مسؤول عسكري أميركي في قاعدة غوانتانامو: سجناء القاعدة يقضون يومهم بالصلاة والأكل ويتلقون وجبتين ساخنتين يوميا وفطورا باردا من الخبز والجبن

قال إن المعتقلين منحوا تجهيزات مماثلة لتلك التي تمنح للجنود الأميركيين ولا يشاهدون التلفزيون

TT

تحاول القوات الاميركية التي تسلمت اول من امس 30 معتقلا جديدا من مقاتلي حركة طالبان وتنظيم «القاعدة» التأكيد على انهم يلقون معاملة ملائمة وذلك في اعقاب الانتقادات التي اثارتها مجموعات دولية معنية بحقوق الانسان. فقد قال الجنرال مايك لينهيرت، وهو يمسك بفرشة للنوم امام الصحافيين، ان كل معتقل لديه فرشة ينام عليها مؤكدا انها ليست «مريحة تماما» لكنها مماثلة لتلك التي يستخدمها الجنود الاميركيون ومشاة البحرية. واضاف لينهيرت، الذي كان يتحدث للصحافيين اول من امس، انه ظل يستخدم فرشة من نفس النوع خلال فترة طويلة ابان عمله في مشاة البحرية «المارينز». وكانت الدفعة الثالثة من المعتقلين قد وصلت الى قاعدة غوانتانامو بكوبا بعد ظهر اول من امس لتصل جملة عدد المعتقلين في هذه القاعدة التابعة لسلاح البحرية الاميركي الى 80 معتقلا. وقال الجنرال لينهيرت ان عملية استجوابهم لن تجري في القاعدة لذا لن يكون هناك محامون، كما اكد كذلك انه لم توجه الى أي منهم تهمة الى ان تبت واشنطن في وضعهم. الا ان منظمة العفو الدولية ومجموعات اخرى تعنى بحقوق الانسان تعتقد انه ينبغي التعامل مع مقاتلي حركة طالبان وتنظيم «القاعدة» المعتقلين بوصفهم اسرى حرب لكي يتمتعوا بحماية محددة في اكثر من جانب، بيد ان ما عقد المسألة هو عدم اعلان الحرب.

وقال لينهيرت ان السجناء يعاملون المعتقلين على اساس البنود الواردة في ميثاق جنيف حول هذا الشأن. واضاف انهم سيحصلون على معجون اسنان وسيسمح لهم بالاستحمام كما سيحصلون كذلك على خبر وجبن وقطع شوكولاتة وزي للمساجين وزوج من الصنادل. ايضا اعطيت لكل سجين بطانية ومنشفتان تستخدم احداهما سجادة للصلاة. ووضع تحت تصرفهم عدد من المصاحف وطلب القائمون على المعسكر المزيد منها. كما اعطي كل سجين صابونا وشامبو وفرشاة اسنان قطع مقبضها حتى لا يستخدم سلاحا وسطلان احدهما للغسيل والآخر للاستخدام كمرحاض.

وقال لينهيرت ان السجناء يتلقون يوميا وجبتين ساخنتين وتتضمن وجبة الغداء حساء من لحم البقر او الخضروات ورقاقات البطاطس المحمصة بنكهة الثوم وفولاً سودانياً وفواكه وزبيباً وقطع الحلوى. اما العشاء فيتألف من فاصوليا وأرز وخبز ابيض. ويبدأ نهارهم بوجبة فطور باردة من الخبز والجبن. كما صرفت لهم ملاعق بلاستيكية لتناول الوجبات على ان تعاد الملعقة عقب الانتهاء من الاكل. وقال ان السجناء يقضون يومهم بالصلاة والاكل، مضيفا «لا يشاهدون التلفزيون.. لا توجد نشاطات كثيرة». الجدير بالذكر ان وفدا من اللجنة الدولية للصليب الاحمر من المفترض ان يكون قد زار معتقلي طالبان و«القاعدة» لمعاينة اوضاعهم امس. ومن الواضح ان وفد اللجنة الدولية للصليب الاحمر قد وجد معتقلين في العقد الثاني والثالث من عمرهم، بينهم سعوديون وما بين 3 و10 بريطانيين واسترالي ومن دول اخرى. وقد حلق شعر رؤوسهم ولحاهم لمنع انتشار القمل. كما يصرخون احيانا للحراس تأكيدا على النية على قتلهم. ويقول لينهيرت ان مركز الاعتقال يضم «مجموعة دولية من الارهابيين المشتبه فيهم من مختلف دول العالم»، واضاف ان العديد منهم اكد على نيته قتل اميركي قبل مغادرة غوانتانامو، لكنه اكد عدم اتاحة مثل هذه الفرصة لهم. ويقبع المعتقلون في اقفاص انفرادية طول الواحد منها 8 اقدام وعرضه 6 اقدام وهي محاطة بالسلاسل ومعرضة طوال الليل لضوء الهالوجين حتى تصبح حركة المعتقلين مرصودة تماما.

ومن المؤكد ان وفد اللجنة الدولية للصليب الاحمر قد وجد مركز اللاعتقال اشبه بالقلعة. فالمركز يتسع لـ200 سجين ولكن بسبب عمليات التشييد المستمرة ستزداد سعة المركز لاستقبال ما يزيد على 600 معتقل. ومن المتوقع ان تؤدي عمليات التوسعة والتحديث الى تأهيل «كامب اكس راي» لاستيعاب 2000 معتقل، بيد ان لينهيرت اوضح ان تتابع وصول معتقلي طالبان و«القاعدة» فاق عمليات التشييد والتوسعة الجارية حاليا. واضاف ان السجناء الذين وصلوا اول من امس سيحبسون في «كامب اكس راي» لمد ثلاثة اشهر على ان يجري تحويلهم بعد ذلك الى مركز اعتقال دائم في قاعة غوانتانامو عقب الفراغ من تشييده.

ويدرك الحراس ان عليهم السماح للمعتقلين بأداء الصلاة كما ارشدوهم الى وجهة القبلة، الا ان المسؤولين العسكريين يعتقدون ان المعتقلين ليس لديهم فكرة عن مكان اعتقالهم الحالي وموقعه في الخارطة. وسمح للصحافيين بمشاهدة المعتقلين من على بعد 400 قدم دون ان يسمح لهم بالتصوير، رغم استحالة التعرف على هوياتهم وهم ينزلون من طائرة النقل العسكرية وهم يرتدون زي المسجونين مقيدين بالسلاسل. كما كانت رؤوسهم مغطاة وعلى عيونهم نظارات واقية عدساتها معتمة. وكانت قوات «المارينز» في ذلك الوقت تقوم بتأمين المنطقة وهي مسلحة بقاذفات القنابل والبنادق السريعة الطلقات.

وفي محاولة للتأكيد على التزام جانب مواثيق جنيف الخاصة بمعاملة السجناء، اشار الجنرال لينهيرت مجددا الى ان الشراشف التي زود بها المعتقلون توافق الطقس المداري في المنطقة. كما اوضح في وقت سابق ان الجهات المعنية ستحمي زنزانات المعتقلين من الرطوبة كما ستوفر فيها كذلك الضوء والتدفئة اللازمتين. رغم ذلك، قالت منظمة العفو الدولية ومنظمة «هيومان رايتس ووتش» ان «اقفاص» غوانتانامو تبدو مخالفة للشروط الواجب توفرها في ظروف الحبس. وقال الجنرال لينهيرت انه تأكد بعد هطول الامطار الاخيرة بنفسه ان المعتقلين يعيشون في اوضاع جيدة مشيرا الى ان القوات الاميركية نفسها تعيش في نفس البيئة.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»