مقيدين مع بعضهم بعضا وستغطى رؤوسهم ولن يسمح لهم بمغادرة مقاعدهم مهما كان السبب، كما سيجري تزويدهم بأوعية للتبول وقضاء الحاجة. ومن المقرر ان يطعم الحرس هؤلاء السجناء بساندويتشات زبدة الفول السوداني.

واوضح المسؤولون الاميركيون، من جانبهم، انه لم تتضح بعد الترتيبات الخاصة باختبار المجموعة الاولى من المسجونين، علما بأن القوات الاميركية تحتفظ بـ 306 اسرى من طالبان و«القاعدة» في قاعدة عسكرية بقندهار الى جانب 38 آخرين في منشأة بقاعدة باغرام شمالي كابل و16 في مدينة مزار الشريف شمالي افغانستان و8 على ظهر السفينة الحربية «يو اس اس باتان» ببحر العرب.

وتعتبر الولايات المتحدة الكثير من مقاتلي «القاعدة» ومسؤولي طالبان اشخاصا غاية في الخطورة. الجدير بالذكر ان سلاح الجو الاميركي درب فرقاً تابعة لقوات الامن تعرف بـ «رافينز» (الغربان) على العمليات التي تجرى على متن الطائرات. كما صرح مسؤولون بأنه من المحتمل ان ترافق طائرات الشحن التي سينقل على متنها اسرى «القاعدة» وطالبان طائرات مقاتلة خلال جزء من الرحلة على اقل تقدير.

وتعتزم ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش اجراء محاكمات عسكرية للاسرى الذين القي القبض عليهم في افغانستان، بيد ان التفاصيل الخاصة بذلك لا تزال قيد الدراسة، كما من المقرر ان تجرى المحاكمات خارج اراضي الولايات المتحدة، اذ اجرى البنتاغون توسيعا لقاعدته في غوانتانامو لاستيعاب مئات الاسرى لهذا الغرض في ما يبدو.

ومن ضمن السجناء «ابن الشيخ الليبي» و«عبد الهادي العراقي»، اللذان كانا يديران معسكرات تدريب تابعة لـ«القاعدة» في أفغانستان، كما لا يزال قيد الحبس الملا عبد السلام ضعيف، سفير طالبان السابق لدى باكستان.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»