الهدوء يعود إلى مدينة معان الأردنية بعد 4 أيام من المواجهات بين الأهالي وقوات الأمن

TT

ساد الهدوء أمس مختلف مناطق مدينة معان الاردنية بعد 4 ايام من الاشتباكات بين الاهالي وقوات الامن، فيما لا تزال قوات الشرطة ترابط في مواقع عديدة من المدينة، وتنشر ناقلات الجنود في الساحات والتقاطعات والشوارع الرئيسية، تحسبا لحدوث اعمال شغب. وخلت الشوارع الرئيسية من المارة في المدينة، وبدا الحضور الامني المكثف واضحا للعيان حيث انتشرت قوات خاصة تابعة للشرطة وهي مدججة بالسلاح في جميع المواقع الرئيسية، فيما رابطت ناقلات الجنود التابعة للشرطة على التقاطعات الرئيسية ومنطقة البلدية ومحطة الارسال وشارع الملك حسين بوسط المدينة ومنطقة السوق القديم.

وتقوم قوات الامن الاردنية بتفتيش السيارات القادمة الى معان والسيارات المغادرة عند مداخل المدينة ومخارجها. وحضرت قوات الامن الاردنية بكثافة الى المناطق المحيطة بمسجد معان الكبير خشية انطلاق مسيرات او حدوث اعمال شغب بعد صلاة الجمعة. الا ان المواطنين ادوا الصلاة وخرجوا من المسجد وتفرقوا بدون وقوع صدامات مع قوات الامن. وكان لقرار السلطات الاردنية وقف الاعتقالات والتراجع عن سياسة مداهمة بعض البيوت اثر كبير في تهدئة النفوس، مما حدا بالمواطنين الى وقف الاشتباكات والصدامات مع الشرطة حيث صدرت التعليمات لقوات الامن بعدم اعتقال او ملاحقة أي مواطن. من ناحية اخرى تمت ترضية عائلة الشاب سليمان الفناطسة (17 عاما) الذي قتل في خضم الاحداث التي شهدتها المدينة حيث توجه والده عدنان للعاصمة الاردنية عمان والتقى عدداً من المسؤولين، بينهم وزير الداخلية قفطان المجالي. وقد خفت مشاعر العداء والتوتر بين اهالي المدينة وقوات الامن الاردنية، سيما بعد ان تراجعت قوات الشرطة عن اعتقال 3 من ابناء المدينة خشية انفجار المشاعر الشعبية الغاضبة لدى سكانها. لكنها عادت واعتقلت ياسين عبد المعطي احد المنتمين لجماعة «التكفير والهجرة» في المدينة. التجارية وبدأت الحياة الطبيعية تسير كالمعتاد.

ونفى وجهاء وشيوخ من مدينة معان التقوا وزير الداخلية الاردني الاربعاء الماضي أن تكون الأحداث ناجمة عن دوافع سياسية او دينية او حزبية مدعومة من جهات خارجية، وأكدوا أنها ناجمة عن تراكمات لظروف اقتصادية واجتماعية ادت الى اتساع ظاهرتي الفقر والبطالة، نتيجة حرمان ونسيان هذه المحافظة والمدينة من قبل المسؤولين والحكومات من مشاريع تنموية توفر فرص عمل لأبناء المدينة العاطلين عن العمل. واستنكر الوجهاء والشيوخ «الاعمال غير المسؤولة التي وقعت خلال الاحداث الاخيرة»، مؤكدين وقوفهم والتفافهم حول القيادة الهاشمية الحكيمة وحرصهم على امن واستقرار الوطن الذي يعتبر العمود الفقري لجذب الاستثمار.