الاستخبارات الأميركية: اللبناني مغنية اجتمع مع بن لادن.. وبالتنسيق مع إيران

TT

قالت وثائق خاصة بوكالة الاستخبارات المركزية ان واحدا من اهم المطلوبين في العالم، والمتهم باختطاف طائرة تابعة لشركة «تي دبليو ايه» عام 1985، له علاقة بشحنة اسلحة من ايران الى الفلسطينيين، يعمل منذ سنوات بحماية ودعم الاستخبارات الايرانية.

وذكر المسؤولون ان عماد مغنية، وهو مواطن لبناني وأحد قادة «حزب الله» اجرى اتصالات ومشاورات مع المسؤولين في اثنين من اجهزة الاستخبارات الايرانية وهما وزارة الاستخبارات والامن والمؤسسة الاكثر راديكالية، الحرس الثوري.

ويكشف تقرير سري حصلت عليه صحيفة «نيويورك تايمز» من مسؤولين في الاستخبارات الاميركية عن العلاقات الايرانية مع «حزب الله»، الذي اضافته الولايات المتحدة اخيرا الى قائمة الارهابيين، الامر الذي يعني امكانية مصادرة ودائع الممولين. ويشعر المسؤولون الاستخباراتيون في واشنطن باحباط متزايد من ان السياسة الاميركية، في تركيزها الشديد على اسامة بن لادن، «لم تبد اهتماما كافيا برجال آخرين خطرين مثل مغنية، الذي تصل المكافأة التي تعرضها الولايات المتحدة مقابل القبض عليه الى 25 مليون دولار اميركي، وهي نفس المكافأة المعروضة مقابل القبض على اسامة بن لادن.

وذكر المسؤولون في الاستخبارات الاميركية انهم يتلقون في بعض الاحيان معلومات ذات مصدقية عن وجود مغنية في بيروت.

ومن بين التأكيدات التي قدمها المسؤولون الاميركيون عن اعمال عنف نفذها مغنية ضد الولايات المتحدة:

ـ ان مغنية كان وراء نسف السفارة الاميركية وثكنات مشاة البحرية في بيروت عام 1983. فقد انفجرت سيارة ملغومة امام السفارة الاميركية في ابريل (نيسان) 1983 مما ادى الى مقتل 63 شخصا بينهم 17 اميركيا، بينما انفجرت شاحنة ملغومة في اكتوبر (تشرين الاول) في ثكنة لمشاة البحرية الاميركية وقتل 241 من افراد القوات الاميركية في بيروت. ولم يتم القبض على المتهمين في القضيتين حتى الان.

ـ انه كان ايضا وراء تعذيب وقتل وليم باكلي مدير مكتب وكالة الاستخبارات المركزية في بيروت في عام 1984 وخطف وقتل الليفتاننت كولونيل وليام ريتشارد هيجنز من مشاة البحرية الذي كان عضوا في بعثة لحفظ السلام في لبنان عام 1988، واحتجاز رهائن غربيين في بيروت في الثمانينات عن طريق منظمة الجهاد الاسلامي.

ـ وقد تكون الجماعة التي ينتمي اليها مغنية لعبت دورا في قصف ابراج الخبر العسكرية في السعودية عام 1996 مما ادى الى مقتل 17اميركيا. وقد اتهمت الولايات المتحدة جماعة معروفة باسم «حزب الله» السعودي، بدعم من مسؤولين ايرانيين بأنها كانت وراء الشاحنة المفخخة. الا ان تقريرا استخباراتيا اميركيا ذكر ان طلال حمية، وهو من كبار مساعدي مغنية، كان على علاقة بالمجموعة التي نفذت تفجير الخبر.

ـ في شهر مايو (أيار) عام 1996 ذكر احد مساعدي مغنية لزميل له ان منظمة الجهاد الاسلامي، وهي منظمة متفرعة من «حزب الله» يقال ان مغنية يسيطر عليها، تستعد لتنفيذ عمليات قبل انتخابات تلك السنة في اسرائيل، ولكن اوامر صدرت لها من طهران بتعليق تلك العمليات. تجدر الاشارة الى ان عماد مغنية مطلوب بتهمة اختطاف طائرة في عام 1985 تابعة لشركة تي دبليو ايه في عملية قتل خلالها مواطن اميركي واحتجز 39 آخرون رهائن لمدة 17 يوما. وهي العملية الوحيدة التي وجه له اتهام بسببها في الولايات المتحدة.

وذكر تقرير الاستخبارات ان هذه العملية، مثل العديد من العمليات الاخرى، تمت بدعم مباشر من ايران. وأحد الادلة على ذلك هي ان فريدون مهدي نزهاد، وهو من ضباط الحرس الثوري، كان مع مغنية في مطار بيروت، حيث كانت الطائرة الاميركية محتجزة خلال العملية.

وقد اعرب المسؤولون العسكريون والاستخباراتيون الاميركيون عن قلقهم الاسبوع الماضي من ان تحاول ايران التدخل في الشؤون الافغانية لمنع الحكومة الجديدة الموالية للغرب من السيطرة على البلاد. وكانت ايران قد اصرت على انها تعارض نشاط القاعدة وطالبان وانها لن تقدم مأوى للهاربين من ملاحقة القوات الاميركية.

غير انه ظهرت بعض الادلة على وجود اتصالات بين مغنية وايران وبن لادن خلال التسعينات. فقد عقد مغنية لقاء واحداً على الاقل مع بن لادن. ومن الواضح انه كان يهدف الى مناقشة اقامة علاقات تعاون معه، طبقا لبيانات قدمت الى محاكم فيدرالية اميركية من قبل مساعد سابق مقرب من بن لادن.

وذكرت التقارير الاستخباراتية ان منظمة الجهاد الاسلامي التي يتزعمها مغنية نفذت عمليات خاصة بها، ولكنها كانت تتم دائما بعد استشارات مع ايران. فعلى سبيل المثال وافقت ايران مسبقا على اختطاف منظمة الجهاد الاسلامي طائرة تابعة للخطوط الجوية الكويتية في ابريل 1988، بالرغم من ان العملية كانت من تنفيذ جماعة مغنية.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»