ماهر لـ«الشرق الأوسط»: لم نطلب المشاركة في التحقيقات مع أسرى القاعدة في باكستان لأننا لا نعلم بوجود مصريين ضمنهم

وصف العلاقات مع واشنطن بأنها «ناضجة تسمح بالاتفاق كثيرا والاختلاف أحيانا»

TT

قال أحمد ماهر وزير خارجية مصر إن بلاده لم تتلق بيانات دقيقة او واضحة عما اذا هناك مصريون ضمن أسرى تنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن.

ونفى ماهر في حديث هاتفي لـ«الشرق الاوسط» الليلة قبل الماضية، خلال وجوده في الرباط، أن تكون مصر أرسلت محققين الى باكستان للمشاركة في استجواب اسرى تنظيم القاعدة من المصريين. وأردف قائلا: «لا معلومات لدينا بشأن الذين اعتقلوا في افغانستان او في اي مكان آخر في هذه القضية».

ورحب ماهر بانتهاء المشكلة التي كانت قد اثيرت بخصوص اجتماع القمة العربية في موعدها ومكانها. وقال ان قمة بيروت ستكون دعما للموقف الفلسطيني وللموقف العربي عامة، وستتضمن جهدا اضافيا لتحقيق الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية والتقدم نحو اقامة سلام عادل وشامل في المنطقة وفقا للشرعية الدولية. وبخصوص الوضع في السودان ومصير المبادرة المصرية ـ الليبية المشتركة، قال ماهر ان المبادرة المشتركة تسير في طريقها، مشيرا الى ان مصر وليبيا تلقتا ردودا من جميع الاطراف المعنية بالنزاع «وكلها مستعدة للتجاوب مع المبادرة». وأضاف ماهر قائلا: «سوف نلتقي قريبا مع الاشقاء الليبيين لنقرر الموعد الذي سندعو فيه الى اجتماع يضم كل هذه الاطراف، وفي الوقت ذاته فإننا ابدينا (مصر وليبيا) استعدادنا للتنسيق مع مبادرة الايقاد اذا كان القائمون عليها يرغبون في ذلك، دون أن يمس ذلك جوهر المبادرة المصرية ـ الليبية».

وتحدث ماهر عن عدد من قضايا الساعة في المنطقة منها زيارة المبعوث الاميركي للسلام في السودان للقاهرة، والحصار الذي تفرضه اسرائيل على الرئيس ياسر عرفات في رام الله، وحال العلاقات الاميركية ـ المصرية بعد احداث 11 سبتمبر، ومباحثاته في القاهرة مع وزير الخارجية الاسباني حول العلاقات المتوترة بين الرباط ومدريد. وفي ما يلي نص الحديث:

* هل ارسلت مصر محققين الى باكستان للمشاركة في استجواب اسرى تنظيم القاعدة من المصريين؟

ـ لم يحدث ذلك. ونحن لم نتلق بيانات دقيقة أو واضحة عما اذا كان هناك مصريون ضمن الاسرى وما هي هويتهم وما هي أعدادهم.

* معنى كلامك انه لا توجد لديكم معلومات حول عدد المصريين الذين اعتقلوا في باكستان أو افغانستان؟

ـ لا معلومات لدينا بشأن الذين اعتقلوا في افغانستان أو اي مكان في هذه القضية.

* بالنسبة لأسرى القاعدة الذين تم نقلهم الى قاعدة غوانتانامو في كوبا، هل يوجد بينهم مصريون؟

ـ ما قلته لك ينطبق على كل الاسرى الذي قيل انهم مصريون.

* ألم تحاولوا في مصر طلب المشاركة في التحقيقات لمعرفة ما اذا كان هناك مصريون اسرى؟ ـ نحن لم نطلب ذلك لاننا لا نعلم بوجود هؤلاء الاشخاص. وانما اذا ارتكب شخص ينتمي لدولة ما جريمة في دولة أخرى فإنها لا تشارك في التحقيقات بل تتابع تلك التحقيقات عندما تعلم بها وهذا هو الموقف الذي سنتخذه.

* يبدو الوضع بالنسبة للوفاق في السودان يراوح مكانه. فهل لحقت المبادرة المصرية ـ الليبية المشتركة بمصير مبادرة «الايقاد»؟

ـ المبادرة المصرية ـ الليبية المشتركة تسير في طريقها. وقد تلقينا ردودا من جميع الاطراف المعنية بالنزاع وكلها مستعدة للتجاوب مع المبادرة. وسوف نلتقي قريبا مع الاشقاء الليبيين لنقرر الموعد الذي سندعو فيه الى اجتماع يضم كل هذه الاطراف، وفي الوقت نفسه فاننا ابدينا، مصر وليبيا، استعدادنا للتنسيق مع مبادرة الايقاد اذا كان القائمون عليها يرغبون في ذلك، دون أن يمس ذلك جوهر المبادرة المصرية ـ الليبية.

