مسلحان يقتلان 5 شرطيين قرب القنصلية الأميركية في كلكتا وباكستان ترفض الاتهامات الهندية بالتورط في الهجوم

TT

هاجم اربعة مسلحين يركبون دراجتين ناريتين مركز الاعلام الاميركي قرب القنصلية الأميركية بمدينة كلكتا، شرق الهند، وقتلوا خمسة رجال شرطة، واصابوا 21 شخصا آخرين. والمصابون هم 18 شرطيا وأحد المارة وحارس امني. ولم يصب اي مواطن اميركي. وذكرت الشرطة الهندية ان المهاجمين اقتربوا من مبنى القنصلية صباح امس ورفضوا الوقوف عند نقاط التفتيش، وتبادلوا إطلاق النار مع جنود الشرطة.وأوضحت مصادر طبية أن حالة بعض الجرحى خطيرة، وأن عدد القتلى قد يرتفع. وقال جوردون دوجويد الملحق الصحافي بالسفارة الاميركية في نيودلهي انه لا احد من موظفي مركز الاعلام الاميركي اصيب في الحادث. كما اكد القنصل الأميركي العام في كلكتا، كريستوفر سندروليني، انه لم يصب ولم يقتل في الحادثة أي من موظفي القنصلية. ولم تعلن أي جماعة مسلحة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن مصادر المخابرات الهندية قالت إن الشكوك تحوم حول جماعة اصولية متشددة ناشطة في الهند. يذكر أن الاجراءات الأمنية المفروضة على مقار البعثات الدبلوماسية الأميركية شددت عقب وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) الماضي. كما أن السلطات الهندية شددت إجراءاتها الأمنية في أعقاب الهجوم الانتحاري الذي تعرض له البرلمان الهندي الشهر الماضي. لكن وزارة الخارجية الهندية قالت مساء امس ان رجلا يدعى فرحان، ومعروف ايضا باسم افتاب مالك، ويعيش في دبي اعلن مسؤوليته عن الهجوم. وقالت نيروباما راو المتحدثة باسم الوزارة في اشارة الى جماعتين تحاربان الحكم الهندي في جامو وكشمير: «يعتقد ان هذا الشخص..فرحان على صلة وثيقة ببعض الاجهزة الباكستانية ومن المحتمل ان تكون له علاقة بحركة الجهاد الاسلامي وحركة المجاهدين». ولم تذكر مزيدا من التفاصيل.

وبدوره قال وزير الداخلية الهندي لال كريشنا ادفاني ان جماعة اعلنت مسؤوليتها من خلال رجل اتصل بالشرطة من دبي. واضاف ان الجماعة لها صلة بالمخابرات الباكستانية. الا انه لم يذكر اسم الجماعة ولم يلمح الى أنها مسؤولة عن الهجوم الذي وقع في كلكتا. بيد انه ذكر ان عضوا رفيعا في جماعة كانت وراء خطف رجل اعمال هندي في فترة سابقة اتصل بالشرطة الهندية معلنا مسؤولية الجماعة عن الهجمات.

وقال ادفاني في ندوة من دون ان يعلن اسم الجماعة: «اتصل عضو بارز في هذه الجماعة بالشرطة الهندية مدعيا انه يتحدث من دبي،وقال نحن الذين ارتكبنا الحادث». واضاف: «وانا تحققت من اجهزتي عن خلفية الشخص المتورط في حادث الخطف هذا الذي تم قبل عدة اشهر في كلكتا،وكان الرد الذي تلقيته هو هذه الجماعة التي لها صلة بالمخابرات الباكستانية».

وفي اسلام آباد رفضت السلطات الباكستانية بشدة امس اتهام الهند لها بالتورط في الهجوم الذي استهدف المركز الاميركي بكلكتا قائلة: «ان هذا الاتهام لا يقوم على اي اساس». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية عزيز احمد خان في مؤتمر صحافي امس: «ان باكستان تدين الارهاب بكل اشكاله».

وفي الوقت نفسه رفض رئيس حكومة ولاية البنغال الغربية الشيوعي بوداديف بهاتاشاريا مساعدة مكتب المباحث الاتحادي (اف بي اي) في التحقيق حول الهجوم. وردا على سؤال عما اذا كانت الحكومة الاقليمية ستسمح للـ«اف بي اي» بالتحقيق في مكان الحادث قال بهاتاشاريا: «ان رجال شرطتنا يهتمون بالامر وطلبت من جميع الوكالات الهندية التي تحقق حاليا ان تعمل معا.. فلسنا بحاجة الى اي مساعدة من اي وكالة اخرى».

واضاف: «ان الارهابيين اطلقوا 50 رصاصة على الاقل ببنادق من نوع كلاشنيكوف على 32 عنصرا من رجال الشرطة كانوا امام المركز اثناء الهجوم،وفتحوا النار اثناء عملية تبديل الحراس الذين فوجئوا ولم يتمكنوا من الرد». واشار المسؤول الشيوعي الى قيام رجال الشرطة على الفور بعملية مطاردة كما اقاموا حواجز عند مداخل كلكتا وتم اغلاق الحدود مع بنغلاديش.

ويذكر ان الرئيس الباكستاني برويز مشرف اعلن مساء الاثنين الماضي خلال تفقده القوات الباكستانية على الحدود مع الهند ان باكستان ترغب في السلام مع الهند ولكنها على استعداد للتصدي «لأي مغامرة» تقوم بها نيودلهي. وقال مشرف في كلمة الى قواته المنتشرة باعداد كبيرة في منطقتي تهار وكوليستان الصحراويتين: «لقد كررنا التنديد بالارهاب في جميع اشكاله وجميع مظاهره، لكن اذا ارتكب العدو اي مغامرة فسنكون على استعداد كامل لرد التحدي». ومعلوم ان باكستان والهند حشدتا مئات آلاف الجنود على حدودهما المشتركة بعد ان هددت نيودلهي اسلام اباد بشن حرب.

*خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»