كابل ـ الوكالات: اكد وزير الخارجية الاميركي كولن باول لرئيس الحكومة الانتقالية الافغانية حميد كرزاي في كابل امس التزام الولايات المتحدة على المدى الطويل بمساعدة افغانستان. واعلن ايضا في ختام زيارته التي استمرت بضع ساعات، وهي الاولى التي يقوم بها وزير خارجية اميركي منذ زيارة هنري كيسنجر قبل 25 عاما، ان الرئيس جورج بوش وافق على رفع مستوى البعثة الاميركية في كابل الى سفارة.
وقال باول في مؤتمر صحافي مشترك مع كرزاي «عدنا الى العمل.. عدنا لنبقى.. نحن ملتزمون بمستقبل هذا البلد». واضاف ان الوجود العسكري الاميركي في افغانستان ما زال موجها الى اجتثاث ما تبقى من تنظيم «القاعدة» الذي يتزعمه اسامة بن لادن وحركة طالبان التي كانت تحكم البلاد، قائلا «لا نريد ترك اي تلوث متبقيا». وأكد «سنكون معكم في الازمة الحالية وفي المستقبل». وتابع: «نحن ملتزمون بعمل كل شيء في استطاعتنا لمساعدتكم اثناء هذا الانتقال الى افغانستان جديدة.. افغانستان يستطيع الناس ان يعيشوا بها في سلام وأمن». وقال باول ان أمن افغانستان سيتحقق في نهاية الامر من خلال «انشاء جيش وطني افغاني جديد ملتزم بافغانستان»، وان الهدف يجب ان يكون «تدريب الافغان على العناية بانفسهم وليس الاعتماد على القوى الاجنبية». من جهته، قال كرزاي ان افغانستان تتطلع الى شراكة طويلة الاجل مع الولايات المتحدة في حربها ضد الارهاب. واضاف «من اجل جعل هذه المنطقة آمنة ومن اجل جعل افغانستان تقف على قدميها ومواصلة الحرب ضد الارهاب نطلب شراكة تستمر سنوات اطول». وفي محاولة لتهدئة المخاوف من تبديد اموال المساعدات المخصصة لاعادة بناء البلاد التي مزقتها الحرب، تعهد كرزاي بأن تتبع حكومته نهجا بالغ الصرامة في مواجهة الفساد. واكد انه سيدعم الديمقراطية، لكنه قال ان حكومته التي ستدير البلاد ستة اشهر لن تتسامح مع الفساد. واضاف «مجال واحد سنبدي فيه صرامة بالغة قد تصل الى حد القمع.. وذلك ضد الفساد. سنكون صارمين جدا جدا. لا يمكن ان نسمح بذلك.. نعرف اننا اذا سمحنا بذلك فلن تسير الامور على نحو طيب في البلاد». وأكد كرزاي ان حكومته يمكن ان تستوعب المساعدة الاجنبية وان تنفقها بحكمة بينما تناضل لبسط الامن وإحكام قبضتها على البلاد. وقال «نحاول مساعدة المؤسسات التي ستكون قادرة على استيعاب الاموال ثم انفاقها في افغانستان». واضاف «تأكدوا ان اسلوب زعماء الحرب انتهى، سوف نتأكد انه انتهى، وايضا سوف تكون لدينا مساعدة الولايات المتحدة». واعلن كرزاي ان افغانستان ستوقف طبع عملة الافغاني التي طبعتها العديد من الحكومات في الاعوام الاخيرة وستسمح للبنوك الاجنبية بالعمل في البلاد. الى ذلك، اكد باول ان المساعدة المالية للحكومة الانتقالية سيطرت على محادثاته مع كرزاي، وقال ان الولايات المتحدة ستقدم مساهمة مالية كبيرة «حسب التقليد الاميركي». يذكر ان الولايات المتحدة افتتحت مكتب اتصال في كابل الشهر الماضي لتستأنف وجودها الدبلوماسي بالمدينة لأول مرة منذ اخلاء سفارتها بها على عجل عام 1989 قبيل انسحاب القوات السوفياتية التي كانت تدعم الحكومة الشيوعية. وغادر باول السفارة الاميركية على متن طائرة هليكوبتر متوجها الى قاعدة باغرام العسكرية على بعد حوالي 50 كيلومترا شمال كابل في طريقه الى الهند. وبسبب المخاوف الامنية في المدينة التي عاشت الحرب على مدى 23 عاما حلقت طائرات هليكوبتر عسكرية اميركية مزودة برشاشات على ارتفاع منخفض فوق كابل لتمسح المناطق التي سيمر بها موكب باول. وتشمل جولة باول الآسيوية النيبال واليابان ايضا.