* بالنسبة للمبعوث الاميركي للسلام في السودان جون دانفورث، ماذا تنتظرون ان يحمل اليكم من مقترحات جديدة؟

ـ المبعوث الاميركي سيصل خلال اليومين المقبلين الى القاهرة (وصل امس)، وسوف اقابله واستمع منه الى نتيجة اللقاءات التي أجراها سواء في نيروبي او في الخرطوم.

* وماذا ستقدمون له كوجهة نظر مصرية. اي هل هناك شيء جديد في جعبتكم بشأن الملف السوداني؟ ـ وجهة النظر المصرية معروفة، فهي ملخصة في المبادرة المصرية ـ الليبية المشتركة. انما سوف نستمع الى ما سيطرحه علينا ثم نعلق. اذ لا أستطيع الان ان أعلق على اشياء لا اعرفها. فأنا لا اعرف ماذا سيطرح دانفورث.

* بعد حل عقدة ليبيا بخصوص عقد القمة العربية المقبلة في مكان اخر غير بيروت. كيف يجب في نظركم أن تكون قمة بيروت مقارنة مع القمم العربية السابقة؟

ـ أولا دعني أقول في البداية إننا في مصر نرحب جدا بانتهاء المشكلة التي كانت قد اثيرت بخصوص اجتماع القمة العربية في موعدها ومكانها. وهذا يؤكد على تصميم الدول العربية على الالتزام بمسألة توقيت القمة واحترام قرارات القمم. أما ما ستحمله قمة بيروت فإنه خلال الشهرين المقبلين، اي من الان حتى انعقادها، سيحدد المسار الذي ستأخده، لكن من المؤكد أنها ستكون دعما للموقف الفلسطيني وللموقف العربي عامة، وستتضمن جهدا اضافيا لتحقيق الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية والتقدم نحو إقامة سلام عادل وشامل في المنطقة وفقا للشرعية الدولية. وهذا يعني ضرورة توقف الممارسات الاسرائيلية. وسوف نسعى من الان حتى انعقاد القمة لكي نجند أكبر قوة من الضغط الدولي على اسرائيل حتى تتوقف عن سياساتها العدوانية المخالفة لكل مبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية، ولكل معايير وتصرفات الدول المتمدنة.

* في ظل الحصار الذي يعاني منه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله. هل تعتقدون أن اسرائيل ستسمح له بالمشاركة في قمة بيروت؟

ـ ان الحصار الذي يعاني منه الرئيس ياسر عرفات هو صورة اخرى من صور محاصرة الشعب الفلسطيني كله والتعرض له بعدوان لا مثيل له من قبل. وعلى اسرائيل ان تحترم تعهداتها ويجب أن تسمح للرئيس عرفات بحضورالقمة العربية باعتبار فلسطين عضوا كاملا في جامعة الدول العربية. وسوف تبذل منذ الان حتى ذلك الوقت الجهود والاتصالات لكي يتحقق ذلك.

* بخصوص العلاقات الاميركية ـ المصرية في هذا الظرف الذي يلي احداث 11 سبتمبر، كيف هي أحوالها الان خاصة بعد زيارتكم الاخيرة لواشنطن؟

ـ العلاقات طيبة كما أكدها أعضاء الكونغرس الاميركي الذين زاروا مصر تباعا في الفترة الاخيرة، وأكدوا تقديرهم للموقف المصري والرئيس حسني مبارك، سواء فيما يتعلق بدعم جهود السلام او فيما يتعلق بالموقف من الارهاب، وهو موقف واضح منذ سنوات طويلة حين دعا الرئيس مبارك الى جهد دولي لمحاربة الارهاب باعتباره ظاهرة دولية، وطالب حينئذ بعقد مؤتمر دولي للارهاب.

ان العلاقات المصرية ـ الاميركية هي علاقات ناضجة تسمح بالاتفاق كثيرا والاختلاف أحيانا. ونحن في حوار مستمر حتى نستطيع أن نتخذ المواقف المشتركة التي تخدم قضايا الامن والسلام والعدالة في العالم.

* قبيل توجهكم الى المغرب التقيتم في القاهرة خوسيب بيكيه وزير الخارجية الاسباني. فهل قامت مصر بمبادرة لإصلاح ذات البين بين الرباط ومدريد؟ وهل حملكم بيكيه رسالة الى نظيركما المغربي؟

ـ المباحثات مع وزير خارجية اسبانيا كانت بمناسبة تولي مدريد رئاسة المجموعة الاوروبية، وتناولت الموضوعات الخاصة بالتعاون المصري ـ الاوروبي، والاوروبي ـ المتوسطي. ومن الطبيعي انه خلال تلك المحادثات أكد وزير خارجية اسبانيا رغبة بلاده في أن تكون العلاقة مع المغرب علاقة طيبة، وحل جميع المشاكل العالقة بينهما. وقد اكتفيت بنقل هذا الذي ابلغني به وزير خارجية اسبانيا الى أخي وصديقي الوزير محمد بن عيسى دون أن نتعمق في بحث هذا الموضوع.