مسؤولون أميركيون يبررون إرسال قواتهم إلى الفلبين بوجود 3 أدلة تكشف علاقة «أبو سياف» بـ«القاعدة»

TT

اوضح مسؤولون اميركيون ان الغرض من ارسال المئات من القوات العسكرية الاميركية الى الفلبين هو مساعدة الحكومة الفلبينية في محاربة مجموعة «ابو سياف» المتشددة التي يعتقد ان علاقات قوية تربطها بتنظيم «القاعدة».

الا ان خبراء في ظاهرة الارهاب يعتقدون انه لا يوجد دليل قوي وواضح يسند هذه الادعاءات. ويقولون ان ادارة الرئيس جورج بوش تحاول تقديم حجة لتبرير توسيع دائرة حربها ضد الارهاب، بغرض اظهار عزمها على مساعدة حكومات الدول الصديقة في محاربة مجموعات لا تهدد مصالح الولايات المتحدة سوى على نحو هامشي فقط. وجدير بالذكر ان قرار الادارة الاميركية بزيادة المساعدات المقدمة لحكومة الرئيسة الفلبينية غلوريا ارويو، اثار قلقا في كل من واشنطن ومانيلا. وقال مسؤولون في وزارة الخارجية الاميركية في اطار غير رسمي ان واشنطن تدخلت اكثر مما يجب في شأن يعتبر نزاعا محليا، كما ان الرئيسة الفلبينة نفسها علقت على الموضوع قائلة «ان جماعة «ابو سياف» عصابة اجرامية ليس لها أي ايدولوجية». وتعرضت الرئيسة ارويو الى انتقادات حادة في الفلبين اول من امس بسبب قبولها بالوجود العسكري الاميركي رغم ان الدستور الفلبيني يحظر وجود قوات مقاتلة اجنبية على اراضي البلاد.

ويعتقد خبراء آخرون في ظاهرة الارهاب انه من المهم تعقب مجموعة «ابو سياف» على الرغم من انها لا تملك القدرة على القيام بعمليات مثل تلك التي ينفذها الارهابيون الدوليون، الذين تعهد الرئيس بوش بالقضاء عليهم. وتقول جولي سيرز، وهي خبيرة في ظاهرة الارهاب عملت سابقا في وكالة الاستخبارات الدفاعية، ان مجموعة «ابو سياف» تعمل على المستوى المحلي، لكنها تعتبر جزءاً من شبكة ارهابية اكبر حجما، مما يجعلها هدفا مشروعا لجهود مكافحة الارهاب.

ويرى خبراء شؤون الارهاب، بمن في ذلك المؤيدون لقرار بوش باستهداف الفلبين، ان صلة مجموعة «ابو سياف» بتنظيم «القاعدة» الذي يتزعمه اسامة بن لادن، امر مشكوك فيه. ويقول ديريك ميتشل، خبير الشؤون الآسيوية بوزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) خلال ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون والخبير حاليا بمركز الدراسات العالمية والاستراتيجية، انه ليس متأكدا من وجود علاقات عميقة بين جماعة «ابو سياف» وتنظيم «القاعدة».

ولا تزال هذه الجماعة الفلبينية، التي اعتمدت عمليات الخطف واحتجاز الرهائن تكتيكا ارهابيا، تحتجز زوجين اميركيين كرهائن. واعترف وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد بأن خطف الجماعة للزوجين الاميركيين كان له دور في قرار ادارة بوش بارسال قوات اميركية الى هناك. وتحتجز المجموعة مارتن وغراسيا بورنام وهما مبشران من ويشيتا بولاية كانساس الى جانب ممرضة فلبينية، علما بأن المجموعة قطعت العام الماضي رأس غيليرمو سوبيرو، وهو اميركي من سكان كونونا بولاية كاليفورنيا.

وأوضح مسؤولون في «البنتاغون» ان قوات اميركية قوامها 650 جنديا وضابطا توجهت الى الفلبين لتدريب جنود فلبينيين لمواجهة مقاتلي مجموعة «ابو سياف» في جزر باسيلان وجولو ومانديناو في جنوب الفلبين. وقال مسؤولون ان القوة الاميركية المعنية بهذه المهمة ستعمل مع قوة مكونة من 1200 عسكري فلبيني في تدريبات من المتوقع ان تمتد حوالي ستة شهور.

ومن جانبهم قال مسؤولون في ادارة بوش ان القوات الاميركية ستكون مسلحة، لكنها طبقا للتعليمات، لن تطلق النار الا في حال الدفاع عن النفس فقط.

ويقول مسؤولون اميركيون ان مسألة العلاقة بين مجموعة «ابو سياف» وشبكة «القاعدة» تستند الى ثلاثة ادلة، اولها ان عبد الرزاق جانجلاني، مؤسس الجماعة الفلبينية التقى صهر بن لادن محمد جمال خليفة خلال الفترة التي صاحبت بدايات المجموعة في مطلع التسعينات. ويقول المسؤولون كذلك ان ثمة دليلا ثانيا وهو ان رمزي يوسف، الذي ادين بتفجير مركز التجارة العالمي عام 1993 وهو معروف بصلته بابن لادن، اسس خلية في الفلبين ودرب اعضاء في جماعة «ابو سياف» خلال مطلع التسعينات. اما ثالث الادلة التي اعتمد عليها المسؤولون الاميركيون، فيتلخص في ان بعض الاعضاء المؤسسين للمجموعة تلقوا تدريبات في افغانستان مع متشددين آخرين بمن فيهم قادة لتنظيم «القاعدة».

وترى خبيرة شؤون الارهاب دانا ديلون انه لا توجد ادلة كافية على علاقة جماعة «ابو سياف» بتنظيم «القاعدة»، رغم ان المجموعة الفلبينية لم تنف صلتها بتنظيم بن لادن.

وتوقعت الرئيسة الفلبينية ان تخف حدة الانتقادات المتزايدة التي تتعرض لها بسبب المهمة الاميركية، وعلقت قائلة انه «اذا جرى القضاء على مجموعة «ابو سياف»، فإن الحكومة ستحقق بذلك انتصارا بارزا». واوضح مستشار شؤون الامن القومي الفلبيني روليو غوليز ان الجهات المعنية ستسمح بدخول اقل من 200 جندي الى مناطق القتال. واضاف ان غالبية القوات الاميركية ستعمل في مجال تدريب القوات الفلبينية على قيادة المروحيات ليلا وعلى العمليات النفسية والعمل الاستخباراتي.

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»