شكوك في اقتراحات صدام تسبق وصول موسى إلى الكويت اليوم

الأفكار تشتمل لجنة للتفتيش حول المفقودين وعودة المفتشين بدون أميركيين

TT

قالت مصادر دبلوماسية عربية لـ«الشرق الاوسط» ان الكويت رغم ترحيبها بزيارة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لها اليوم واعرابها له عن أملها في نجاح جهوده لتحقيق المصالحة العربية، إلا انها استبعدت نجاح المبادرة الخاصة «بالحالة بين العراق والكويت» والقائمة على أساس اقتراحات الرئيس العراقي صدام حسين والتي حملها لعمرو موسى خلال زيارته لبغداد يومي الجمعة والسبت الماضيين وينقلها اليوم الى الكويت.

وكشفت المصادر النقاب عن الاقتراحات العراقية قائلة انها تقوم على تشكيل لجنة أو فريق تفتيش يضم ممثلين للكويت والسعودية والعراق ولجنة من الصليب الأحمر والجامعة العربية تقوم بزيارة العراق مع التعهد بتمكينها من دخول أي مكان بالعراق للتفتيش عن الأسرى والمفقودين.

كما تضمنت الاقتراحات العراقية استعداد بغداد تلقي أي وثائق أو مستندات لدى الكويت تتعلق بالأسرى لدراستها.

وأشارت المصادر الى ان اقتراحات الرئيس العراقي حول التعاون مع الأمم المتحدة، تضمنت تعهده بإعادة النظر في موضوع المفتشين بشرط عدم اشتراك اميركا وكذلك عدم المساس بالنظام العراقي.

ولفتت المصادر الى ان المسؤولين العراقيين الذين التقوا مع موسى في بغداد حرصوا في أحاديثهم معه عند ذكر اسم الكويت على ان يسبقوه بكلمة «دولة» حتى يطمئن الأمين العام للجامعة العربية للنوايا العراقية.

وأشارت الى ان الكويتيين ينظرون الى المبادرة العراقية باعتبارها «تلاعب» تستهدف كسب الوقت والظهور بمظهر الساعي الى الحل قبل القمة العربية المقبلة، اذ سبق ان استبعد اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية اقتراح تشكيل لجنة لبحث الأزمة إلا ان الكويت أصرت على بحث الأمر في الإطار الدولي.

واتصل موسى اول من امس بالنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الاحمد وأبلغه بأن لديه رسالة من الرئيس صدام. وقالت مصادر ان الشيخ صباح الاحمد رد عليه «أهلا وسهلا».

وتعتبر الكويت، ان العراق يحاول منذ نحو عام تجزئة قرارات مجلس الأمن وتهميش دور الأمم المتحدة لصالح دور الجامعة العربية، مشيرة الى ان القرارات التي تريد الكويت التسوية على أساسها هي قرارات مجلس الأمن وليست قرارات الجامعة العربية ولا تستطيع الأخيرة أو أي دولة عربية الخروج على هذه القرارات أو عدم الاعتراف بها.

وأوضحت ان الكويت تريد حل قضية الأسرى وتقديم ما يطمئنها على أمنها كدولة جارة للعراق. الى ذلك تستغرق زيارة موسى للكويت عدة ساعات يعود بعدها الى القاهرة.

من ناحية أخرى، يقوم موسى بزيارة الولايات المتحدة الاسبوع المقبل يشارك خلالها في منتدى دافوس كما يلتقي ممثلي المنظمات العربية والجاليات العربية في واشنطن ونيويورك ولوس انجليس.

ويناقش موسى دور العرب الاميركيين في المجتمع الاميركي وتوفير الدعم اللازم لهم لتكوين ما يسمى بلوبي عربي يستطيع مواجهة تأثير اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة.

وقال مندوب الجامعة العربية لدى الأمم المتحدة السفير حسين حسونة، الذي قدم تقريراً الى موسى بشأن تطورات القضايا العربية في الأمم المتحدة ومدى مساندة المجتمع الدولي لها وفي مقدمتها قضايا فلسطين والعراق وليبيا والصومال وجزر الامارات، ان الجامعة العربية تركز جهودها حالياً على المصالحة العربية وتحقيق التضامن في مواجهة التهديدات الاسرائيلية.

واضاف حسونة في تصريحات للصحافيين قبل مغادرته القاهرة أمس عائداً الى مقر عمله في نيويورك، بعد ان رافق أمين عام الجامعة العربية في زيارته الى العراق الاسبوع الماضي ان موسى أرسل خطاباً عاجلا الى كوفي انان يحيطه علماً بنتائج زيارته لبغداد، مشيراً الى ان موسى وانان سيواصلان بحث القضايا العربية في 30 يناير (كانون الثاني)الحالي، أثناء زيارة موسى للمشاركة في منتدى دافوس الاقتصادي الذي يبدأ في نيويورك من 31 يناير الى 5 فبراير(شباط) القادم.

وحول آخر، تطورات أزمة مقر الجامعة العربية في نيويورك والذي طلب مالكه بطردها منه، قال حسونة كان ذلك من توابع احداث سبتمبر حيث طالب المالك برفع قيمة الايجار بدعوى انه شدد الاجراءات الأمنية على المبنى وذلك مخالف للعقد وطلب بضرورة اخلاء المقر ولكننا رفضنا بشدة وعندما قام بتهديدنا بفسخ العقد لجأنا الى محكمة نيويورك والتي اصدرت حكماً ابتدائياً بإيقاف أي اجراء من جانب المالك وسأتابع خلال الايام القادمة سير الدعوى القضائية تمهيداً لاصدار حكم نهائي.