أمين عام رابطة العالم الإسلامي: على علماء الإسلام إدانة خروج فئة عن النظام العام وقيامها بأعمال تنافي روح الإسلام

TT

مكة المكرمة ـ واس: أكد الامين العام لرابطة العالم الاسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي انه يجب على علماء الاسلام والعقلاء من المسلمين عند خروج فئة منهم عن السياسات العامة والنظام العام أو عند قيام افراد بأعمال تنافي روح الاسلام ان يدينوا هذه الاعمال ويوضحوا حقيقتها لعامة الناس ومدى أضرارها بالامة والبلد وان يحاصروا هذا الفئة بزيادة توعية الناس بأحكام دينهم المتسامح وكذلك بمعاقبة من ارتكب هذه الاعمال التي ليس لها مبرر أو سند شرعي، مشيرا الى انه يجب على الحكام والعلماء أن يتعاونوا في معالجة المحن ومحو آثارها وفق أحكام الاسلام وتأصيل منهاج الوسطية ومعالجة جميع أشكال الغلو المذموم في الاسلام والتقيد بوسطية هذا الدين في القول والعمل.

وقال التركي في تصريح لوكالة الانباء السعودية ان اعتداء غير المسلمين هو عدوان شرع الله رده بالدفاع المشروع عن النفس، والعدوان الذي يوقعه اليهود على المسلمين في فلسطين هو من هذا القبيل، مبرزا أنه «اذا كان هذا الاعتداء على المسلمين فرديا من قبل غير المسلمين وممن ليس بيننا وبينهم حرب أو عداوة فيجب معاقبتهم وفق شرع الله ولا يجب تحميل من هم على دينهم وزر جرمهم وحتى لا نسقط في الفخ الذي سقط فيه الغرب اليوم باتهام المسلمين كافة بالارهاب». وبين الامين العام لرابطة العالم الاسلامي ان الله حرم الاعتداء على الابرياء وحدد قواعد الحرب بأطر واضحة ومنظمة فلا يحق لاحد ان ينصب نفسه قاضيا وحاكما لأن الخروج عن مقاصد الشرع محرم وهو لا يخدم الاسلام والمسلمين بل يجلب الضرر ويشوه صورة المسلمين و«أن ديننا ينهي عن الغلو وأن من يقتل انسانا ظلما وعدوانا بدون حق فهو عاص ومرتكب جرما عظيما». وأكد التركي أن جميع الاعمال التي تساعد على ارتكاب الجرائم والحاق الاذى بالآخرين وبث الرعب والهلع في النفوس دون سبب هي أعمال شريرة وكل من يقوم بمد يد المساعدة لها بأي شكل كان وهو عالم بما سوف تؤدي اليه مساعدته من جرائم فهو لا فرق بينه وبين مرتكبيها.

وشدد على أن توجه الاعمال الخيرية الى درء الارهاب والتخفيف من الاحقاد بين الناس، فمجالها ليس كما يتوهم البعض في الغرب بأنه مساعد للارهاب بل على العكس من ذلك.

وأفاد التركي أن الاعتداء على المسلمين وسواهم سواء كانوا في ديار الاسلام أو في غيرها لا يجوز في الاسلام وأوجب على ولاة أمرالمسلمين اقامة قضاء منظم يتولى القصاص والعقاب وحل المنازعات بين الناس والا تحولت الدنيا الى الفوضى فالاسلام كرم الانسان واقتضى هذا التكريم تحريم ايذاء الآدمي والاعتداء عليه بلا سبب أو حق ان الله لم ينهنا عن الاحسان لغير المسلمين وبرهم اذا لم يقاتلونا ويؤذوننا.

وكشف التركي أن الاسلام والمسلمين عاملوا أهل الذمة باحترام وحموهم ووفروا لهم حقوقا لم تكن موجودة لديهم من قبل ومكنوهم من حماية معابدهم ولم يكرهوهم على الحرب الى جانب المسلمين ومنحوهم الامان في ديار المسلمين وفرض الدية والكفارة على من قتل منهم خطأ وحرم قتل الذمي الذي يعيش في ديار المسلمين وأمر سبحانه بتحقيق العدالة في التعامل مع أهل الذمة والمستأمنين وغيرهم من غير المسلمين.

وأكد أن أهل الذمة لم يجدوا من الرعاية والحماية في العصر الحديث كما وجدوها من المسلمين، فاليهود وجدوا أكثر الحماية والرعاية في الحرب العالمية الثانية في بلد مسلم، وهو المغرب وقبل ذلك وبعد سقوط الاندلس لم يهرب اليهود الى أوروبا القريبة بل هربوا الى المغرب العربي وتركيا.

وقال التركي: «ان أقرب تعريف للارهاب في الاسلام هو الحرابة أو ما يسمى اخافة السبيل وقطع الطريق، مؤكدا أن التعريف الذي تضمنته الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب الصادر عن مجلس وزراء الداخلية والعدل العرب الذي شارك في صياغتها وفد السعودية هو تعريف جامع لصور الارهاب الاجرامي فهو جمع أشكال الفساد في الارض التي نهانا الله عنها»، مبينا أن الاسلام قرر الجزاء الرادع لجميع أنواع الفساد واعتبره محاربة لله ورسوله. وأكد الامين العام لرابطة العالم الاسلامي أن الاسلام سبق جميع القوانين الوضعية في مكافحة الارهاب والاعتداء على حياة الابرياء مسلمين أو غير مسلمين وعلى مكاسبهم المادية والمعنوية ورسخ قواعد سامية لحماية حياة الانسان وعرضه وماله ودينه وعقله من خلال حدود مفصلة وعد من يتجاوزها ظالما لقوله تعالى: «ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون». وقد عد الاسلام ترويع الناس وقتلهم فسادا في الارض وحرابة وهو ما صار يعرف اليوم بعد أربعة عشر قرنا بالارهاب.